قُبلَةٌ إلى العراق | بقلم الأديب ابو النصر الرفاعي 


قُبلَةٌ إلى العراق | بقلم الأديب ابو النصر الرفاعي

قُبلَةٌ إلى العراق | بقلم الأديب ابو النصر الرفاعي 



عِرَاقُ وَالمَجْدُ التَّليدُ تَوْءَمُ

وَالطَّارِفُ الأسْنَى بهِ مُخَيِّمُ


سِياجُهُ جَحَاجِحٌ نُفوسُهُمْ

إلى الإباءِ والشُّمُوخِ مَنْجَمُ


كَمْ مِنْ أبِيٍّ حَوْلَهُ مَدَجَّجٍ

يَموتُ دُونَهُ ولا يَسْتَسْلِمُ


حِصْنٌ على أبراجِهِ مَكْتوبَةٌ:

أنا الذي على العِدا  مُحَرَّمُ


بَينَ العراقِ والشُّموخ مَوْثِقٌ

_لَمْ يَحْنَثا فيهِ_ وَعَقْدٌ مُبْرَمُ


مُعَطَّرٌ بِالمَكْرُماتِ والنَّدى

مِنَ العُقابِ يَسْتَقيها الهَيْثَمُ


مَشَى بِهِ التَّاريخُ يَومَ بَدْئِهِ

مَفَاخِرا مِنَ الفَخارِ أعْظَمُ


آثارُهُ تُنْبيكَ عَنْ مَهَابَةٍ

كـمَا  نَبَا عَنِ العَرينِ الضَيْغَمُ


تَزاحَمَتْ بِهِ حَضاراتٌ فما

شِبْرٌ خَلا إلَّا وَفيهِ مَعْلَمُ


الخَيرُ في رُبوعِهِ مَواسِمٌ

في كُلِّ يَومٍ مَحْفِلٌ وَمَوْسِمُ


هُوَ العَرِيقُ مَحتِداً وَإنَّهُ

مِنْ كُلِّ عِرْقٍ في الأنامِ الأقْدَمُ


نَصِيبُهُ مِنِ اسْمِهِ فَرِفْدُهُ

إلى الحياةِ نَسْغُها ما يَلْزَمُ


عِراقُ يا قيثارةً أنغامُها

لِكُلِّ مَجْدٍ وَارِفٍ تَرَنُّمُ


ياإرْثَ مَنْ لَمَّا تَزَلْ آثارُهُمْ

أُنْشُودَةً في كُلِّ يومٍ تَعْظُمُ


حَلَّتْ بِكُلِّ خافِقٍ سَرَتْ بهِ

كَأنّها هيَ الشِّغَافُ والدَّمُ


لِلَّهِ أرضٌ زَيَّنَتْها أعْصُرٌ

حَاكَتْ سَماءً زَيَّنَتْها أنْجُمُ


قَدَّمْتَ لِلتَّاريخِ أسْفَارَ العُلا

مَآثِراً وَ لَمْ  تَزَلْ   تُقَدِّمُ


يارافِدانِ وَالهَوى حِكايَةٌ

في خافِقي وَمَنْ بها لايَعْلَمُ  ؟!


إنَّ الهَوى في القلبِ بَحرٌ هائِجٌ

أمْواجُهُ إنْ أقْبَلَتْ لا تَرْحَمُ


فَسِحْرُكَ النَّزيلُ بين أضْلُعي

وَإنَّني أنا بِهِ المُتَيَّمُ


أرْسَلْتُ قَلْبي ياعِراقُ حاملا

قَصِيدَةً تَقُولُ مالا يُكْتَمُ


يُعانِقُ النَّخيلَ في جَلالِهِ

كَمُكْرِمٍ وَافاهُ خِلٌّ مُكْرَمُ


بَغدادُ ياأخْتَ الشَّآمِ ما السَّنا

لولاكُما؟ماالمَجْدُ؟ ماالتَّقَدُّمُ؟


المُشْرقانِ أنتُما في أمَّةٍ

لَمْ يَسْتَكِنْ يَوماً بها مُطَهَّمُ


وَلَّادَتانِ بالضِّياءِ والنَّدى

وَلِلْعُروبَةِ الحُسَامُ وَالفَمُ



Share To: