تلك الثرثرة في داخلي | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى
![]() |
تلك الثرثرة في داخلي | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى |
تلك الثرثرة في داخلي تجعلني اتغمص الصمت.
لا يُتعبني النظر دون أن يرتد إليّ طرف،
تُرهقني الأصوات،
ويأخذني عقلي بعيدًا،
كثائرٍ متمرّد،
أو كجنديٍّ في طابورٍ خامس.
ثمّة تناقضٌ يشملني،
ما بين وهلة الحديث وهمهمة الصمت.
ظننتُ أني قد اجتزتُ كلّ الصعاب،
ولم يبقَ سوى أن ألقى الله وهو راضٍ عني،
فإذا بي أُفاجأ بأنني ما زلتُ أهرول فيها.
ذلك التبلّد الذي كان يومًا يثير فضولي،
أو أستنكره،
صار الآن مألوفًا حين تداهمني الأهوال.
فالأهوال حين تأتي،
تُنجب منّا شخصًا آخر،
ربما نتوه عنه… أو لا نعرفه.
تلك الرغبات المخنوقة،
التي بينها وبين الأحلام حميميّةٌ عميقة،
حين تهزّها المواجع، تولّي هاربة.
وكم من سربٍ تاه عن الطريق،
بعد أن تاه قائده.
وتظلّ الحيرة تتربّص،
تنقضّ على الروح لتفترس ما تبقّى منها،
ويظلّ الضوء فيها خافتًا،
لكنه النور الذي يدلّنا لننجو من المهالك،
وندرك أنها فانية…
رغم تمسّكنا بها.
Post A Comment: