شبح ابتسامة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


شبح ابتسامة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

شبح ابتسامة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 



 

السلام عليكم ، 

شبح ابتسامة : 


أرى شبح ابتسامة ترتسم على وجهي حينما أتطلَّع إلى مرآتي ، تَمُرُّ الأيام وتزداد تلك الفجوة بيني وبين السعادة ، لا أعلم متى ضلَّلت طريقها أو كيف الوصول إليها ، كيف تستقر في قلبي لبِضع أيام ؟ ، لم يَعُد هناك أمر يجلبها بشكلٍ دائم ، لم يَعُد قلبي يتَّسع لها فهو على علم أنها زائلةٌ لا مَحالة ، صِرت أرى الحياة بشكل مُغاير وهذا هو السبب الأدعى الذي يُذهِب السعادة من بين سراديبها بَغتةً دون تحكُّم مني ، صِرت أمقُت هذا الشعور لأنه لا يستمر طويلاً وكأنه ماءٌ تبخر لتوِّه ولم أَعُد أعرف الطريق إليه ، صِرت أخشاه ، أحذر الفرح بشكل مبالغٍ لأنه سرعان ما يتلاشى ، أرتقب تلك اللحظات ولكن السعادة لا تكون بتلك القوة التي تهِزُّ أرجاء البدن كما كنتُ في سالف عهدي ، صِرت أعلم أن المغالاة في الشعور لم يَعُد لها داعٍ نظراً لأن كل المشاعر مؤقتة وهذا هو سر اختفاء السعادة من حياتي وكأنها تُجيد الهرب من طرقاتي وكأني سوف ألتهمها فور لُقياها وأُمزِّقها إرباً ، صِرت أحترس الاقتراب منها كي لا تَفِرُّ مُسرعة قبل أنْ أهنأ بها ، أحاول الحفاظ على تلك الأشياء المتاحة التي تهيِّئ لي ولو قدراً طفيفاً من السعادة كي أتمكن من تمرير بعض الأيام الثِقال التي تهاجمني على حين غرة ، لم أَعُد مرحباً بها بحفاوة كما كنتُ مسبقاً خِشية ضياعها في الحال وهذا ما وصل إليه حالي في كل الأمور ليس فيما يَخُصُّ السعادة فحَسب ، فالمبالغة في منح الأمور أكبر من حجمها تجعلها تتبدَّد من بين أيدينا بلا رجعة ، فعلينا أنْ نكون معتدلين في التعامل مع كل المشاعر والأمور الحياتية بلا استثناء ... 



Share To: