فرار مؤقت | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
![]() |
فرار مؤقت | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ،
فرار مؤقت :
حينما تضيق بالمرء الحياة ذرعاً عليه أنْ يتوجَّه لمَخدعه لا مَحالة ، لتلك الوسادة التي طالما احتضنته ، آنست وحدته ، بدَّدت وحشته ، لملمسها الحريري الأملس الناعم الذي يُطيِّب جِراحه ، لقدرتها على احتوائه بقَدْر ما لم يفعل البشر ، لمنحه ما يستحق دون ضَجر أو شكوى ، فلطالما تحمَّلت دموعه المنسالة عليها التي انهمرت دُفعة واحدة بعدما فقَد القدرة على السيطرة عليها وخرجت الأمور عن نِطاقها المعهود ولم تَعُد طوع إشارته كما اعتاد مسبقاً ، فقد تفلِت منه زمام الأمور في بعض الأحيان لتلك الدرجة التي تجعله واجماً غير قادر على تحمُّل القادم أو رؤية بصيص الأمل فيه ولو كان يناديه بأعلى صوت فيكون غاشياً في تلك الحالة وكأنه فقَد بصيرته للتو ولم يَعُد قادراً على أنْ يأمل حدثاً فريداً يُغيِّر مستقبله ويُبدِّل حياته ويقلِبها رأساً على عقب فتستقيم بعض الأمور التي تعرَّج مسارها طويلاً ولم يَعُد يملِك صبراً تجاهها وكأنه صار راغباً في الرحيل التام عن تلك الحياة التي صارت أياماً متشابهة بلا طائل لا يَضيف إليها جديداً أو يحدُث أي حدث طارئ يُغيِّرها تماماً ...
Post A Comment: