خير مُعين | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
![]() |
خير مُعين | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ، خير مُعين :
علَّنا نعثر على مَنْ يتمكن من تسكين تلك الآلام التي تنتابنا بين الفينة والأخرى وكأنها وحشٌ كاسر يلتهمنا ، ينهش أجسادنا بلا رحمة لهَانت الكثير من الصِعاب ولانت العديد من المواقف التي شعرنا فيها بكَمْ الوَحدة التي نُعاني مَرارها مِراراً وتكراراً دون أنْ يشعر بنا أحد ولزَالت الكثير من الغُمم التي اعتلت صدورنا وتركت ندوباً غائرة بداخلنا بالإضافة إلى شعورنا بخُلو حياتنا مِمَّن نلجأ إليه في مثل تلك الكوارث الفادحة وعلَّ هذا أمر متاح ولكن لا بأس فعلى المرء أنْ يتقوَّى بالله ثم بذاته إنْ لم يَجِد هذا الشخص الذي يُعينه على مصائب الحياة التي لا تفنَى وكأنها دوامةٌ قد تورَّط فيها لتوِّه دون إيجاد المَنفذ أو الخلاص ولكنه على يقين أنها زائلةٌ يوماً ما بمزيدٍ من الصبر والثبات واليقين في الله وحُسن الظن به فهو خير مُعين وهو ما يُمكِّنه من استئناف طريق الحياة بعد التعرُّض لمزيدٍ من السقطات والمِحن والنوازل التي قد تهزَّه إنْ لم يَكُن صادق الإيمان ، لا تَقهره الظروف مهما بلغت شدتها أو وصلت لذروتها فهو على علم أن الله لا يُحمِّل نفساً فوق طاقتها وهذا هو الأساس أو المبدأ الذي تسير عليه حياته ووِفقاً له يتحمَّل كل ما يَحِل به من أزمات ونكبات قد يُخيَّل إليه أنه غير قادر على العبور منها بسلام ، فلا سَلام ولا أمان سوى في رِحاب الله ومَعيته ولا مُنقِذ أو مُعين سواه ، فلا تلوذ إلا إليه وإنْ ظننت أنك واجد المعونة أو المساندة من أحد مِن خلقه فأنت مُخطئ لا مَحالة فلا يوجد مَنْ يُؤثر مصلحة غيره سوى القِلة القليلة التي أوشكت على الاندثار ، فلا تلجأ لأحد حتى لا ترجع خالي الوفاض ويُصيبك الندم والحسرة والخذلان فيُثقِلون كاهلك أكثر ممَّا أنت عليه نظراً لاضطرارك لتحمُّل تلك المشاعر المخزية في وقت أنت في كامل ضُعفك ووهنك ولست بحاجة لمزيدٍ من البؤس والإحباط واليأس والشقاء الناجم عن تلك المشاعر ، فلْتَكتفِ بالله فهو خير مَنْ يتوكَّل عليه المرء في كل مصاعب الحياة إذْ يُنجِّيه منها في غُمضة عين ودعاء لحوح ...
Post A Comment: