اجعل من نفسك شخصًا أنانيًا | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد
قد تشعر بالصدمة عندما تقرأ هذه الكلمات، فقد تربينا منذ القدم على أن نُؤثر الآخرين على أنفسنا، لكننا استخدمنا هذه الصفة العظيمة بشكل خاطئ وأصبح معناها الخضوع والرضوخ لكل ما حولك حتى يرضى الآخرون عنك.
لذلك، أصبت بالصدمة عندما نصحتك بأن تكون أنانيًا، لأنك شعرت بأن هذا معناه الإساءة لك. لكن الحقيقة، يا عزيزي، أن ما يحدث بيننا الآن لا يمت للإيثار أو العشم أو أي اسم يطلقونه على أفعالهم غير السوية بصلة.
هنا يحدث التصادم.
فإذا خضعت لهم، فإنك بالتأكيد ستكون الحبيب والابن البار والأخ الصالح والصديق الصدوق بغض النظر عن مدى تأثير طلباتهم عليك.
لكن إذا نظرنا للحقيقة، سنجد أن من يطلب منك شيئًا تحت غطاء الحياء هو الأناني الحقيقي، وليس أنت.
كن أنانيًا، لكن بالصفة الحميدة بأن تدافع عن احتياجاتك وشعورك، وأن تقول "لا" عندما لا تستطيع أن تفعل ما يطلب منك. عندما تدافع عن احتياجاتك الشخصية، تزيد من تقدير الذات وتشعر براحة نفسية أكبر.
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يقولون "لا" بشكل صحي يتمتعون بمستويات أقل من التوتر والقلق، مما يؤثر إيجابيًا على صحتهم النفسية والعاطفية.
أن تكون "أنانيًا" بالمعنى الحميد يعني أنك تهتم بنفسك دون إهمال احتياجات الآخرين. الحفاظ على التوازن بين الاهتمام بالنفس والاهتمام بالآخرين يمكن أن يعزز العلاقات ويجعلها أكثر صحة واستدامة.
إن قوة قول "لا" تكمن في الحفاظ على سلامتنا النفسية والعاطفية. عندما ندافع عن احتياجاتنا ومشاعرنا، نصبح أكثر قدرة على تحقيق التوازن والسعادة في حياتنا. تعلم قول "لا" ليس أنانية، بل هو احترام لأنفسنا ولحدودنا. لذا، كن "أنانيًا" بالمعنى الحميد، واعتنِ بنفسك كما تستحق. ولا تنسى أن قول "لا" قد يكون أقوى كلمة تقولها لحماية ذاتك وتحقيق رفاهيتك.
ليس من مسؤوليتك إرضاء الجميع، و هذا إن حدث فهو صعب المنال.
Post A Comment: