حكم الفرح بسقوط التكليف عند مجيء الحيضة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


حكم الفرح بسقوط التكليف عند مجيء الحيضة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
حكم الفرح بسقوط التكليف عند مجيء الحيضة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


 

السؤال:أستاذتي، أشعر بسعادة كبيرة حينما تأتيني الحيضة، خاصة أن معها يسقط التكليف بأداء فرض الصلاة، وأكون في سعة من أمري في النوم والتجمّل داخل البيت دون قلق من صحة الوضوء مع هذا التجمّل أم لا. فهل شعوري بهذه السعادة معصية آثم عليها؟ جزاكِ الله خيرًا..

الجواب : ابنتي، إن الصلاة من أعظم العبادات، فهي الصلة بين العبد وربه، وهي الحصن الواقي من الوقوع في المعاصي إذا أُديت بخشوع وخضوع وتسليم لله تعالى. وهي كذلك كفارة لما سبقها من الذنوب، خاصة الصغائر، وراحةٌ للعبد وسبب لتوفيقه في دنياه وأخراه.

وقد كان رسولنا الأكرم ﷺ يلجأ إلى الصلاة عند شعوره بتعب الحياة وهمومها، فيقول: «أرحنا بها يا بلال» أبو داود بإسناد صحيح ، ولم يقل: أرحنا منها، ليدلنا على أنها راحة القلوب ودواء النفوس، وليست عبئًا يثقل على المؤمن.

وأنا أعلم أن شعورك بالسعادة عند مجيء الحيض ليس كراهية لهذه الفريضة، بل لشعورك بعدم تعلق حقوق لله في رقبتك في وقتها، وهذا شعور مقبول لا إثم فيه، فهي من الأمانة العظيمة التي أشفقت السماوات والأرض والجبال من حملها، وحملها الإنسان بجهله ، غير أن نصيحتي لكِ: حافظي على قلبك حتى لا تتحوّل هذه السعادة إلى زهد في الصلاة، ولتقبلي عليها بعد الطهر بسعادة تفوق سعادتك بتركها في أيام الحيض، فذلك علامة الإيمان الحيّ، والأنس الحقيقي بعبادة الله. وهذا من تعظيم شعائر الله تعالى التي تدل على تقوى المسلم.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من أهل الصلاة، المحافظين عليها، الموفَّقين بها، إنه ولي ذلك والقادر عليه.  والله تعالى أعلى وأعلم.




Share To: