التغيُّرات الفسيولوجية للمرأة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


التغيُّرات الفسيولوجية للمرأة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
التغيُّرات الفسيولوجية للمرأة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 



 السلام عليكم ، 

التغيُّرات الفسيولوجية للمرأة : 

حينما تكتمل مراحل النمو لدى الأنثى تبدأ في اكتشاف نفسها وفَهم احتياجاتها سواء النفسية أو الجسدية أو خلافها ، لذا تَجِدها لا تتقبَّل أي شيء بسهولة أو تُقبِل على أي خُطوة في عُجالة أو تملِك قدراً من المرونة في الاقتناع بالأمور أو تُخاطر باتخاذ قرار دون تمهُّل وتدبُّر وتفكيرٍ عميق ، فهي على علم بخطورة تلك الخُطوات التي تتخذها دون وعي فالعُمر محسوب في تلك الفترة وما يمضي منه لا يعود ، لذا تَجِدها أكثر حِرصاً وحِزماً في الإقبال على أي مشروع وأكثر حذراً من حَذو أي خُطوة في طريق حياتها القادم ، فلا تختبر قدرات المرأة في تلك المرحلة التي تنقلب فيها كل خُططها وتتبدَّل كل اختياراتها وتتغيَّر طريقة تفكيرها في كل شئون الحياة فما زالت شخصيتها في طور التكوين لذا تجدها مهزوزة ، مذبذَبة ، مضطربة ، متوترة ، غير متيقنة من أي قرار تتخذه ، فقد تستغرق وقتاً طويلاً كي تتمكَّن من الشروع في أي عمل خِشية الفشل أو الندم عليه فيما بَعْد ، قد تُرجئ أي خُطوة خِيفة التعثر أو التراجع عقب الإقدام ، قد تُعدِل عن قرار ما اتخذته في الأمس القريب عن طِيب خاطر وقد يتعجب الكثير من البشر من أمرها ولكن دوماً ما يكون للأنثى حسابات أخرى لا يعلمها سوى خالقها فهي الأكثر درايةً بما هي بحاجة إليه في كل مراحل حياتها وبالأخص حينما تتفتح وريقاتها لتستقبل رحيق الحياة النَضِر الذي ينتظرها وتَصِل لريعان الشباب الذي تتغيَّر فيه تفاصيلها وتُبدِّل مزاجيتها تلك التغيُّرات الفسيولوجية التي تتعرَّض لها من حين لآخر فتكون أميَل إلى الوَحدة والانعزال ، فلا يمكن لأحد أياً كان ومهما بلغت درجة قُربه أنْ يتفهَّم رغبات المرأة أو يتوصَّل لتفاصيل حياتها التي تُجيد إخفاءها عن الجميع خِشية أنْ تُزعج أحداً أو تُصيبه بأي ضيق طارئ لا جدوى منه ، فهي تعلم أن تلك التغيُّرات زائلة لا مَحالة عقب مرور تلك الفترة ، فلا تحاول الانشغال التام أو التدقيق في كل ما يَخُص المرأة فمهما حاولت لن تتمكَّن من فَهم كل ما يدور بخَلَدها أو في عالمها الخاص الذي لا يفهمه سواها ، فكل ما عليك أنْ تُجيد احتواءها ومنحها ما تريد في الوقت المناسب دون جدالٍ أو نقاش كي لا تفلِت منك زمام الأمور وتفقدها للأبد وتخسر تلك العاطفة الصادقة الجياشة التي غَمرتك بها ذات يوم ، فالأنثى كائن رقيق لم يُخلَق مثله ولن يأتي شبيه له أبداً ، فليحاول كل منكم الحفاظ على تلك الأنثى التي يضُمَّها أركان بيته خِشية ضياعها منه أو فقدانها لإشراقها الذي يُنير حياته بالفِعل ، فإنْ انطفأت لسوف تحلُك حياته للأبد بلا قدرة على الهناء بأي يوم فيها بتاتاً ، لذا أوصاكم الله بالمرأة فهي وإنْ بدَت ضعيفة تُبنَى عليها سعادة كل الأُسر واستقرارها النفسي بلا أدنى شك ، فلتحافظ عليها من السقوط في فخ الحزن والشجن والضيق الذي يبتلعكما سوياً ولا ينتهي أثره عندكما بل يمتد ليَشمل الأسرة بالكامل ويدمِّر كيانها للأبد بلا إيجاد المُنقِذ ، فلتحترس …




Share To: