Articles by "خواطر"
‏إظهار الرسائل ذات التسميات خواطر. إظهار كافة الرسائل

 

ملاقاة المخاوف | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


ملاقاة المخاوف | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
ملاقاة المخاوف | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


السلام عليكم ، 

ملاقاة المخاوف : 

كتفي مُثقَل بالخيبات التي لم يتمكن الزمن من مَحوِها ، مُقيَّد بالأعباء التي لا أستطيع نفضها ، ملئ بالندوب التي لم يقدر أحد على مداواتها فهي وإنْ اختبأت داخلي فهي محسوسة طوال الوقت وكأن آثارها ظاهرة على ملامح وجهي كبقايا خدوش عالقة به ، لقد اعتراني الخُذلان الأشبه بالضباب الكثيف الذي يحجب الرؤية ويجعلني فاقدة الثقة في أغلب البشر ولو حاولت منح بعضهم قدراً منها أجدني أتردد وأتراجع حينما يُصيبني منهم نفس النتائج المُخزية التي تُرجِعني للوراء خطوات كثيرة بعدما تمكَّنت من السير مسافة لا بأس بها للأمام ، فهيهات بين قلبي وخُطط عقلي التي أحاول تنفيذ إياها ولكن بلا جدوى أو رجاء ، فعادةً ما يُصاب المرء بما يخشاه وكأنه كُتِب عليه ملاقاة مخاوفه في أي درب يسير به ويخطو ، بينما عليه أنْ يتظاهر بأنه صلبٌ قوي لا يَهاب شيئاً أو يَعبأ بتلك المخاوف التي تطارده في كل خطاه ، فعساه يتمكن من الوصول لذاك الدرب الذي يهرب فيه من تلك المخاوف أو يتمكن من مواجهتها ويقضي بذلك على كل تلك المآسي التي تُعرِقل حياته وتجعله في حالة خوف ورهبة طيلة الوقت بلا داعٍ ، فنحن مَنْ نُغرِق أنفسنا في رُكام الخيبات بحيث لا نتمكن من التجاوز أو الوصول للمراحل التالية حينما نقرر تكرار نفس الأخطاء أو الاستسلام لنفس المشاعر وهذا ما يُودي بنا لنفس المصير بلا إيجاد الحل السليم الذي ينأى بنا عن كل تلك الأهوال ويخلِّصنا من الوقوع في نفس الخيبات التي ربما عَلِقت بنا وتعرَّفت بنا من كثرة ما اعتدناها وفضَّلت البقاء معنا للأبد ، فكل شيء بأيدينا ما دُمنا نملك الإرادة والرغبة في الخلاص منه ...



 

حمامة سلام | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


حمامة سلام | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 

السلام عليكم ، 

حمامة سلام :

قلبكِ كحمامة سلام لديّ إذْ يبعَث داخلي الطمأنينة والسكينة والراحة التي لم أَعهَدها مسبقاً قَبْل أنْ ألاقيكِ أو أصطدم بكِ ، لقد كُنتِ طوق نجاة لغريق أوشك على لفظ آخر أنفاسه تحت دوامات المياه العاتية التي تضرب به الواحدة تلو الأخرى حتى يكاد يموت في الحال ثم جئتي لتنتشليه من تيهه وشِتاته ، تلملمي تَبعثُر روحه ، تُضمِّدي جراحه ، تُخفِّفي عنه وطأة شعوره في بعض الأحيان ، تربِّتين بكلماتك الدافئة على كل كيانه فتطيِّبين بها خاطره وتجبُرين قلبه الذي ذاق مَرار الوحدة وعانى مشقات الخذلان على مدار حياته السابقة قبل أنْ يعرفكِ ، فأنتِ لقلبي نِعْم الملاذ ، صِدق الشعور ، راحة البال ، ذاك الأريج العَطِر الذي يفوح في الأرجاء وقتما تحلِّين ، يبعَث بنفسي سعادة غير مرتقبة النظير وكأني كنتُ في انتظار قدومك منذ قديم الأزل كي تُشفَى نفسي من كل العِلل التي أصابتها ويتغير مجرى حياتي للأبد ، ليتكِ كنتِ معي قبل أنْ تتعثر خُطاي وأفقد دربي وتضيع حياتي لهذا الحد القاتل الذي يفتك بي كل يوم ويرميني صريعاً بين الدروب ، تائهاً ، حائراً لا يدري أين الطريق وإلام يريد الوصول ؟ ، لقد صرت هادئاً في رحابك أيتها الفتاة الشقية الهادئة التي تعبَث بكل ذرة بجسدي ، تُثير جنوني بكل ما فيها سِمات تأسرني وتجعلني متيَّماً بها ، مغرماً بجمالها طيلة الوقت ، غير راغب في التوقف عن التطلُّع إليها للحظة تذوب فيها كل آهاتي وتتلاشى كل آناتي التي عَلِقت بي لسنوات طوال وها قد مَحوتِها بحضورك الخلاب الذي يسرق لُبي وقلبي في كل الأوقات والساعات ، دُمتِ لي خير الحبيبة القريبة لقلبي حتى الممات ...






معرفة الذات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


معرفة الذات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
معرفة الذات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 


 السلام عليكم ، 

معرفة الذات ( الاكتفاء الذاتي ) : 

 لا يُدرك المرء حقيقته أو يعرف ذاته جيداً إلا حينما يقع في مأزق ويكون بغير حاجةٍ لأحد ، حينما يستند على ذاته في معظم شئون حياته ، حينما يستمد قوته من داخله ، حينما يكتِم حزنه في أعماقه ، حينما يشتد به الضيق ولا يرغب في إخبار أحد ، يحاول حل مشاكله اعتماداً على نفسه دون الاستعانة بأحد ، حينما يَفِر من العالم لحجرته لحين أنْ يتعافى من أحزانه ، حينما يتخذ من ذاته الملاذ الآمن في كل حالاته ، حينما يدرك أنْ نفسه هي الأجدر بتولِّي كل تقلُّباته دون الرغبة في إزعاج الغير بتاتاً ، حينما يُولِّي وجهه لله وقتما لا يجد الحل المناسب لأي مشكلة كانت ، حينما يَعي ضآلة الدنيا وصغائر أمورها التي لا تكاد تستحق كل هذا العِراك والضجيج ، حينما تَحتِدم بداخله المعارك ويكتفي بالصمت والسكون ، حينما يحتذي بنفسه ويتخذ خُطى مغايرة لمَنْ سبقوه بحيث يجد لنفسه ترياقاً آخر يسير فيه ويجعله مميَّزاً عمَّن سواه ، حينما يفهم جيداً ما يُريد من تلك الحياة ووقتها فقط سيتمكن من خوض الرحلة بثباتٍ وهدوء دون أنْ يعتريه الخوف أو يَسكُنه التوتر أو يساوره القلق ذات لحظة فهو على علم أن كل شيء زائل مهما طال أمده ، فلا عليه أنْ يحمل هم شيء على الإطلاق فهي في النهاية دنيا ...

 في جسم الفراشة | بقلم الأديب الجزائري : عبد العزيز عميمر


في جسم الفراشة | بقلم الأديب الجزائري : عبد العزيز عميمر
في جسم الفراشة | بقلم الأديب الجزائري : عبد العزيز عميمر

 


_هو فراشة جميلة ،لا تملك إلاّ الابتسامة،معجونة بماء الورد،رُشّت بالمسك ،وبديع الألوان،زُخرفت بهندسة خيوط حرير لا تخطر على البال،تطابق الجناحين بمنتهى الدقّة،ترفرف بجناحيها تتنفّس رائحة الورد والياسمين،تشقّ طريقها برفرفة جناحيها برفق ولطف حتى لا يسمع ذلك الصوت،هي رقيقة فإذا أردت الإمساك بها ألحقت بها ضررا .

مايعجب في الفراشة ليس الألوان وتناسق الجسم،بل هي لا تعرف الحقد ولا الغلّ ،تحب كل المخلوقات على وجه الأرض،قلبها مملوء بالابتسامة وحبّها مسكوب دون طلب على رؤوس الناس .

نعم هو فراشة وليس ذلك بمستحيل ،جسمه معتصر ومكثّف في جسمها،أعرف أن تصديقه أمر عجبب،لكن ذلك شعوره،وإحساسه لا يكذب ،وخاصّة على الفراشة،أراها تضحك وتهزّ رأسها موافقة ،وتقول :

لايهمّك تصديقهم ،هذا فوق درجة معرفتهم ،وما أوتوا من المعرفة إلاّ النصيب القليل ،وذلك ما اتيح لهم وما جبلوا عليه.

مازال يرفرف ويطير مع الفراشات صانعا استعراضا عجيبا ودورات راقصة ،إنه بدون ثقل خارج الجاذبية،صنع آخر لإنسان الفراشة،مزيج مختلط،بانسجام، وبعبقرية مدهشة،

نعم هو فراشة وخال من الحقد والغلّ ،وقاموسه اللغوي تجد فيه كل الحروف،ولكن بين دفتيه بعض المفردات فقط مثل : الحب،والتسامح والأخوة،والتضامن ،وحب جميع المخلوقات،والشعور بألمها وفرحها ،بعذابها،وغبنها وبراحتها وعرسها،تحكمه الدمعة والابتسامة ،لذلك فرقصة الإنسان الفراشة مختلفة باستمرار، وطيلة الوقت .

إنّ الشعور بحالة الناس هي التي تصنع نوع الرقصة ،لكن الناس لا يميزون بين رقصة العذاب،ورقصة النصر على الشرّ،وبين اليد الدافئة الممدودة وبين شفرة السيف،عالم آخر يدخله إنسان الفراشة لوعرفت قيمة صانع هذا الكون،وتأمل صنعه،لكان بمقدور كل واحد التحوّل إلى فراشة ،وانتصر على الشهوة وغادر التصاقه بالتربة وبثقلها،الذي يبقيه في غرائزه .




تقصي الحقيقة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


تقصي الحقيقة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
تقصي الحقيقة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 
 

 السلام عليكم ، 

تقصي الحقيقة : 

يكمُن المعنى في فهم أدق تفاصيل الأمور ، استنباط بواطن الأشياء ، التعمق في استيعاب كل شيء حتى نتمكن من إدراك المقصد منها دون أي زيغ أو تزييف للحقيقة ، فكل أمر يحمِل المعنى ونقيضه فهو يعتمد على نية مَنْ يسمعه ورغبته في الوصول للمعنى الأصلي الذي قيل به دون أنْ يضع عليه بعض الرتوش التي تغيِّر من حقيقته ، لذا علينا أنْ نحاول الإيضاح حتى يفهم كل شخص المعنى الذي نقصده دون أنْ يُحلِّله كيفما شاء ويراوغ من أجل إظهاره بصورة مُخالفة فهذا ما يؤدي لإفساد معناه وتبديل طبيعته وقد يساهم هذا في تشويه صورتنا أمام الآخرين وجعلنا ملاوعين ، مخادعين ، قادرين على تزييف كل شيء من أجل الحفاظ على أنفسنا فقط والظهور بشكل مشرِّف أو مميَّز دون النظر لما يتبع تلك الكلمات التي وصلت بشكل مشوَّش للآخرين دون أنْ يعوا الغرض الذي قيلت من أجله أو معناه الصريح الذي قصدته ...




 

وهم المرض | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


وهم المرض | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
وهم المرض | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 


السلام عليكم ، 

وهم المرض : 

ما يفعله بك الطبيب هو إيهامك بالمرض العضوي بينما تعاني  في الأصل من مرض نفسي معين لا تدري كُنهَه أو تدرك جوهره ولكن إنْ فتَّشت داخلك ونبشت في دفاترك ربما تتمكن من التوصل إليه ومعرفة أسبابه أيضاً ، فلا تترك ذاتك للأطباء يتقاذفون بعقلك حتى لا تقع في فخ الأمراض التي لا علاج لها فتنقضي حياتك في علل ميئوس من التعافي منها ، كُنْ طبيب ذاتك كي تتمكن من تشخيص حالتك بجودة ودقة ووعي دون اللجوء لهؤلاء التجار الذين يتاجرون بحياة البشر ، فلا أحد يدري ما تشعر به سواك فلا تتعجل الذهاب إليهم فمعظمهم قد يضللوك ويبعدوك عن الحقيقة ويوصلوك لحائط مسدود لا تتمكن من استمرار الحياة من بَعدِه ، فلا تتخذ من كل آه وسيلة لاتخاذ درب الأطباء فلن تَسْلَم بتلك الطريقة على الإطلاق وستظل تعاني من أمراض لا تكاد تخرج من واحدة حتى تقع في الأخرى إلى أنْ تفنى حياتك دون أنْ تستمتع بها ولو لوهلة بفعل التسليم الكامل والإصغاء المُتمعِّن لنصائح الأطباء ...




 أفرش السجادة الصغيرة | بقلم الشاعرة السورية ردينة أبو سعد


أفرش السجادة الصغيرة | بقلم الشاعرة السورية ردينة أبو سعد
أفرش السجادة الصغيرة | بقلم الشاعرة السورية ردينة أبو سعد


  في الممر الضيق ، امد ملاءة فوق اسفنجة مستطيلة، انغرس في فراشي البارد ذاك ، الغرف مقفلة ، يقبع الرعب خلف أبوابها،  أطمئن إلى جوالي وبطارية ، شمعة وقداحة ، بيل صغير ، عدة كتب عند وسادتي ، البرد يشتد ، الخوف يزيد الرعشة ، وتبدأ معزوفات الموت ، قذائف من كل حدب وصوب ، أرمي الكتاب ، ألتف بغطاء الصوف ، لا أبشع من شعور الرعب ، فالرعب ذل وقهر ، مهانة لا يعرفها إلا من خبرها ، اتمسك بالوسادة أقفز إلى  مقر جديد قد أعددته في الحمام ، حيث وسادة   ألف جسدي عليها وأقبع متكئة إلى الجدار ، البرد يشتد ، الإنفجارات تدوي ، يتصارع النوم والخوف ، ويبدأ البيت بالاهتزاز ، ينساب الماء من أوعية الماء التي ادخرتها منذ أسبوع ، فأمير الماء حلف أن يقطعها ، يبدأ الصمت ، أتحسس ما حولي فالشمعة تآكلت ومصباح الجيب التهم بطاريته ، أصطدم بأوعية الماء أتبلل مع البطانية لكني أتشبث بها ، كغريق. أشعر بالنار تشتعل في جسدي أرتجف ، ما بكيت لكن خلايا دمي وروحي بدأت تنهمر ببكاء غريب  ليس فيه دموع ،هو بطعم الذل والضعف .

 وتدب الحياة في المكان ، المؤذن لم يمت ، بدأ الأذان ، لا أعرف كم صليت! و لا أدري هل أصبت وضوءا  ؟ هل توجهت للقبلة ؟ ماذا قلت في صلاتي ؟ هل صليت ؟ لا زلت لا أدري . كل ما أتذكره أني ارتديت ملابسي وتوجهت إلى المدرسة ، فهناك  أطفال في الحي سبقوني إليها .