تعريب العلوم | بقلم د. إبراهيم خفاجة / أستاذ جامعي وخبير تربوي وعضو الاتحاد الدولي للغة العربية


تعريب العلوم | بقلم د. إبراهيم خفاجة / أستاذ جامعي وخبير تربوي وعضو الاتحاد الدولي للغة العربية
تعريب العلوم | بقلم د. إبراهيم خفاجة / أستاذ جامعي وخبير تربوي وعضو الاتحاد الدولي للغة العربية


أثار قرار جامعة الأزهر الشريف بدراسة إمكانية تعريب علوم الطب والصيدلة والهندسة زوبعة عارمة بين مؤيد ومعارض رغم أنه مازال قيد الدراسة ولم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن حتى تاريخه. 

وبداية أعلن موافقتي على هذا القرار بل وأنادي بشدة إلى تطبيقه وتنفيذه في القريب العاجل ليس في جامعة الأزهر فقط بل في جميع الجامعات العربية الحكومية والخاصة والأهلية

إن من يقف ضد تعريب العلوم كالطب والهندسة والصيدلة وغيرها من علوم الحياة هم فئة متعصبة ومنبطحة للغرب وفاقدة الانتماء لهويتها وحضارتها ومنسحقة تحت أفكاره وتشعر دائما بالدونية ولا ترى إلا ما يراه سيدها. 

والدليل على ذلك أن كثيرا من دول القارة الأوروبية يدروسون تلك العلوم بلغاتهم المحلية وعلى رأسهم فرنسا وألمانيا ومعظم دول شرق أوروبا الذين استقلوا عن روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مثل استونيا وليتوانيا وغيرها وكذلك روسيا والصين واليابان وغيرها كثير من الدول التي تعتز بلغاتها المحلية ولا تقبل استعمال غيرها لا على المستوى الرسمي أو حتى الشعبي ولم يخرج منهم من ينادي بضرورة تدريس تلك العلوم بلغات غير لغاتهم الوطنية. ولم يتخلفوا عن ركب الحضارة والتقدم مثلما يدعي الرافضون للتعريب من بني جلدتنا. بل إن عددا لا بأس به من الأطباء المشهورين في عموم أوروبا هم من السوريين الذين تعلموا الطب في جامعات سوريا باللغة العربية

وبعيدا عن أي تعصب أو مهاترات دعونا نعدد فوائد تعريب العلوم وتدريسها باللغة القومية في الجامعات والمعاهد العربية.

✅ اولا إثراء اللغة العربية بالمفردات والمصطلحات الجديدة لتواصل نموها الحضاري وأداء دورها في ركب الحضارة الإنسانية. 

✅ ثانيا توفير الوقت والجهد المبذول في تعلم لغات أجنبية والتركيز على لغة واحدة فقط تكون لغة للعلم ولغة للتواصل المجتمعي في الوقت نفسه. 

✅ ثالثا التميز والابداع في إنتاج بحوث علمية باللغة العربية مما يعزز المحتوي العربي في مجال البحوث والمؤتمرات ذات العلاقة. 

✅ رابعا الدعوة لتعريب العلوم لا تنفي مطلقا تعلم لغات اجنبية بل هو ضرورة للتواصل والاطلاع علي المنجزات العلمية والحضارية للأمم الأخرى. وليس الأمر قاصرا على الإنجليزية وحدها

✅ خامسا التعريب لا شك يقودنا الي خلع لباس التبعية والانبطاح والتردي في فلك النظم الاستعمارية ويحقق الاستقلالية الثقافية والحضارية للأمة العربية. 

✅ سادسا لقد كانت اللغة العربية لغة العلم والحضارة الأولى في العالم على مدى يزيد عن ثمانية قرون متصلة وهي قادرة بإمكاناتها القوية وقدرتها الجبارة على التطور على حمل مشعل الحضارة من جديد. 

✅ سابعا مسألة التعريب هي صمام أمان قومي لأكثر من 22 دولة عربية وما يزيد عن نصف مليار نسمة يتحدثون اللغة العربية ويتخذونها لغة رسمية لهم. 

✅ ثامنا إن تنشيط حركة الترجمة المصاحبة لتعريب العلوم كفيلة بإيجاد آلاف فرص العمل والنهوض بالحركة العلمية والأنشطة الثقافية في كافة مجالات المعرفة لأنها سوف تتيح للقراء والباحثين ما لم يكن متاحا من قبل من العلوم الحديثة ويقربها لهم 

✅ تاسعا إن تعريب العلوم يسهم في استقطاب أعداد كبيرة من مسلمي العالم الذين يتجاوز تعدادهم مليار وربع المليار نسمة لتعلم اللغة العربية وإتقانها نظرا لمكانة هذه اللغة المقدسة في نفوسهم. 

وللحديث بقية…..بإذن الله تعالى 

د. إبراهيم خفاجة 

أستاذ جامعي وخبير تربوي وعضو الاتحاد الدولي للغة العربية

Share To: