مسرح الحياة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


مسرح الحياة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
مسرح الحياة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



 السلام عليكم ، 

مسرح الحياة : 

نقف على مسرح الحياة ، نحاول القيام بدورنا على أكمل وجه ممكن ، فِعل ما بوسعنا من جهود ، تقديم ما بداخلنا من إمكانيات ، إظهار ما يستتر داخلنا من مواهب ومَلكات حبانا الله إياها من غير حول لنا ولا قوة ، نتعثر في بعض المحطات رُغماً عنَّا محاولين النهوض مرةً أخرى من أجل إمتاع الجمهور بهذا العرض الثري الذي اعتادوا مشاهدته ، فهكذا حالنا نحاول إرضاء الجميع فتضيع أعمارنا دون أنْ نُرضي أنفسنا أو نُحقِّق أهدافنا أو نؤدي مهامنا بدقةٍ وكفاءة من أجل الفخر بها والإضافة لرصيد حياتنا ليس من أجل اكتساب رضا الغير أو نيل مديحه أو ثنائه ، فهذا أسوأ ما تعلمناه من السابقين على مرِّ السنين حتى لم نَعُد نعلم أنحن في سباق نود الفوز فيه أو الوصول للقمة من أجل الظهور بصورة مُشرِّفة أمام الغير أم مِن المُحتَّم علينا أنْ نفعل ما تُمليه عليه قلوبنا ونكون شغوفين به فحَسب ؟ ، أيجب أنْ نتَّبع منهاجاً معيناً من أجل إسعاد الآخرين أم أن هذا طريقنا الذي من المفترض أنْ نكون راضِين عن كل خطوة نحذوها فيه دون ضغط من أحد أما بخلاف ذلك ينقضي الوقت بلا تحقيق تلك الأهداف الخاصة التي نحمِلها بين طيات قلوبنا وتجعل لحياتنا قيمةً نحيا من أجل الحفاظ عليها وغاية نبتهج بالوصول إليها فتغمُر قلوبنا سعادة فور تحقُّق هذين الأمرين ، فلا تجعل نفسك تابعاً لأحد وسِرْ في الطريق الذي يتناسب مع تطلعاتك ومبادئك كى لا تقضي حياتك في تيه وشرود وضياع غير قادر على الشعور بذاتك أو تحقيق أي من تلك الأمور التي تسعى إليها بالفعل دون إرغام من أحد فبغير ذلك ستظل شاعراً بالفشل طيلة حياتك دون القدرة على استشعار النجاح ، فكل مَنْ نجحوا مُسبقاً اختاروا الدرب الذي يُريحهم ويُحقِّق ذواتهم بالفعل دون الانسياق وراء رغبات الآخرين التي قد تضلِّلهم وتُفقِدهم الوِجهة السليمة التي من المفترض أنْ يقصِدوها بكامل شغفهم حتى وإنْ خَفُت في بعض الأوقات سيظل هناك هدف أسمى يحاولون من أجله متخطين محطات العثور التي يتعرض لها الجميع بلا استثناء ...




Share To: