المصير المحتوم | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
![]() |
المصير المحتوم | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ،
المصير المحتوم :
يتوارى كلٌ منا تحت حِفنة من التراب في نهاية تلك الرحلة الشاقة وتلك الاختبارات والابتلاءات التي لم تكن يوماً بهينة ورُغم ذلك يتمادى في المعاصي ويُكثِر في الذنوب ويتغاضى عن تطبيق العدالة ويُساهم في نشر الفساد والفِسق والفُجور في كل بقاع الأرض وكأنه ضامنٌ لتلك النهاية السعيدة التي سوف يترغد حينها في جِنان النعيم وكأنه لم يُخطئ يوماً ، ولا أعلم لِمَ نتشبث بالحياة لتلك الدرجة القاتلة ونُضيِّعها في ترهات رُغم علمنا أننا تاركوها ؟ ، لِمَ نُفضِّلها لهذا الحد الذي يَفصِلنا عن رؤية الحقيقة وإدراك أن النهاية قريبة والموت يُحيط بنا ويتربص بنا من كل صوب وحدب وأنَّ كلاً منا على موعدٍ معه وعليه أنْ يعمل لهذا اليوم العظيم الذي يشيب له الوِلدان بكل ما أُوتِي من قوة وعَزم وألا يتكاسل أو يتراخى عن أداء مهامه الأساسية في تعمير الأرض وعبادة الله وألا يتناسى دوره أو يغفل عنه ذات لحظة تسحَبه في طريق خاطئ فتَزِل أقدامه ويتيه ويخسر حياته وآخرته على حد سواء ، فيجب أنْ يتعظ الجميع قبل أنْ تفنى الحياة ولم يَعُد هناك وقت كافٍ للتوبة أو التراجع عن أي خطايا قد اقترفتها أياديهم سواء عن عَمد أو سهو فكلها تحمِل نفس النهاية الشنيعة التي لن يحتملها أحدٌ ، لذا على المرء أنْ يستفيق ويعي نتيجة خطواته قبل أنْ يجد ذاته في مواجهة ذاك المصير المحتوم الذي سيصل إليه في نهاية المطاف ويضطر لتصدِّيه وحده دون مساعدة أو اتكاء على أحد ، فهذا ما وجهنا الله إليه ونبَّهنا به ولم يلتفت الكثير وقد ألهتهم الحياة بكل ما فيها من مَتاع وملذات ، فلا علينا أنْ نقتدي بهم أو نكون مثلهم بل علينا أنْ نرتقي بأنفسنا كي نحظى بتلك النهاية المُرضيَّة التي يتمناها الجميع دون أنْ نصلَى العذاب الذي لن يحتمله أحد البتة ، فكلٌ يدري ما يُريد وعليه أنْ يُقدِّم ما يُوصِّله إليه بكل قناعة وارتياح ورضا دون أنْ يدَعْ دوامات الحياة تجرِفه وتطيح به في مسارات خاطئة لا يُفضِّل نهايتها بتاتاً ، فعليه أنْ يُدقِّق ويُمعِن النظر في كل شيء قبل أنْ يُقدِم عليه فلكل أمر حساب سواء ناله في الدنيا أو الآخرة فتكفي تلك الذنوب المستترة التي لا ندري عنها شيئاً فلا داعي لأن نُزيدها ببعض الذنوب الأخرى المُقترَفة عن عَمد فهذا سوف يُثقِل ميزان السيئات ويُدخِلنا الدرك الأسفل من النار الذي نتعذب فيه بلا توقف حتى تنسلخ جلودُنا ونتفحم تماماً ، فلا يوجد مَنْ يرغب في نهاية كتلك كي تكون تلك طبيعة أفعاله التي يُصِر ويداوم عليها طوال حياته بلا انقطاع أو تراجع عنها تماماً ...
Post A Comment: