نصائح غير ملائمة لزيجات اليوم | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
![]() |
نصائح غير ملائمة لزيجات اليوم | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ،
نصائح غير ملائمة لزيجات اليوم :
شاعت منذ قديم الأزل وحتى يومنا هذا تلك النصائح التي تُسديها الأمهات لبناتهن من أجل استقرار حياتهن الزوجية فيما يَخُص الحفاظ على الرجل واحترام رغباته وطاعة كلامه وعدم مخالفة أوامره والعمل على راحته في كل شئون الحياة ومحاولة إسعاده بشتى الطرق الممكنة وكأنها خُلِقت من أجل إرضائه فقط وليس لها أي متطلبات أو احتياجات أو حقوق مثله ، فهي كائن مستقل أيضاً له المزيد من الرغبات والحقوق التي يجب أنْ تُلبَى وأن يضعها الزوج بعين الاعتبار وبأن تلك العلاقة يجب أنْ يكون العطاء فيها متبادلاً ليس مقتصراً على شخص بعينه بينما يتلقى الآخر فقط دون أنْ يحاول جاهداً أنْ يبذل لبعض الوقت من أجل راحة الطرف الآخر أيضاً ، فذاك ما يُولِّد الأنانية وتفضيل الذات في أغلب أمور الحياة وتقديم متطلباتها على متطلبات الغير وما يَدفعه أيضاً لإيثار المصلحة الشخصية على مصلحتها ومصلحة الأسرة بالكامل في حياتهم المستقبلية وهذا إنما يرجع لسوء توجيه تلك النصائح ، فعلى الأمهات أنْ يعلمن أنَّ لبناتهن حقاً في تلك الحياة لا يجوز التغاضي أو التغافل عنه وأنهن لم يُخلَقن لإرضاء أحد أو إشباع غروره فلكل منهن حياة تَوِد عيشها دون أنْ تُكرِّسها من أجل شخص معين لا يلتفت لأقل متطلباتها أو يعتني بوجودها وبخاصةً إنْ لم يكن يربطه بها أي شعور أو تَكُن تلك العلاقة مبنية على الحب فيكون أساسها وتيداً ، فلا بد أنْ نحترس ونعي ونحترم مشاعر هؤلاء الفتيات اللاتي ليس لهن أي ذنب كي يَعشْن حياة لا تُرضيهن أو يحتملن أوضاعاً لا تناسبهن من أجل تقاليد فارغة نحاول تطبيقها وتوريثها للأجيال تِباعاً فتضيع بلا رجعة ، فلا يوجد رجل سوي كي تُفني المرأة حياتها في سبيل إسعاده وهو في المقابل لا يُقدِّم شيئاً سوى الإهانة والتقليل من شأنها والتهديد بالهَجر إنْ نفدت حِيله فهذا هو السائد في معظم العلاقات فلم يَعُد هناك رجال نأتمنهم على هؤلاء الفتيات اللاتي لا يحلُمن سوى ببعض الأمنيات البسيطة المتمثلة في أسرة هادئة مستقرة يؤدي فيها الزوج أبسط واجباته دون تذمر أو تأفف أو رغبة في افتعال المشكلات من العدم وكأنه زَهِد تلك الحياة رُغم ما يُتوفَر له فيها من احتياجات سواء طُلبت أم لم تُطلَب ، فهذا ما يجعل الواحد منهم يتمادى في تصرفاته الشنيعة التي تؤدي لانهيار الأسرة عاجلاً أم آجلاً لذا علينا التفكُّر قليلاً قبل إصدار تلك النصائح المطلقة بحُسن التعامل مع الزوج واحترام كل رغباته بينما يكون المردود غير متوقع تماماً فنادراً ما تكون الزيجات كما تبدو في الظاهر أو كما نُخطِّط لها ونُعِد لها العُدة إذْ تبوء بالفشل رغم كل محاولات الزوجة للحفاظ عليها ولا يُظلَم سواها في تلك المعركة الخاسرة ، فهي تتحول بالفعل لساحة حرب البقاء فيها لمَنْ يملِك قلباً قاسياً قادراً على التفريط في كل العوامل التي ساهمت في البناء في الماضي القريب الذي ولَّي وحمَل معه كل الذكريات التي صارت تعيسة اليوم لا تجلب سوى الآسى والمَرار والغم والحزن الذي لا يزول والألم الذي لا يبرَح الجسد والقلب على حد سواء ، فيكفي تقديماً لتلك النصائح الغير مجدية للحفاظ على أشخاص لا يستحقون مجرد النظر إليهم ولو من على بُعْد ، يكفي هؤلاء الفتيات اللاتي تورَّطن بالفعل ولم يتمكَّن من الخروج من هذا المأزق وتبعاته المؤلمة حتى يومنا هذا ولم يتجرَّع العذاب والحزن مثلهن ، يكفي تكراراً لتلك التجارب القاسية التي لا ترحم قلوب الفتيات التي تظل تُدمي طيلة أعمارهن إنْ بَقِي في العمر بقية ...
Post A Comment: