توق للطفولة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


توق للطفولة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
توق للطفولة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 



السلام عليكم، 

توق للطفولة : 

كَمْ تمنيت لو عُدت لفترة الطفولة ، فقد كانت أقصى أمنياتي أنْ أحظَى بجديلة مُنمَّقة تلفِت الأنظار ، أرتدي أرقى الأثواب ، أنتقل بخِفة كالفراشات التي تُسِرُّ الناظرين وتُطرِب قلوبهم الوَجِلة ، أَطُلُّ عليهم فتزول همومهم وترتسم البسمة على ثغورهم ، كنت أحمِل في قلبي حبات نور كلآلئ تضئ لمَنْ يرى الحَلكة ترسم طريق حياته ، كمصباح في ليلة غابرة دامسة الظلام ، كنتُ طفلة حالمة تُحلِّق بآمالها كي تصل لعنان السماء ، تنتظر الفرج كانتظار الغيث الذي يَروي قلبها بعد أيام عُجاف ، تبادر بتقديم الخير والمساعدة لكل محتاج دون انتظار لمقابل ، تُجيد الإنصات للآخرين دون أنْ تُطالَب بذلك ، تهرول بين الطرقات كطير غنَّاء يشدو ويُحلِّق وسط الحقول الواسعة ، كَمْ اشتقت لفناء المدرسة الفسيح الذي انطلقت فيه لسنوات لم تَمُر مرور الكرام بل كان لها وَقعٌ على نفسي وفضلٌ في تكويني ، لقد كانت أجلَّ فترة بحياتي تعلُّمت فيها الكثير ، كم تُقْت إليها وتمنيت لو عاد ولو يوم واحد منها كي تخلو رأسي من تلك المسئوليات وأنفض تلك الهموم التي اعتلت كاهلي للتو بلا قدرة على الخلاص منها أو تخفيف حِدتها بعض الشيء علِّي أهدأ وأهنأ ببضع لحظات من تلك الحياة القاسية …

Share To: