أجنحة البلاد | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى
![]() |
أجنحة البلاد | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى |
من بين أهدابِ الحزانى،
من صرخاتٍ تعلو،
ومن صوتِ المنايا…
ينهضُ الصابرونَ عن الرَّدى،
الواهمونَ بأطيافِ المُنى،
المُتعبونَ هناك بينَ طيّاتِ الخراب.
من يحتسي من خمرِ أُحجيةٍ كؤوساً،
من يشتري خاطرَ الأطفال،
ويمنحُ الحُبَّ للصبايا.
الغائبونَ، ورغمَ حضورِهم،
دفنوا الأماني بينَ التوجّسِ والخطايا.
هلا أتيتَ لِتضمَّ أجنحةَ البلاد؟
هل اقتسمتَ الخبزَ حافاً
بينما سادَ الفساد؟
أياديكَ المخضَّرةُ
توعدُ بالمداد،
يا حارساً أبوابَ مدينتي،
ريثما يأتي العتاد،
يورقُ الياسمينُ صيفاً،
فيفوحُ شذاهُ عطراً،
لتحتفي تلك البلاد.
الفراشاتُ تُغنّي،
ونجومُ الظهيرةِ
تلوّحُ في الأفقِ الملطّخِ بالدماء.
من يغسلُ الدرنَ
عن زخّاتِ المطر؟
الأرضُ تحتضنُ التواريخَ العُقْمية،
والثائرونَ بلا عزيمة،
والملهونَ أطرافَ الحديث…
من يحملُ القلمَ الرصين؟
من يعزفُ اللحنَ الحزين؟
صوتٌ يضجّ بين “آهٍ” وحكايا،
غابت أيادي الشمس،
مُعلِنةً الغياب.
فلا يأسَ الصباح،
ولا انبلاجاً.
وطني كأرصفةِ العبور،
يخصّها بعضُ العابرين…
كانوا هناك.
وصافراتُ المرور كئيبة،
تلوّحُ بالأيادي،
لكنّها الحمراءُ توقّفت.
هلا تعودُ مخضَّرةً من جديد؟
فتعودُ كثبانُ الرمالِ
تُنجِبُ ثمراً يانعاً،
ويعودُ وطني
كالعروسِ بليلِ عيد
Post A Comment: