نقطة فاصلة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
![]() |
نقطة فاصلة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ،
نقطة فاصلة :
في حياة كل منا نقطةٌ فاصلة جعلتها تتغيَّر لشاكلة أخرى ، تسير على نمطٍ مختلف ، تنتقل لطور جديد ، تتبدَّل كلياً ، تصل به لمستوى نضج مرتفع ، جعلته يَرى الأمور بشكلٍ مغاير ، تتزايد تطلعاته ، يتزيَّن ذهنه بالعديد من الأفكار المتجددة التي تؤثر فيه قبل الآخرين ، يقل تأثُّر قلبه بالتغيُّرات التي قد تَجِدُّ عليه أو التقلُّبات الطارئة التي تحدث له ، لم يَعُد أمر يفاجئه أو يشتته أو يُثبِط طموحه وشغفه ، صار كل شيء يسير على نحو أفضل وهذا إنما يرجع لفضل الله وكرمه الذي لولاه لزال تائهاً حائراً شارداً للأبد ، فتلك المرحلة سيصل إليها الجميع بعد تشبثهم بالإيمان الكامل بأنَّ الأمور قادرة على التبدُّل تماماً كما هو حال الطقس الذي يتغيَّر من فصل لآخر بطبيعة الحال وهذا ما يُزيد من حماسه ورغبته في مواصلة المسير وإنْ تعرَّض لبعض المحطات البائسة أو التعرجات التي اعترضت طريقه وعطَّلته بعض الشيء ، فما هي سوى فترات تعلُّم يكتسب منها بعض الخبرات قبل الوصول للوِجهة السليمة التي سيُكمِل حياته من بعدها بعدما يتحلَّى بطمأنينة غير مرتقبة النظير عقب الوصول لتلك النقطة التي طالما تمنَّاها ، فلا بد أنْ يقنَع المرء أنه سوف يلقَى نصيبه ولو بعد حين ولا يظن أنه قد تأخَّر عنه وألا يتعجَّل أمراً البتة حتى لا يُعاقَب بالحرمان منه تماماً كما هو حال مَنْ سبقوه ، فكل أمر مؤجَّل لهو مُحقَّق بالطبع فقد كُتِب في اللوح المحفوظ منذ بدء الخليقة ولا مفر من الحصول عليه ذات يوم ، فلا تتعجل الخطوات يا بن آدم تسلَم من كل الشرور والظنون السيئة التي تتخدها عن الدنيا فتَظلم ذاتك وتُضيِّعها بكل يقين ، فلا عدل يُحقَّق بنفس القَدْر والكيفية كما يحدث في تلك الدنيا التي تتذمر منها وتتبطر على أحوالها مهما كانت ، فمهما قدَّمت لك تظل راغباً في المزيد نظراً للطمع المسيطر على قلبك أو رغبتك المُلحَّة في امتلاك كل شيء أو مقارنة حالك بالآخرين وهذا ما يُزيد من سُخطك وغضبك وقِلة رضاك بقَدْرك وهذا ما ينطبق على جميع الخَلْق بلا استثناء ...
Post A Comment: