ساعات تختلف | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى 


ساعات تختلف | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى
ساعات تختلف | بقلم الأديبة السودانية ندى موسى



أحتاج إلى زمنٍ آخر

إلى ساعاتٍ تختلف

ودقائقٍ تبدو هادئة

وسنينَ لا تعدو أبدًا


أحتاج ميقاتًا للشمس

يولد دون أن تولد

أدوارُ القمر تتريّث

وفصولُ العام تمتد


للصبحِ أجنحةٌ تشرع

ويمشي الليلُ متوكي

والخطوةُ تأخذ اميالا


يا قلبَ المدنِ الحائرة

يا هودجَ سفني ومرسايَ

يأتي الطوفانُ بلا نذرٍ

تجتاحُ الريحُ قريتنا

وصغيرٌ يفقدُ أحضانًا


تلك الشمطاءُ ماكرةٌ

تحملُ سلالًا من أمسٍ

تهدينا تفاحًا أحمرَ

والسّمُّ يضِجُّ بداخله


أحتاجُ ربيعًا قد يُزهِر

فصقيعُ العمرِ أضنانا


غيداءُ يا بتَّ القلب

سنواتُك تبدو قاسية

يأتيكِ الحزنُ مغتالًا

ولا أملكُ سوى نبعِ الحب

دنيايَ أنتِ وعاطفتي


أطعمتُكِ شهدًا من عمري

وبذلتُ للجهدِ قُصارى

كي أُلقي عليكِ من فرح

لكنَّ الدنيا قاسية

والناسُ أقسى لا الزمن


أحتاجُ أن أحملَ جرّةً

تتساقطُ أحداثُ الأمس

لا أحني ظهري، لا القطها

بل أمسحُ أثرَ خطوي

في بلادِ الجورِ والظلم


هيهاتَ تقرُّ أعيننا

والأرواحُ تقتت


أحتاجُ سنينَ عادلة

لا تقتصُّ من أحدٍ

وبلادًا تغدو آمنة

يُصطفُّ بها جندُ الحب

ومحطّاتٍ من أملٍ

تتصافحُ أيادينا دومًا

كرُشاءٍ لا يُنبترُ

نُصبحُ بُنيانًا مُتراصًّا

فيه الجدرانُ من وُدٍّ

وأساسٌ كالطودِ متينٌ،

لا ينهارُ، لا ينهزُّ



Share To: