متعة العمل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


متعة العمل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
متعة العمل | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 



السلام عليكم ،

متعة العمل : 

احتسيت قدح القهوة الذي يُعدِّل من مزاجيتي بعض الشيء في الصباح الباكر ثم ذهبت إلى عملي الذي يقع مقره في الشارع الخلفي لمسكني ، كنت أعلم أنه يومٌ شاق فقد استَلمتُ بعض القضايا التي تستلزم التركيز في اليوم السابق لذا أجَّلتها لهذا اليوم حتى أكون في أَوج تركيزي وقت الظهيرة وأستكمل العمل بكل جدٍ ونشاط دون أنْ يحدث أي خلل ، فتحت المذكرات وبدأت أُدوِّن بعض الملاحظات التي تُمكِّنني من حل القضية أو الوصول لمفتاح الحل على أقل حال ، بدأت أُفكر برَوية كيف يمكن مساعدة هذا الشخص وإخراجه من مأزقه ، بل كيف يمكن الوصول لثغرة الموضوع منذ أول وهلة ؟ ، لم آخذ وقتاً طويلاً حتى وجدت الحل ينبثق بذهني من خلال فكرة راودتني منذ الصباح الباكر بل منذ أمس حينما تلقَّيت هذا الملف الذي لفت انتباهي فقلَّبت بين صفحاته في عُجالة قبل أن أغادر المكتب وقد وضعت في خُطتي أنْ أبدأ به في اليوم التالي وها قد حدث ، لم تكن تلك المهنة هينةً أو سهلةً على الإطلاق ولكني اخترتها بمَحض إرادتي ولم تُجبرني عليها الظروف مطلقاً لذا أبذل فيها قصارَى جهدي دون الشعور بأي تعب مُضنٍ أو إجهاد بل أنتظر النتيجة بلهفة المشتاق الذي ينتظر عودة محبوبه بعد طول غياب ، وبعدما انتهيت من وضع الخطوط النهائية للقضية أَغلقت الدفتر وغادرت في هدوء دون أنْ أُزعِج أحداً من زملائي كما اعتدت وكنت في قمة سعادتي بعدما توصَّلت لحل تلك القضية التي أثارتني منذ وضعت أوراقها على مكتبي المُبجَّل ، أَجلْ إنِّ الوقت الذي يمضي في أداء ما نُحِب لا نشعر به بتاتاً ولا نشعر بالإرهاق حِياله إنما تنتابنا المتعة فحَسب ولا نوِدَّه أنْ يمضي سريعاً كما هو الحال دوماً ...



Share To: