السنوار عاش مجاهدا و مات شهيدا | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


السنوار عاش مجاهدا و مات شهيدا | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
السنوار عاش مجاهدا و مات شهيدا | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 

 


الsنوار عاش مجاهدا و مات شهيدا وهو يقاتل ولم يكن يختبئ بالأنفاق أو يحتمي بالأسرى الإسرائيليين، بل إن الأسرى محميون أكثر من السنوار نفسه، وشخصيته ستؤثر على أجيال من الفلسطينيين


مؤلم جدّا موت القادة، لكنّه ملهم بالقدر نفسه، إنّه يعطي كلّ فرد حر جرعة من الإيمان بالفكرة، وجرعة أكبر من الثّقة بالمستوى القيادي. 


وإنّ الحركة قدّمت، و ما زالت، قياداتها، الواحد بعد الآخر، بثبات وبطولة، لهي جديرة بالاحترام حتّى من الخصوم، و جديرة بالنّصر، ولو بعد حين.


ياأيّها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتّقوا اللّه لعلّكم تفلحون.


إن الشهادة في سبيل الله من أعلي المنازل عند الله تعالى وهي الصفقة الرابحة بين العبد وربه .

قال تعالى: 


" إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَ ٰ⁠لَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ یُقَـٰتِلُونَ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَیَقۡتُلُونَ وَیُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَیۡهِ حَقࣰّا فِی ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِیلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُوا۟ بِبَیۡعِكُمُ ٱلَّذِی بَایَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَ ٰ⁠لِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ﴾ [التوبة ١١١]


فالمشتري هو الله، والثمن الجنة ولهذا تمنى النبي ﷺ الشهادة مقسما فقال: 


وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ.


 متفق عليه 


ولهذا من كرامات الشهيد الحياة بعد الاستشهاد مباشرة .

 

قال تعالى:


{ وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ} البقرة: 154


وقال تعالى:


{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } 


 آل عمران : 169 


وهذه هي صفة الحياة الأولى فهم أحياء أولاً بهذا الاعتبار الواقعي في دنيا الناس، ثم هم أحياء عند ربهم باعتبار آخر لا ندري عن كنهه، وحسبنا إخبار الله تعالى به

 ( أحياء ولكن لا تشعرون ) 


لأن كنه هذه الحياة فوق إدراكنا البشرى القاصر المحدود لكنهم أحياء، ومن ثم لا يغسلون كما يغسل الموتى، ويكفنون في ثيابهم التي استشهدوا فيها فالغسل تطهير للجسد ؛ وهم أطهار بما فيهم من حياة، وثيابهم في الأرض ثيابهم في القبر لأنهم بعد أحياء .


والحياة ليست قاصرة على الروح فقط ؛ بل تشمل حياة الأجساد وحفظها من التآكل والعفن؛

 فقد روى مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ( أنه بلغه أن عمرو بن الجموح ، وعبد الله بن عمرو الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل قبرهما ، وكان قبرهما مما يلي السيل وكانا في قبر واحد ، وهما ممن استشهد يوم أحد فحفر عنهما ليغيرا من مكانهما فوجدا لم يتغيرا كأنهما ماتا بالأمس ، وكان أحدهما قد جرح فوضع يده على جرحه فدفن وهو كذلك فأميطت يده عن جرحه ثم أرسلت فرجعت كما كانت ، وكان بين أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة ) . 

وروى الذهبي أن ( أبا طلحة رضي الله عنه غزا في البحر فمات ، فطلبوا جزيرة يدفنونه فيها فلم يقدروا عليها إلا بعد سبعة أيام وما تغير ).


ولهذا نجد أن دينُنا دينُ سلامٍ فهو يسلُكُ سبيلَه إلى السلام مِن مركزِ القوةِ، وبدونِ القوةِ يكونُ الطريقُ إلى السلام طريقًا إلى الاستسلام، الذي به تَضيعُ الحقوقُ وتُنتَهكُ الحُرُماتُ! 


فالإسلامُ دينُ السِّلم والسلام، والوِفاقِ والوِئامِ، والإخوةِ والمحبةِ واحترامِ الآخرين واحترامِ غير المسلمين.


 قال ربنا:


 وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ 


سورة الأنفال: 61


ونبيُّنا صلى اللهُ عليه وسلم نبيُّ السلامِ وجاء بالسلام للعالم كلِّه وحقق السلامَ فالإسلامُ جاء لتحقيقِ السلامِ .


ما اشبه ما يحدث اليوم بما حدث ايام صلح الحديبية حيث ظن المسلمون ان في ذلك هزيمة وذل.

وأراد لهم بتلك الواقعة فتحا مبينا.

وجاء القرءان يخلد الحادثة المؤلمة في نظر المسلمين فقال تعالى :


" انا فتحنا لك فتحا مبينا..."


وما حدث منذ أيام هي بشائر نهضة من نوم عميق، و رياح النصر قادم ليس لأهلنا فقط بل للأمة أجمع..

‏هنيئا ليحيى السنوار بالشهادة التي لا ينالها إلا الشرفاء ، نتذكر دائما مقولة الرجال: "إذا غاب فينا سيد قام سيد .

"وما نقصت مقا&مة من شهيد اذا رحل"، لأن كل أبناء شعبنا مشاريع شهداء.

فمرحبا بقضاء الله وقدره ..

Share To: