صفة صلاة الخسوف | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
![]() |
صفة صلاة الخسوف | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة |
أولا : حكم صلاة الخسوف : هي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم و تكون عند خسوف القمر (أي ذهاب ضوئه أو بعضه ليلًا) ويحدث ذلك عندما تقع الأرض بين الشمس والقمر، فتحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر، فيظهر مظلمًا كليًا أو جزئيًا.
ثانيا صفة الصلاة : هي ركعتان؛ في كل ركعة قيامان وقراءتان بالفاتحة وما تيسّر من القرآن، وركوعان وسجدتان.
وأكمل الكيفية أن تكون على النحو التالي :
يكبّر تكبيرة الإحرام.
يقرأ دعاء الاستفتاح، ثم يتعوّذ ويبسمل.
يقرأ الفاتحة، ثم سورة طويلة كالبقرة أو قدرها.
يركع ركوعًا طويلًا فيسبّح تسبيحًا بقدر مائة آية.
يرفع من الركوع فيحمد ويسبّح في اعتداله.
يقرأ الفاتحة مرة ثانية، ثم سورة دون الأولى طولًا، كآل عمران أو قدرها.
يركع ركوعًا طويلاً دون الركوع الأول.
يرفع من الركوع فيحمد ولا يطيل الاعتدال.
يسجد سجدتين طويلتين، مع عدم إطالة الجلوس بينهما.
ثم يقوم إلى الركعة الثانية، ويفعل مثل الركعة الأولى، لكن يكون كل فعل فيها أقصر مما قبله. ثم يتشهد ويسلّم.
ويُستحب الجهر بالقراءة في خسوف القمر؛ لأنه صلاة ليلية، والإسرار في كسوف الشمس؛ لأنها صلاة نهارية.
ولا يُشترط قراءة سورة البقرة أو آل عمران بعينهما، بل يجزئ قراءة ما تيسّر، وإنما الأكمل قراءتهما لطول القيام.
الأدلة: ما ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها:"خَسَفَتِ الشَّمْسُ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ ﷺ، فَصَلَّى رَسولُ اللَّهِ ﷺ بالنَّاسِ، فَقَامَ فأطَالَ القِيامَ، ثُمَّ رَكَعَ فأطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فأطَالَ القِيامَ، وهو دُونَ القِيامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فأطَالَ الرُّكُوعَ، وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فأطَالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ في الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ما فَعَلَ في الأُولَى" (رواه البخاري ومسلم).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَصَلَّى رَسولُ اللَّهِ ﷺ، فَقَامَ قِيامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِن قِرَاءَةِ سُورَةِ البَقَرَةِ" (رواه البخاري ومسلم).
وفي حديث عائشة رضي الله عنها عند مسلم: "فَجَهَرَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ بقِرَاءَتِهِ في صَلَاةِ الخُسُوفِ"
وصلاة الكسوف والخسوف شُرعت لتذكير العباد بقدرة الله وعظمته، ولإشعارهم بخوف الآخرة وزوال الدنيا، فهي انتقال من مشاهدة الظاهرة الكونية إلى عبادة شرعية، حيث يلجأ المسلم إلى الصلاة والدعاء والذكر والصدقة. وقد قال النبي ﷺ: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله يخوّف بهما عباده» (متفق عليه).
اللهم إنا نستغفرك ونتوب إليك، ونعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، لا نحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، واكشف عنا البلاء، واجعلها آية رحمة لا آية عذاب.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، وارزقنا خشيتك في السر والعلن، وحسن الاستعداد للقاءك.
اللهم اجعلنا عند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، وفي كل حال من الذاكرين.
والله تعالى أعلى وأعلم
Post A Comment: