قصاقيص... فى رحم الحياة | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة 


قصاقيص... فى رحم الحياة | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة
قصاقيص... فى رحم الحياة | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة 


سيدتي .. القابعة خلف أطياف الانتظار .. هلا سمحت لي ببضع أمنيات أخفيها بين خصلات شعرك؟

إليك طفل ضعيف ذو الاثنان والخمسون عاماَ تائه .. ينظر بعينين ذابلتين إلى أفق الرجولة .. يريد أن يخطو خطوته الأولى والأخيرة .. هلا أخذت بيدي ومضيت بي قليلاً إلى الأمام؟ اثنان وخمسون عاماً ..ازددت إيماناً بالله .. وبعداً عنه وازددت كفراً بالناس .. وقرباُ منهم اثنان وخمسون عاماً ..وما زلت أقع في الأفخاخ التي أنصبها لنفسي ..وما زلت أبحث عن ذاتي ولا أجدها.


لا يجوز أن تحقد على الأقدار، فلها أسلوبها المستعصِ على الفهم، ولكن .. لا يمكنك أن تكبح فيض الأسئلة ..


ما زلت … كما كنت .. لا جديد ! ما زلت أتخفى خلف صمتي ..ما زلت أتنهد .. بلا فائدة ما زلت حيناً أشرد .. وحيناً أتصنع الشرود .. هرباً من سهام الأعين وامتحان تلاقيها. ما زلت لا أدري ما أريد ..لا أدري من أحب .. ومن أكره ..ما زلت أضع نفسي موضع الانتظار والترقب .. انتظار ماذا؟ لا أدري أيضاً ..


ما زلت أبحث عن بقاياي ..أفتش عمّا تاه مني عني ..أتلمس الطريق كالأعمى ..ما زلت أحاول أن أفهم ..

كيف تراكبت كل هذه المتناقضات لتكون حياةً ! رغم علمى أن تلك التناقضات هى دستور الحياة. كيف تكاملت هذه البشاعة .. لتكون واقعاً !


حتى الحرب توقعتها مختلفة توقعتها مليئة بالمبادئ بالحماسة بالاشتعال شوقاً لانتصار القضية.


ففي مدينة الاحزان ..في كينونة الخذلان ..حيث أعيش ..في كل يوم .. وعند كل فرصة تتاح لي .. أخلو إلى كآبتي .. أنصب للعزاء خيمة .. وأجلس فيها .. في عمقها .. في غيبوبة الظلام والسكون والصمت .. أعزي نفسي .. بموتي وموت كل الألوان من حولي ..

أتجاذب أطراف الحديث مع روحي المريضة .. ألومها .. أعنفها .. فتبكي وتئن .. ثم أخادعها بكلمات كاذبة أو صادقة .. لتهدأ وتسكن .. وأعيد الكرة .. مرات ومرات ..


تُرى لماذا يغرينا الحديث عن أنفسنا؟ هل هو الغرور؟ التشبث بالذات؟ انا لا أتحدث عن حالة، بل عن إطار يسكن فيه الآلاف وربما الملايين .. لا يهم ! فأنا قد سئمت! سئمت “اللاجدوى” التي أدور وأدور فيها منذ سنوات ..لأعود في كل مرة إلى نقطة العدم .. بل وربما ما دون العدم ! سئمت ترددي وحيرتي، سئمت طول الشرود والأرق والكوابيس، سئمت من اختلاق الأعذار لتجنيب المخذولين مرارة الخذلان دون جدوى، سئمت من شرح نفسي للآخرين، سئمت احتجاب معناي عن الناظرين .. لست لغزاً .. ولست قفلاً صدئاً .. ولكنهم لا يقرؤون جيداً ! سئمت طرق أبواب المجهول .. وانتظار الصدف السعيدة ..


هل تفهمون ما أقول؟ أم أني نغمة يتيمة؟ غدا .. تنقضي لحظات الأنين وتبتسم الثغور ..غدا .. يبرد الجمر وينساب الماء وينزاح رماد الخوف والمعارك ..غدا .. يصمت الرصاص وتنسدل الأجفان على أرق العيون ..

غدا .. يتراكض الأطفال .. يرتمون في أحضان أمهاتهم .. تتدلى أقدامهم الغضة من على الأكتاف في جذل ..

غدا .. ترحل غمامات الموت وتشرق شمس أصفى وأجمل ..غدا .. تهدأ خفقات القلب .. وتنساب الأنفاس في الصدور بهدوء ولين ..غدا .. تعود طيورنا .. وترحل غربانهم ..غدا .. متى يأتي غدا ؟ متى تصفو لنا الأيام .. متى يتعانق الأحبة .. متى ترتوي الأفواه ..متى يصمت الليل ويضج النهار .. متى يعود الكون الى رشده .. متى نغفو قليلا ..متى نصحو قليلا .. متى نحكي لله أوجاعنا .. متى تصلي الأفئدة .. متى ترتقي الأرواح .. متى تسكن النفوس؟ 


وحيدون نحن في سراديب الأسى، تصبغ وجوهنا أوحال الشقاء، نستجدي لطف الكون. من يداوي جراحات القلوب؟ من يبني لنا بيوتا من أمل؟ من يروي ظمأ الأرض؟ من يوقد لنا نارا تسكت صرير الاسنان؟ من يسمع أنين الحيارى ويفهم أوجاع الروح؟ من ينتشل العالم من غربته او ينتشلنا من غربة العالم !


أكتب .. وأعبر بكلماتي عن “حصار الأفكار” و “قحط الكلمات” الذي يتملكني منذ فترة طويلة. وكلما قررت أن أكتب فكرة تضجّ في رأسي، تلاشت فجأة بطريقة قاسية واختفت كأنها لم تكن إلا سراباً .. وكلما كتبت بضعة سطور .. نظرت إليها فإذا بها متكلفة مصطنعة لا تعبر عن تيارات الشعور في نفسي. أكتب .. لأنني شعرت فجأة بذلك الغليان المفاجئ في صدري والذي يقول لي : بلغت ذروة الألم للتوّ .. اكتب شيئاً ما حتى لا تتلاشى


بعد رحلة طويلة قضيتها في التفتيش عن عيوب الحياة والكون والناس والمجتمع والتاريخ .. وعن تلك المفارقات الأليمة .. والمنعطفات القاسية .. والمنحدرات المستبدة.. والمآزق الوجودية التي لا تنتهي ..

اكتشفت أنني لم أخض أعتى البحور ..ولم أقاتل في أهم معاركي وأشرسها ..وأنني كنت أؤجل يوماً بعد يوم .. العقدة الأكثر صعوبة ومصيرية في مسيرتي ..اكتشفت أنني لم أنظر بما يكفي في عيوبي الذاتية ..في مسالب نفسي ..وفي ضلالات روحي ..وفي مواضع نقصي ..


عرفت أنني شُغلت بغربتي ووحدتي وضلالي في عالم الآخرين .. عن غربتي ووحدتي وضلالي في عالمي الخاصّ الباطني العميق …ولربما أشغلتني عبارات المديح وأعمت بصيرتي عن نقصي..المديح مخادع .. سلاحه الوهم .. يلقي على عينيك غشاوة جميلة ..


لا أكاد أختلي بذاتي قليلاً ..حتى تتراءى لي كل ثغرات التاريخ .. تاريخي أنا هذه المرة كل الأخطاء تصطف أمامي وتصرخ فيّ: أنت المذنب ، لا أحد سواك كل تلك المصائد التي وقعت في شركها كنت أنا من نصبتها لنفسي وكل تلك الآلام التي أشكو منها هي من صنيع يدي.


لأنني حتى الآن لم أكتشف ذاتي

ولم أعرف ما أريد ..إلى أين أسير ؟ وإلى أين ينبغي أن أسير ؟ من أحب ؟ ومن ينبغي لي أن أحب ؟

كيف أختار ؟ ومتى ؟ خوفي وترددي وشكي وحيرتي تسيطر على كل تفاصيلي. لساني معقود بعقدة القلب ذاتها وقلبي معقود بعقدة الروح ذاتها وعقلي بات حائراً أمام كل هذه العقد


شيئاً فشيء تحولتُ إلى مأساة للآخرين. كل من صادفني وقع في هوّة الضياع تاه في ثقبي الأسود وغاصت أقدامه في رمالي المتحركة وخرج منهكاً حائراً يلعن نفسه والعالم وربما يلعنني.


ما زلت كائناً لم يتمايز بعد ، لا أملك وجهاً تمسح عليه ، ولا يداً تمسك بها ولا عقلاً تخاطبه ولا قلباً تحتله ولا روحاً تناجيها . ما زلت شيئاً أشبه ما أكون باللاشيء . تراكمات من الحيرة وضلال العيون والنظرات التائهة.

ما زلت أطرق برأسي حين أسير .

ما زلت إلى الآن في رحم الحياة ... لم أولد بعد !


أريدّ أن أعلق لافتة على مدخل طيفى.. تقول: احذر .. أنا مسافر

لا تتعلق ببقايا إنسان، هنا لا توجد جوائز ولا نهايات سعيدة. هذا الطريق ليس مسدود فحسب ، بل هو ليس بالطريق أصلا.


لا كآبة في هذه الحروف أكرر ، هي صبغة الأيام ليس إلا. هل تعلم ما هو أقسى ما في هذه الحياة ؟ أنها منحةٌ لا ترد. لا تملك أن تتخلى عنها وتقول : لم أعد أريدها سأختار الموت

أنت جاحدٌ إذآ. هذه معركةٌ أقحمت فيها من غير إرادة واختيار. وعليك أن تكمل حتى النهاية. لا مجال لضعف أو يأس أو هزيمة. كل ما في هذا العالم ممزوج بقسوة ، برعب لا يحتمل.


في كل ليلة لديّ تحدٍّ حقيقي يتجدد. في كل ليلة أغلق الأبواب أنزل النوافذ. أختار لحظة هادئة وأهرب إلى الفراش. وفي كل ليلة 

تزورني أطياف الماضي كلها لتعلن احتفالها الصاخب فوق رأسي. أتقلب في فراشي الكئيب ساعات طوال. 

حتى ضربات قلبي، حتى صوت نبضي يصبح كفيلاً بإزعاجي وطرد النوم من عينيّ.


كل صدمة تشبه كيسًا على ظهرى. وكلما امتلأ هذا الكيس قيد نطاق حركتى ومنعنى من المشي ويقلل من أدائى، أدائنا العقلي وأدائنا العاطفي.


يحدث كثيرا أن تصفعك الحياة بقوة فترتطم بالأرض كأنما سقطت من قمة جبل ، تنجو عظامك من التهشم لكن آمالك التي عانقت السماء لفترة تتحطم دون سابق إنذار وتتناثر الشظايا في كل مكان. لا صوت يُسمع سوى أنين قلب أنهكه الحمل ولم يعد قادرا على الاستمرار. في تلك اللحظة تفقد الإحساس بالعالم الخارجي ومع كل قطرة دم تصل إلى أعضاء جسمك، تتدفق سيول من الوجع والأسى. تضع يدك على أنفك مراقبا توالي الشهيق والزفير، ثم تسأل مستغربا: "هل ما زلت حقا على قيد الحياة!". تقف مصدوما أمام المشهد، تائها بين خوفك وكبريائك وغضبك، تراهم يسقطون واحدا تلو الآخر، لتختار الصمت أو ربما البكاء حين يعجز الكلام.

تختلف السيناريوهات والنتيجة واحدة: خيبة أمل تهزم كل التوقعات وروح تقذفها رياح الألم، والأكثر قسوة ألا تملك رفاهية إظهار هشاشتك للملأ فتخلد لعزلة فؤادك وحيدا. تتلوى في دوائر اليأس، تدمن عادة التحديق في اللاشيء، تنطفئ رغبتك في الحياة، تنعزل بذهنك المزدحم بأسئلة لا تملك جرأة الإجابة عنها، تلوم الإنس والجن والشمس والحجر والشجر وتلعن حظك البائس مرارا وتكرارا ثم تدفن رأسك تحت الوسادة لساعات، ظنا منك أن غيمة الحزن قد تمر بسلام كلما طال نومك. تتمنى الاستيقاظ على صدى معجزة، والحقيقة أنك أنت المعجزة؛ أجزاءك الصغيرة المحطمة، بقايا أحلامك، مشاعرك المبعثرة وروحك الباهتة هي جيشك الوحيد أمام كل هذا الخذلان.


الفرح نشوتنا المنشودة، تُصالحنا مع القدر الذي يعبث دوما بأوراقنا، يصفعنا بما لا يمكننا تخيل حدوثه، ويباغتنا بقدرتنا الخارقة على تخطي آلامه، فنضحك من قهرنا، ونستسلم للقوة التي لم نعى مصدرها، كيف انبثقت فينا من لحظة ضعف ظنناها قاسية، لكنها عوض أن تكسرنا، تلهب عزيمتنا على الانتصار لذواتنا، لأنها حقيقتنا الصادقة فينا.

 

الحزن والانكسار يسمحان لنا باكتشاف كنه الحياة، كونها مبنية على الثنائيات المتضادة، فلا سعادة دائمة ولا حزن أبدي


الانكسار يجعلنا نسترد إنسانيتنا في حقنا في البكاء بعفوية، بحرقة تدمي القلوب، لكنها تؤجج صراعا داخليا بين الاستسلام والمقاومة، بين الذل والكرامة، بين الاحتراق قهرا والانفلات من عنق الزجاجة، نجالس الجراح، نحاورها، نبحث عن مكامن الخلل فينا، في عمق الأزمات نفك ألغاز الفشل ونؤسس لعلاقة جديدة مع الأمل، نتطلع إليه بتحد لأنه ملاذنا الوحيد للخلاص، للخروج من متاهات الشك والتيه، لا مفر من المحاولة مرات متتالية فلا سبيل أبدا الى التراجع أو الالتفات إلى الوراء وإلا فالفشل مصيرنا المحتم .

  

في كل مرة نتجاوز تعثراتنا، نتساءل إن كنا فعلا نحن من مررنا بكل تلك الخيبات والإخفاقات، ندرك كم كنا ظالمين لأنفسنا، مستهترين بقوة الصبر في دواخلنا، يوم احترقنا ألما، لعناه لأنه أصر على خذلاننا بتجاربه المرة، تلك التي أكسبتنا مناعة ضده، جعلتنا أقسى من أن نقهر، وأصلب من أن ننهار لخيانة صديق أو خذلان حبيب أو فقدان عزيز.

 

الفرق بين الفرح والحزن عظيم ولكن ليس كما يظن الأغلبية أن للفرح الكفة الراجحة: ذلك أن الفرح غربة أخرى، مؤقت، لحظي رغم انبهارنا به، زائف كسراب، لكننا نجاهد لنتلبس به كي يمنحنا زهوه وألقه، نحتاجه لأنه يحررنا من عبوديتنا لأوهام الحياة وهمومها، يتماهى مع سذاجتنا المتعلقة بمرآه، ببضع ومضات من انعكاسه في مخيلتنا، يتربص بنا كظلنا، يرصد من بعيد خطواتنا المدروسة ليجهز على مخططاتنا في غفلة من يقظتنا، هو هوسنا المؤرق، المتعب الذي لا ييأس، يصر على التبجح بإنجازاته فينا في لحظة ميتة من الزمن نصر على إحيائها بتوثيقها، متناسين أن الحزن أجدر بالتخليد لأنه يبقينا أحياء بحميميته المتفردة، يأتي دائما في موعده ليذكرنا بقيمتنا في عين أنفسنا، باستحضار اللحظات الصعبة التي علمنا فيها الصمت بدل الرد، كيف نحول هزائمنا الداخلية إلى نفس طويل يحرضنا على انتزاع النجاح من فم الفشل، كيف نقاوم، كيف نقسو على أنفسنا اليوم لنرتاح غذا، كيف تكون الحاجة، القهر والحرمان محفزات المثابرة والعمل إلى حين تحقيق المراد والمبتغى .

 

لولا الأحزان، الخيبات والأزمات، لما استطعنا تبوأ مراتب الشرف والعلم والتميز، قد تتفاوت مقدرتنا على التنافس وإتمام مسار النجاح، لكننا نظفر بروح إيجابية تعلمنا كيف نجعل من الصعب المستحيل حقيقة معاشة وواقعا أجمل مما تخيلناه في يوم من الأيام.

الهموم، التعثرات والاخفاقات شرخ الروح الذي يتسرب منه نور الأعماق الكامن فينا ونجهله. الخيبات تعتصر عزائمنا لتخرج أروع ما فينا: لآلئ فضائل فريدة اكتسبناها في كل مواجهة، تماما كالمحارات، تحتضن الجسم الغريب فيها تقاومه بصناعة مادة تسمى: "عرق اللؤلؤ" الذي يشكل فيما بعد لآلئ لا تشبه بعضها لكنها جميلة لأنها نتاج ألم برهن أنها كائن حي خلق ليثبت وجوده ويشهد العالم على قوته، قد يبدو في الظاهر هينا وهو في جوهره عظيم.


لقد أمضيتُ حياتي كُلَّها في الدفاع عن أشياء لن أحظى بها أبداً، أجلسُ الآن وحيداً، أُمشِّطُ شعرَ الخيبة وأُغنِّي لها. من بين كل ما يعذبنا، لا شيء مثل الخيبة يمنحنا الإحساس بأننا نلمس أخيراً ما هو حقيقي. الخيبة الأولى موجعة، أما البقية فهي دروس تقوية لا أكثر.


تعلمت ان أصنع أحلامي من كفاف يومي لأتجنَّب الخيبة. لكن لماذا قدر الحبّ الخيبة؟ لأنّ الحب والوفاء يولدوا بأحلام شاهقة أكبر من أصحابها. وصرت أكتفى بأحلامى الصغرى؛ كأن أصحو من النوم معاف من الخيبة، لم أحلم بأشياء عصية! أنا حى وباقى، وللحلم بقية. 


لا تتعجب أن فى الحياة اليومية ينجو الأشرار من العقاب، ويضيع على المحسنين الثواب، ويجني الأقوياء ثمار النجاح، أما الضعفاء فلهم الخيبة وسوء الحال، هذه هي قصة الحياة. ليس هناك أصعب من أن تُسقى الخيبة من شخص تهتم لأمره.


لا تتعجب من غدر البعض من البشر فقد كان أحدهم معك لحاجته فقط .. وعندما أُشبعت وانتهت حاجته .. انتهى معها .. تعلّمنا من كثرة الخيبات أن نصبح أنانيين نحب أنفسنا فقط ..لا شك أن أن فى هذا خسارة ودمار، فمشاعر صادقة كثيرة تفوت علينا وذلك لانعدام الثقة .. أصبح لدينا حب فارغ..حب مصلحة.. حب تقليد.. حب حاجة.


تعلمنا بعد فوات الأوان ان خيبة الظن تخرسنا ..تؤلمنا ..تصفعنا .. فهي قاسية موجعة .. ومتعبة ..وكان كل ذنبى انى بريء تعاملت بصدق وإخلاص ووفاء .. وصار كفارة ذنبى هذا أن انصدم بأناس لا عهد لهم ولا ذمة ..


لا تسخر من خــيــبــة أملى عندما شعرت بأنى قادر على أن أكون زعيم قبيلة وثابرت للوصول لأتزعم أخيراً قبيلة دون شعب. لا تلومنى على خيـبـة أملى عندما ضحيت بكل طموحاتى من  أجل رفع شأن شخص غالي لأجده يرتفع وينسى فضلى ويتنكر لى ويتجاهلنى بالأساس.


خــيــبــة الأمل حين تشم دخان وغبار الحروب ولا ترى أى مستقبل زاهر. خــيــبــة الأمل عندما تتفانى في إرضاء الغير ، لتستفيق على واقع مرير ودمعة في كل عين.


حتماً ستصيبك خيبة أمل عندما تبني وتبني وتبني .. تبني أحلامك وأمنياتك، تشيدها قصورا وقلاع .. وتحلم بأن تقطف من جنانها أطيب الثمار فتستفيق من حلمك ..بعد أن بللتك مياه البحر .. لتجد أنك كنت تبني على رمال الشاطئ ..


يا لها من خيبة أمل ستصيبك عندما تضع شخصاً عزيزاً أخذ مكانة في قلبك .. واستحوذ على اهتمامك

تملك مشاعرك حتى صار جزء منك .. تضعه في بداية قائمة أولوياتك

وتكشف لك الأيام أنك لست حتى أخر أولوياته.. خيبة الأمل جاءت من صديق أفتقدته وقت شدتى.




Share To: