تلعثُم | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
![]() |
| تلعثُم | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ،
تلعثُم :
تعطَّرت وكحَّلت عينيها ثم دَلفت على استحياء فأربكت قلبه ولم يَعُد قادراً على التفوه بكلمة ، ظل متسمراً مكانه يتأمل هذا الجمال الرباني الذي منحه القدَر إياه ، ربما حمَد الله كثيراً في قرارة نفسه فلم يَكُن ليتخيل أنْ يصل هذا الحُلم لأرض الواقع ، جلست بجواره وأمسكت بيديه فذاب عِشقاً وظل متحلِّياً بالصمت ، لازماً إياه وكأن كل كلمات اللغة قد اندثرت ، حاولت جذب أطراف الحديث معه ، كان يتجاوب معها ولكن بحدود فسِحرها ما زال مؤثراً فيه ، يمنعه من الإطناب في الحديث أو الإماطة فيه وكأنه يتأمل لوحة بديعة رسمها فنان بارع لم يُخلِّف وراءه أي خطأ أو هفوة تُشوِّه الصورة النهائية لها ، ظل على هذا الحال لبعض الوقت لا يدري ماذا دَهاه حتى قررت أنْ تتحرك من مكانها فانتقل معها وأخذ الحديث مذهباً آخر فظلت تُحدِّثه عمَّا يجري معها في غيابه وما يحدُث في الأرجاء ، فحُلَّت عُقدة لسانه نوعاً ما وصار يتحدث بطلاقةٍ بعد مرور بعض الوقت ، لم تُصِبْه تلك الحالة سوى منذ أنْ عرفها وحينها أدرك وَقْع الحب على قلبه فهو الذي لم يَكُن يؤمن بتلك التُرهات كما ادَّعى دوماً سقط رُغماً عنه تلك المرة ولم يَجِد منه مفراً …


Post A Comment: