Articles by "نفحات إيمانية"
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نفحات إيمانية. إظهار كافة الرسائل

 النصيحة تصحيح لا تجريح | بقلم : د. روحية مصطفى أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة ، جامعة الأزهر


النصيحة تصحيح لا تجريح | بقلم : د. روحية مصطفى أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة ، جامعة الأزهر


مما لاشك فيه أن رقي المجتمع وتطوره يرتبط ارتباطا وثيقا برقي أبناءه وإخلاصهم وتكاتف جهودهم رجالا ونساء ليصبح الوطن في مقدمة الأمم المتطورة علما وعملا وخلقا ، والنصيحة من دلالات تكاتف المجتمع وتكافله ، وتُعد من أهم أسس بناء الأوطان وحماية المجتمعات إذا كانت من أهلها وبضوابطها ، لذا نجد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حينما أراد أن يبين معنى الدين في جملة موجزة من جوامع كلمه قال : " الدين النصيحة " مسلم ، فجعل الدين كله في النصيحة ، وإذا كانت الدنيا لا يستقيم حالها إلا باستقامة الدين فالدين والدنيا النصيحة ، وهي تعتبر من أولى حقوق المسلم على أخيه ، وتصبح آكد إذا كان القائم بها له منبر تخرج الكلمة من فيه إلى آذان القاصي والداني على وجه الأرض ، فيصبح لزاما عليه أن يتحرى لغة الخطاب التي يتحدث بها مع أبناء وطنه ، فينزل منازلهم ويحترم جهودهم وكفاحهم و أعرافهم ، ويوقر كبيرهم ويرحم صغيرهم ، ولا يؤذي مشاعرهم ، فهاهو الناصح الأمين حينما مر بقوم من اليمن صائمون وهم على سفر ، فقال لهم بلهجتهم تطييبا لنفوسهم ، : " ليس من امبر امصيام إمسفر " أحمد بإسناد صحيح ، أي ليس من الرحمة والتيسير على النفس أن تصوموا وأنتم مسافرون ، وحينما كان يسمع أمرا لا يوافق مقصود الشرع من بعض أصحابه كان لا يذكر اسمه عند النصيحة على الملأ بحكم رعايته  للأمة ، بل ينعته بنعت تطيب به النفس فيقول : " مابال رجال يقولون كذا أو يفعلون كذا " أو مابال أقوام ...،.أبو داود بإسناد صحيح ، وأما عن لغة الخطاب مع النساء فرفقا بالقوارير . البخاري في صحيحه ، ، ونعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين . مسلم في صحيحه ، لذا اهتم الإسلام بالنصيحة ووضع لها أدابا وضوابط تساهم في حصاد الأثر المرجو منها وتحقق أهدافها ومراميها على أكمل وجه دون ضرر أو ضرار  ، فيجب أن تكون النصيحة خالصة لوجه الله تعالى بعيدة عن الرياء والسمعة والمصالح الدنيوية الذائلة ، وألا تكون النصيحة بناء على شبهة أو ظن خاطئ ؛ فقد  ورد في الأثر عن بنت عبد الله بن مطيع أنها قالت لزوجها طلحة بن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم وكان طلحة أجود قريش في زمانه قالت: " ما رأيت قوما ألأم من إخوانك، قال لها: مه مه! ولم ذلك؟ قالت: أراهم إذا أيسرت لزموك، وإذا أعسرت تركوك، فقال لها: هذا والله من كرم أخلاقهم، يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم، ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم " وأن يبتعد الناصح عن التجريح والتأنيب وإيلام المشاعر ، فالأولى في النصيحة أن تكون تلميحا لا تصريحا ، وتصحيحا لا تجريحا ، كما يجب على الناصح أن يختار الوقت المناسب والمكان المناسب للنصيحة ، وأن تكون باللين والرفق والموعظة الحسنة ؛ لأن الله رفيق يحب الرفق وُيعطي عليه مالا يُعطي على العنف ، وما اتسم ناصح بالرفق إلا زينه هذا الرفق بزينة القبول عند الناس فيصبح مسموع الكلمة ، ومؤثرا في مجتمعه ،  ويروى أن الخليفة المأمون وعظه واعظ فأغلظ له في القول فقال : يا رجل أرفق فقد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني وأمره بالرفق . فقال تعالى : { اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى }{ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى } طه ٤٣ ، ٤٤ اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين المخلصين الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون .



 

آداب تتعلق بالمريض نافعة بإذن الله | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


آداب تتعلق بالمريض نافعة بإذن الله | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف



لا يُكرَه المريضُ على الطعام :


• عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال : 


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 


لا تُكرِهوا مرضاكم على الطعام ؛ فإن الله تبارك وتعالى يُطعِمهم ويَسقِيهم .


رواه الترمذي وحسنه الألباني في المشكاة والسلسلة الصحيحة 


#عدم إعطاء المريض ما يكره إلا بإذنه :


• عن عائشة رضي الله عنها قالت : 


" لَدَدْنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم في مرضه فقال : 


لا تَلُدُّوني ؛ فقلنا : كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال : 


لا يبقى أحدٌ منكم إلا لُدَّ ، غير العباس ؛ فإنه لم يشهدكم .


 رواه البخاري 


#الإكثار من الصدقة على المريض :


• عن الحسن رضي الله عنه قال : 


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 


دَاوُوا مرضاكم بالصَّدقة .


رواه أبو داود في المراسيل ، ورواه الطبراني والبيهقي وغيرهما عن جماعة من الصحابة مرفوعًا متصلاً ، والمرسَل أشبه ، قال الألباني: حسن لغيره في صحيح الترغيب والترهيب (744).


#المريض يُكتَب له ما كان يعمل وهو صحيح :


• عن أبي بُرْدة رضي الله عنه قال : 


سمعتُ أبا موسى مرارًا يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 


إذا مَرِض العبد ، أو سافر ، كُتب له مثلُ ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا .


 رواه البخاري 


#لا يتمنَّ المريض الموت :


• عن أنس بن مالك رضي الله عنه :


قال النبي صلى الله عليه وسلم : 


لا يتمنينَّ أحدُكم الموت من ضرٍّ أصابه ، فإن كان لا بدَّ فاعلاً فليقل : 


اللهم أَحْيِني ما كانت الحياة خيرًا لي ، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيرًا لي .


رواه البخاري 


#عدم الشكوى من المرض :


• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : 


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 


قال الله تبارك وتعالى : 


إذا ابتليتُ عبدي المؤمنَ فلم يَشْكُني إلى عوَّاده ، أطلقته من إساري ، ثم أبدلته لحمًا خيرًا من لحمه ، ودمًا خيرًا من دمه، ثم يستأنف العمل .


أخرجه الحاكم في المستدرك وصحَّحه الألباني في السلسلة الصحيحة 


#ما يقول المريض إذا اشتدَّ عليه الألم :


عن القاسم بن محمد قال : 


قالت عائشة رضي الله عنها : 


وارأساه .


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 


ذاك لو كان وأنا حيٌّ فأستغفر لك وأدعو لك .


فقالت عائشة : واثُكْلَياه ، والله إني لأظنك تحبُّ موتي ، ولو كان ذاك ، لظللتَ آخر يومِك مُعرِّسًا ببعض أزواجك .


فقال النبي صلى الله عليه وسلم : 


بل أنا وارأساه ، لقد هممتُ أو أردتُ أن أرسل إلى أبي بكر وابنِه وأعهد : 


أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنُّون ثم قلت :


يأبى الله ويدفع المؤمنون ، أو يدفع الله ويأبى المؤمنون .


رواه البخاري 


#يجوز للمريض أن يُخبِر عن الألم الذي يجده للطبيب والصَّدِيق :


• عن الحارث بن سويد عن عبدالله قال : 


دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُوعَك ، فقلت : يا رسول الله ، إنك لتوعَك وعكًا شديدًا ؟ 


قال : أَجَل ، إني أوعَك كما يُوعَك رجلانِ منكم .


قلت : ذلك أن لك أجرين ؟ 


قال : أَجَل ، ذلك كذلك ، ما من مسلمٍ يُصِيبه أذى ، شوكة فما فوقها ، إلا كفَّر الله بها سيئاته ، كما تحطُّ الشجرة ورقها .


رواه البخاري 


#جواز مداواة المرأة للرجل وعكسه عند الضرورة :


• عن الرُّبَيع بنت معوِّذ قالت : 


كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجَرْحى ، ونردُّ القتلى إلى المدينة .


 رواه البخاري 


١٠ - فضل عيادة المريض :


• عن علي رضي الله عنه قال : 


سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : 


مَن أتى أخاه المسلم عائدًا مَشَى في خرافة الجنة حتى يجلس ، فإذا جلس غمرتْه الرحمة فإن كان غدوةً صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي وإن كان مساءً صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح .


رواه ابن ماجه وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 


#عيادة المرأة للرجل عند أمن الفتنة :


• عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : 


لما قَدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم  المدينة ، وعك أبو بكر ، وبلال ، قالت : 


فدخلتُ عليهما ، فقلت : يا أبتِ كيف تجدك ؟ 


ويا بلال كيف تجدك ؟ 


#وقت عيادة المريض :


• قال ابن القيم رحمه الله : 


لم يخصَّ صلى الله عليه وسلم يومًا من الأيام ولا وقتًا من الأوقات بعيادة بل شرع لأمته ذلك ليلاً ونهارًا وفي سائر الأوقات .


 زاد المعاد (1/497)


وكان بعض السلف يعود المريضَ في أول النهار أو أول المساء حتى تصلي عليه الملائكة وقتًا أطول ؛ عملاً بالحديث المتقدِّم : 


ما من مسلم يعود مسلمًا غدوةً إلا صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي , وإن عاده عشيةً إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة .


#من تمام العيادة للمريض أن العائد إذا جلس عنده أن يمسك يده أو يضع يده على جبينه ليستأنس به المريض ، وهو مما يدل على رحمة العائد بالمريض ، ويجوز أن يمسح بيده على جسده بالرقية والدعاء له .


#إذا عاد المريض وحضرت الصلاة صلى معه :


• عن عائشة رضي الله عنها :


أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه ناس يعودونه في مرضه ، فصلَّى بهم جالسًا،

فجعلوا يصلُّون قيامًا فأشار إليهم : 


اجلسوا ؛ فلما فرغ قال : 


إن الإمام لَيُؤتَمُّ به ، فإذا ركع فاركعوا ، وإذا رفع فارفعوا ، وإن صلَّى جالسًا فصلُّوا جلوسًا .


رواه البخاري




أقوال فيمن كانت له زوجة واحدة | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


أقوال فيمن كانت له زوجة واحدة | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

 


قال ابن سينا :


 أن الرجل إذا كانت له زوجة واحدة ابتلي في جسده ونفسه أدركه الهرم وهو في عنفوانه،  شكى من داء العظام في الظهر والرقبة والمفاصل كثر يأسه وقلت حيلته وذهبت بشاشته ، وصار كثير التذمر والشكوى .


وقال القاضي ابي مسعود : 


من كانت له زوجة واحدة لا يصلح للقضاء ولا الفصل بين الناس .


وقال ابن حيان التوحيدي :


 أدركت قوما لا يجلسون بينهم من كانت له زوجة واحدة يحسبونهم من صغار الناس .


وقال ابن خلدون : 


تبصرت في الأمم الهالكة فوجدتهم اعتادوا أن تكون لهم زوجة واحدة .


وقال العابد ابن ميسار : 


لا تستقيم عبادة الرجل إذا كانت له خليلة واحدة .


وقيل للمأمون بن هارون الرشيد :


 إن بالبصرة أقوام الرجل ما له إلا زوجة واحدة قال : 

ما هم برجال أما الرجال فهن زوجاتهم يخالفون  الفطرة والسنة .


وقيل لابن يونس المزني :


 لم اليهود والنصارى تركوا التعدد ؟ 


قال : أولئك أقوام قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله .


وقيل لأبي معروف الكرخي : 


ما الحكم في  قوم زعموا الزهد . فلا يتزوجون إلا واحدة ؟ 

قال : لاشيء أولئك مجانين فمهما بلغوا من الزهد لم يبلغوا معشار أبي بكر وعمر وعثمان وعلي .


وسئل ابن فياض عن رجال لهم زوجة واحدة ؟ فقال : أولئك أموات يأكلون ويشربون ويتنفسون .


ولما ولي ابن إسحاق النيسابوري الكرك منع العطايا عن من كانت له زوجة واحدة . 

قالوا له : ولم فعلت كذا ؟ 


قال : تلك  أموال الله لا نعطيها للسفهاء .


وقال ابن عطاء الله : 


عن أقوام لهم زوجة واحدة من لم يصير علي سنة الأكابر يقصد الرسول وصحبه عددناه من الأصاغر .


ولما ذهب تقي الدين المزني فقيها إلي سمرقند قالوا له إن هؤلاء قوم الرجل فيهم له زوجة واحدة .


 قال : أولئك مسلمين !! (شك في دينهم ) فوعظهم واسترشدهم  فما مر هلال وإلا وعقد لثلاث الآلاف منهم حتي صارت ما بكر أو ثيب إلا تزوجت .


وقال الإمام الحصري : 


عندما ذكر الله الزواج ذكر مثنى وثلاث ورباع ولم يبدأ بواحدة ، ثم مثنى وثلاث ورباع ، وترك الواحدة في الأخير لأنها من منقوصات كمال الرجال وهو الخوف .



 مقولة "اتَّقِ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ" | بقلم دكتورة روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


مقولة "اتَّقِ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ" | بقلم دكتورة روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة


تنتشر على ألسنة كثير من الناس عبارة : " اتق شر من أحسنت إليه " وعادة تُقال بعد أن يُقدم الإنسان لآخر معروفاً ، ثم يقوم الآخر بإنكار المعروف أو مقابلته بالسيئة ، أو بعدم الاكتراس لفاعل المعروف ، بل قد يخاف بعض الناس من فعل الخير بسبب هذه الجملة ، ,وهي شبيهة المثل العامي الذي يقول : " خيرا تعمل شراً تلقى " ؟؟؟!!!!!..فهل التعبير بهذه الجملة صحيح على الإطلاق من منظور إسلامي أم لا ؟

أقول وبالله التوفيق : 

عبارة : " اتق شر من أحسنت إليه " ليست حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما مقولة قديمة لأحد السلف  ، وقد قاله في حادثة معينة، فاختلط الأمر بمرور الزمن على الناس فظنوه حديثاً ، والتعبير بهذه المقولة للتحذير من الإحسان إلى الناس بشكل مطلق  يناقض منهج الشرييعة الإسلامية وذلك لللآتي : 

1- الإحسان أمره عظيم وهو مطلوب ومحمود على الدوام .. وقد سُئل النبي الكريم في حديث جبريل عن الإحسان.. قال: "فأخبرني عن الإحسان"، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.. وفي هذا دلالة على رقي وعظم مرتبة الإحسان، التي هي أعلى مراتب الدين وأشرفها، حيث اختص الله أهلها بالعناية وأيدهم بنصره في قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) النمل 128 .

2- يقول الله تعالى في كتابه العزيز : : " وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) الحشر ، فهذه الآية الكريمة فيها مدح للذين ينفقون أموالهم في سبيل الله  ولو كان بهم حاجة وفاقة إلى هذا المال دون النطر إلى رد فعل من يحسنون إليهم . 

3- قوله تعالى  : " هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ " (60) الرحمن ، فالله سبحانه وتعالى يجازي من يفعل الإحسان بالإحسان وقد يعجل الجزاء في الدنيا من طريق غير طريق الشخص الذي أحسنت إليه ، وقد يؤجل الجزاء في الآخرة . 

4- إن فعل الخير والإحسان إلى الناس ، مندوب إليه شرعا ، بل قد يصل إلى درجة الوجوب لو توقفت حياة المحتاج إلى هذا المعروف ، فمن يجد أمامه إنسان يغرق ، لا يفكر قبل أن ينقذه ، هل سيشكرني أم لا ؟ ، هل سيقابل هذا المعروف بالمعروف أم لا ؟ بل الواجب علىه أن ينقذه دون انتظار مقابل لذلك ، لأن الله تعالى يرد لنا الخير الذى نفعله بطرق مختلفة حتى لو لم يردها الشخص الذى قدمنا الخير له، وذلك عن طريق راحة البال، والبركة فى المال، والنجاح فى العمل، وحب الناس وغير ذلك ، ولذا نبهنا الله تعالى في قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ" البقرة ) ( 264 )إلى أن لا نبطل المعروف بالرياء والأغراض الدنيوية ؛ ؛ لأن معروفك هذا سيُنَكر على عادة بعض الناس ٬ وقد ينقلب ما قدمتَ ٬ من خير شراً عليك. إذن: عليكم بالنظر في أعمالكم إلى وجه الله لا إلى غيره ٬ فإنْ حدث وأُنكر جميلك فجزاؤك محفوظ عند الله ٬ وكأن ربك عز وجل يغار عليك ٬ ويريد أنْ يحفظ لك الجميل ويدخره عنده.

5- هذه العبارة على إطلاقها تحمل سلوكاً سلبيا في التربية النفسية لدى الناس وهي : تأهيل النفس البشرية على استثاغة الشر والعدوان مع من قدم لها معروفاً ، وأيضاً ترسيخ فكرة كل خير يقابله شر مستطير ، مما يؤدي بالناس إلى الامتناع عن فعل الخير حتى لا يصابوا بأذى ممن قدموا لهم الخير . 

6- أن هذا القول  ليس على إطلاقه ، بل هو محمول على اللئام غير الكرام ، فهناك ناس اذا احسنت اليهم حملوا هذا الجميل و ينتظرون الفرصة لرد الجميل و طول العمر لا ينسون هذا الجميل و ربما هم من أحسنوا اليك اكثر ما أنت محسن اليهم و ما زالوا يكررون أنك أحسنت اليهم و يغبطون أن هناك من ساعدهم ، ومن الناس من قابلوا الإحسان بالإساءة أو النكران ، وهؤلاءالذين ورد فيهم قوله تعالى : (وَمَا نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ) سورة التوبة آية 74 ، و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الكريم يلين إذا استعطف ، واللئيم يقسو إذا ألطف .

 وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجدت لئيما إلا قليل المروءة ، وقال أبو عمرو بن العلاء أحد الأئمة يخاطب بعض أصحابه : " كن من الكريم على حذر إذا أهنته ، ومن اللئيم إذا أكرمته ، ومن العاقل إذا أحرجته ، ومن الأحمق إذا رحمته ، ومن الفاجر إذا عاشرته ، وليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك ، أو تسأل من لا يجيبك ، أو تحدث من لا ينصت لك ." .

7- هذه العبارة على إطلاقها فيها دعوى لترك الاحسان ، والتزهيد في عمل الخير، وفيها دعوة لسوء الظن بالمسلمين وترك ما دعا له الاسلام بالعفو والتسامح والصفح عن المذنب وهذا يخالف منهج الشريعة الإسلامية ، إن المسلم قد يكون أحيانا معرضاً للجحود ... وأن يقابل احسانه بالنكران ، ولكن ليس علينا ان نعمل بهذا القول لاننا سنمتنع عن عمل الاحسان ، وكاننا نقول للناس انتبهوا .... إن عملتم خيرا ... ستحصدون شرا ، فعليكم باجتناب الخير لسلامتكم ، وهذا أعجب ما سمعت ؟!!!!!

فهذا الصديق أبو بكر رضي الله عنه كان يتصدق على قريب له اسمه مسطح بن أثاثة ، وحينما وقع حادث الإفك للسيدة عائشة رضي الله عنها ، خاض مسطح في عرض عائشة دون النظر لإحسان أبيها إليه ، فقرر أبو بكر الصديق أن يمتنع عن التصدق عليه ، فنزل قول الحق سبحانه وتعالى : (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (النور - 22). فعندما سمع الصديق رضي الله عنه هذه الآية قال : بلى والله نحب أن يغفر لنا ربنا وأرجع الى قريبه ماكان يصله به من مال .

8- ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) وهاهو الحق سبحانه وتعالى يُخبرنا عن جزاء من كانت هذه نيته ، (ويُطعمون الطعام على حُبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً, إنما نُطعمكم لوجه الله لا نُريد منكم جزاءاً ولا شكُوراً ,إنّا نخافُ من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً, فوقاهم الله شرّ ذالك اليوم ولقّاهم نضرة وسرورا, وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا.....) الإنسان " 8: 12 "

وأخيراً أقول : حين نعمل لله تعالى وفي سبيله لا نعد نكترث أكافئنا الناس أم لا بكلمة طيبة ، فمن تمام العمل الخالص لوجه الله تعالى أن نقابل الإساءة بالحسنة ، لأن الإحسان إلى المحسن سهل على النفس ، ولكن الإحسان إلى المسيء هو أعلى درجات الانتصار على النفس ونوازعها ، ومن عظيم الأعمال أن تقابل شراً عظيماً اقترفه في حقك مسلم بالعفو والإحسان ، فأعمال الشر درجات ، وكلما كان الشر المقترف في حقنا أكبر وأشد كلما كان العفو والإحسان رافعاً لدرجاتنا ، وكلما فعلنا ذلك زاد احتقارنا للدنيا وزادت نسبة خروجها من قلوبنا ، فإن الدنيا كقطعة صوف مغروسة في القلب خشنة تأبى أن تخرج بلين ويسر وسهولة ، وخروجها من القلب كلها لربما يصعب الوصول إليه إلا للأنبياء عليهم السلام ، ولكن كثير ممن هم دون الأنبياء استطاعوا كما قرأنا عنهم أن يخرجوا جل تلك القماشة المتشبثة بتلابيب القلب من قلوبهم .

ولاشك أن المؤمن كَيِّسٌ فطن، لا يستغرق في حسن الظن فيصل إلى السذاجة ولا يغرق في الحيطة والحذر فيقع في سوء الظن، ولذلك فالصحيح أنه لا يُنهى عن هذه العبارة ولا بأس بقولها في بعض المواقف أم على إطلاقها في منع الإحسان إلى الناس فلا  .

قال القرطبي في تفسيره (8 / 208):قَالَ الْقُشَيْرِيُّ أَبُو نَصْرٍ: قِيلَ لِلْبَجَلِيِّ أَتَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى اتَّقِ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إِلَيْهِ؟ قَالَ نَعَمْ،" (وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ)"

وفي كتاب اللطائف من علوم المعارف (1 / 299): قال أبو عُبَيْدٍ الْمَحَامِلِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عَوْفٍ، يَقُولُ: أَنَا مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً كُلَّمَا قَدِمْتُ بَغْلَتِي لأَرْكَبَهَا أَقُولُ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتُ إِلَيْهِ. 

قال الشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسيره (2 / 1148): حينما قالوا: «اتق شر من أحسنت إليه» شرحوا ذلك بأن اتقاء شر ذلك الإنسان بألا تذكره بالإحسان، وإياك أن تذكره بالإحسان؛ لأن ذلك يولد عنده حقدًا.

اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم أن تجعلنا من عبادك المخلصين المحسنين الذين تُحبهم يا كريم ، وصل اللهم وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .




 

من أسماء الأصنام الواردة في القرآن الكريم | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


من أسماء الأصنام الواردة في القرآن الكريم | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف



قال الله عز وجل في سورة نوح : 


{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًاِ} 


وقال تعالى في سورة النجم : 


{أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى}


وقال تعالى في سورة الصافات : 


{أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ} 


من الأصنام الواردة هى :


{ ود - سواع - يغوث - يعوق - نسرا - اللات - العزى - مناة - بعل } 


جاء في كتاب الإتقان للسيوطي :


وفيه من أسماء الأصنام التي كانت أسماء لأناس في القرآن الكريم :


ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر :


 وهي أصنام قوم نوح .


اللات والعزى ومناة : 


وهي أصنام قريش‏ .


الرجز فيمن قرأه بضم الراء .


ذكره الأخفش في كتاب الواحد والجمع أنه اسم صنم‏ .


الجبت والطاغوت : 


قال ابن جرير‏ : 


ذهب بعضهم إلى أنهما صنمان كان المشركون يعبدونهما‏ .


بعل : 


وهو صنم قوم إلياس‏ .


عنِ ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما :


صارَتِ الأوثانُ التي كانتْ في قومِ نوحٍ في العربِ بعدُ .


أما وُدٌ : كانتْ لكلبٍ بدَومَةِ الجندَلِ .


وأما سُواعٌ : كانتْ لهُذَيلٍ .


وأما يَغوثُ : فكانتْ لمُرادٍ ، ثم لبني غُطَيفٍ بالجَوفِ عِندَ سبَأ .


وأما يَعوقُ : فكانتْ لهَمدانَ .


وأما نَسرٌ : فكانتْ لحِميَرَ، لآلِ ذي الكُلاعِ ، أسماءَ رجالٍ صالحينَ من قومِ نوحٍ ، فلما هلَكوا أوحى الشيطانُ إلى قومِهم : 


أنِ انصِبوا إلى مجالِسِهمُ التي كانوا يَجلِسونَ أنصابًا وسمُّوها بأسمائِهم ، ففَعلوا ، فلم تُعبَدْ ، حتى إذا هلَك أولئك ، وتنَسَّخَ العلمُ عُبِدَتْ . 


رواه البخاري 


وأخرج البخاري عن ابن عباس قال‏ : 


كان اللات رجلا يلت سويق الحاج‏ .


انتهى كلام السيوطي .


وقيل غيرها مثل :


العجل : صنم السامريّ .


الأنصاب : شيء يُنصب ، ويذبح عليه المشركون ويتقربون لأصنامهم بالذبائح .


لقوله تعالى : 


{وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ}

 

سورة المائدة




 

من سمع ذكر النبي وهو في الصلاة هل يصلي عليه؟ | بقلم دكتورة روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


من سمع ذكر النبي وهو في الصلاة هل يصلي عليه؟ | بقلم دكتورة روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة



#سؤال_وجواب

#من_سمع_ذكر_النبي_وهو_في_الصلاة_هل_يصلي_عليه .

#السؤال : قد يكون المسلم في الصلاة ويسمع ذكر النبي صل الله عليه وسلم على لسان من حوله إما من خلال القرآن الكريم أو غيره ، فهل يشرع للمصلي عند سماع اسم النبي صل الله عليه وسلم أن يصلي عليه وهو داخل الصلاة أم لا ؟بمعنى هل الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم في الصلاة عند سماع ذكره خارج الصلاة تعد من الكلام الذي ليس من جنس الصلاة وتبطل به الصلاة شأنها شأن من يتكلم في صلاته عمدا ويرد على من حوله؟ 

#الإجابة : أولا : الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد لربه ، ومن صل عليه صلاة صل الله بها عليه عشرا ، كما أنها مكفرة للذنوب ، ومفرجة للكروب .

ثانيا : ذهب الشافعية إلى أنه يُندب للمصلى عند سماع ذكر النبي صل الله عليه وسلم أو قراءة آية فيها ذكر النبي صل الله عليه وسلم أن يصلي عليه ؛ لعموم قول الحق سبحانه وتعالى :(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) الأحزاب، وقول المصطفى صل الله عليه وسلم : " البخيل من ذُكرت عنده ولم يصل عليً" ، الترمذي بإسناد حسن صحيح، وهذه الأدلة تشمل الصلاة عليه في جميع الأحوال والأوقات داخل الصلاة وخارجها، وأجازها المالكية، لأن إجابته صلى الله عليه وسلم والتلبية له والصلاة عليه من الأذكار التي لاتتنافي مع الصلاة ، ولكن يقولها المصلي سراُ ؛ ولا يُكثر منها حتى لا ينشغل عن صلاته  .


اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين في الأولين والآخرين والملأ الأعلى إلى يوم الدين .

والله تعالى أعلى وأعلم.




 تيسير أحكام المرأة في الحج | بقلم دكتورة روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


تيسير أحكام المرأة في الحج | بقلم دكتورة روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة


(الجزء الثاني ) 

40- إذا ارتكبت المرأة محظور من محظورات الإحرام كأن تكون لبست النقاب أو القفازين أو أزالت شعر أو ظفر ، وجب عليها واحد من ثلاث : صيام ثلاثة أيام ، أو ذبح شاه ، أو إطعام ستة مساكين .

41- يجب على المحرمة أن تتجنب العلاقة الزوجية ومقدماتها ، بل كل مايؤدي إلى تحريك الغريزة ، فإذا جامعها زوجها قبل التحلل الأول فسد حجها عند الجمهور وعليها ذبح بقرة أو جمل ، سواء كان الجماع قبل عرفات أو بعده ، وعند الحنفية يصح حجها وعليها ذبح بقرة أو جمل إن كان الجماع بعد الوقوف بعرفات الله ؛ لأنه الركن الأعظم في الحج ، وإن فعلته جاهلة أو ناسية أو مكرهة فلا يفسد حجها وليس عليها دم  كما ذهب الشافعية . 

42- أما لو حدثت العلاقة الزوجية بعد التحلل الأول صح حجها وعليها ذبح شاه .

43- أما خروج المذي بسبب تحرك الشهوة بسبب مقدمات الجماع فهو غير مفسد للحج ، وعليها ذبح شاه .

44- أما الاحتلام فغير مفسد للحج بالاتفاق كما لا يفسد به الصيام .

45- وإذا كان شعرها يتساقط فيحرم عليها تمشيطه وهي محرمه ، وإن كانت ليس بها هذا العذر فالمستحب عدم تمشيطه ، وإن فعلت ووجدت شعر متساقط لا تدري أسقط من نفسه أم بسبب التمشيط فلا فدية عليها ؛ لأن الفدية لا تجب بالشك والاحتمال .

46- يكون التحلل الأول بعد رمي جمرة العقبة يوم النحر لكن يستحب أن تفعل معه غيره كطواف الإفاضة والسعي ، والتقصير ، وبإمكانها هنا أن تلبس النقاب والقفازين ، وتقص الأظافر وغير ذلك من محظورات الإحرام ماعدا الجماع " العلاقة الزوجية " .

47- يستحب لها ترتيب أعمال الحج كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فترمي جمرة العقبة ، ثم تنحر ، تقصر ، ثم تطوف ، ثم تسعى .  

48- ويحصل التحلل الأكبر الذي به تحل العلاقة الزوجية على الراجح باستكمال أعمال ثلاثة رمي جمرة العقبة ، والحلق والتقصير ، وطواف الإفاضة على ماذهب إليه الشافعية. 

49- إذا نوت المرأة التمتع بالعمرة إلى الحج ، وأحرمت بالعمرة وكانت حائضا ، واستمر عليها الحيض حتى وقت خروج الناس للحج ، فيجب عليها أن تردف الحج على العمرة أي تحول نية التمتع إلى قران ، وبذلك يحصل لها حج وعمرة معا وعليها هدي مثل هدي التمتع .

50- يجوز للمرأة المحرمة أن تتناول دواء يؤخر نزول الحيض عليها حتى تنتهي من حجها ، يشرط أن تأمن الضرر على بدنها .

51- يسقط عن الحائض طواف القدوم وطواف الوداع ، لكن لا يسقط طواف الإفاضة لأنه ركن من أركان الحج . 

52- المستحب للمرأة المريضة أن تحرم وتشترط بأن تقول لبيك الله بالحج ، اللهم محلي حيث حبستني " فمتى حبست عن الحج تحللت من إحرامها وليس عليها شيء ، لا فدية ولا هدي ولا قضاء ولا غيره وهذا مذهب الشافعية والحنابلة ، لأنها إذا شرطت شرطا كان إحرامها الذي فعلته إلى حين وجود الشرط ، فصارت بمنزلة من أكملت أفعال الحج . 

53- يستحب للمرأة أن تكثر من النوافل داخل الحرم من الصلاة والطواف ، وتعتكف قدر بقائها فيه .

54- لا حرج على المحرمة بحل ضفائها للغسل ، لكن لا تتعمد قطع الشعر ، ولا بأس بالحناء .

55- لا يضر الكحل بعد الإحرام ولكن تركها للكحل والحناء أفضل لأن الحاج الأشعث الأغبر ، وهي في حالة تقشف وإقبال على العبادة .

56- يجوز للمحرمة أن تغسل بدنها وشعر رأسها وتستعمل الشامبو ومزيل الرائحة  الخالي من رائحة الطيب ، ويجوز لها لبس الاكسسوارات والساعة والنظارة وضع الكريمات المرطبة للبشرة وزبدة الكاكاو ، ويجوز لها وضع الحناء على يديها ورجليها وشعرها ، ووضع الكحل ، وتجنب كل ذلك مستحب .

57- يجوز للمحرمة المتمتعة الحائض تقديم السعي على الطواف ، وإن كان الأولى أن يسبق السعي طواف .

58- لا تأكل المحرمة من الهدي إذا كان واجب عليها بفعل محظور أو ترك واجب ، أما إن كان أضحية أو هدي تطوع فلا حرج من الأكل منه أو كان هدي واجب مثل هدي التمتع والقران فيجوز الأكل منهما .

59- لو فسدت عمرتها في حج التمتع ، استمر المضي فيها ، ووجب عليها قضائها والإحرام لها من مكان إحرامها الأول ( الميقات ) وذبح شاة لفقراء الحرم ، وتحرم بالحج فلا يفسد الحجة بفساد العمرة ، والأصل قضائها قبل دخول أعمال الحج وإلا بعده إذا ضاق الوقت ، ولا يسقط عنها دم التمتع على الراجح .

60- المحرمة إذا جامعها زوجها مكرهة لم يفسد حجها عند الشافعية ، وإن كانت طائعة وجب على كل منهما إتمام الفريضة وقضائها من العام التالي ، وأن يذبح كل واحد منهما بدنه  ( بقرة ، أو جمل ، أو سبع شياه ) .

61- أما الاستمناء فيحرم على المحرم والحلال ، وإن فعلته محرمه لم يفسد حجها ولكن عليها ( ذبح شاة ) . 

62- يُكره خطبة المحرمة ويحرم العقد عليها ، أما مراجعة المحرمة فلا تحرم لأنها استدامة نكاح .. 

63- لا يشترط أن تذبح الهدي بنفسها ، بل يجوز لها أن توكل من يذبح عنها ، أو تشتري صك الهدي .


64- إذا أرادت مفارقة الحرم والعودة إلى وطنها ، يلزمها طواف الوداع إذا كانت طاهرة . 

65- بعد أن تنتهي المرأة من أعمال الحج يستحب لها أن تزور مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتصلي ركعتين تحية المسجد ويستحب صلاتهما في الروضة 


66- آداب زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم 

67- زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهم القربات وأنجح المساعي .

68- فإذا انصرفت المرأة من مكة استحب لها استحبابا متأكدا أن تتوجه إلى المدينة لزيارته صلى الله عليه وسلم .

69- تنوي بالزيارة التقرب وشد الرحل إلى مسجده صل الله عليه وسلم والصلاة فيه 

70- ثم تُكثر من الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم في طريقها إلى المدينة المنورة.

71- فإذا وقع بصرها على أشجار المدينة وحرمها وما يعرف بها زاد ت من الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم وسألت الله تعالى أن ينفعها بهذه الزيارة وأن يقبلها منها ، وأن تدركها بركتها .

72- ويستحب لها أن تغتسل قبل دخولها وتلبس أنظف ثيابه ، وتستحضر في قلبها شرف المدينة ، وأنها أفضل الأرض بعد مكة عند بعض العلماء ، وعند بعضهم أفضلها مطلقا ، وأن الذي شرفت به المدينة المنورة هو صلى الله عليه وسلم خير الخلائق .

73- وليكن من أول قدومها إلى أن ترجع مستشعرة  لتعظيمه ممتلئة القلب من هيبته كأنها يراه .

74- فإذا وصلت  باب مسجده فلتقل الذكر المستحب في دخول كل مسجد."  اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ " وعند خروجها تقل اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ".

75- ولتقدم رجلها اليمنى في الدخول واليسرى في الخروج، فإذا دخلت فلتقصد الروضة وهي ما بين القبر والمنبر، فتصلي ركعتين تحية المسجد .

76- ثم تأتي القبر الكريم وتقول: "السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا نبي الله، السلام عليك يا حبيب الله، أشهد أنك رسول الله حقاً، بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وكشفت الغمة، وجلوت الظلمة، ونطقت بالحكمة، وجاهدت في سبيل الله حق جهاده، جزاك الله عنا أفضل الجزاء". ثم تسلم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه قائلة: "السلام عليك يا أبا بكر يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، جزاك الله عن أمة محمد خيراً". ثم تسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلة مثل ما سبق لأبي بكر رضي الله عنه، ثم ترجع إلى موقفها الأول قبالة وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتقرأ سورة يس وتقرأ عند قدميه: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } التوبة 128 ، ثم تتوسل به صلى الله عليه وسلم إلى ربه . 

77- ويستحب لها مدة إقامتها بالمدينة أن تصلي الصلوات كلها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

78-   ويستحب أن تخرج كل يوم إلى البقيع، وخاصة الجمعة، وتقول: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لنا ولهم ". 

79- ويستحب لها أن تزور قبور الشهداء بأحد، وأفضله يوم الخميس، وتبدأ بحمزة رضي الله عنه.

80- ويستحب استحباباً مؤكداً أن تأتي مسجد قباء، وفي يوم السبت آكد، لفعله صلى الله عليه وسلم .

81- ويستحب أن تزور المشاهد التي بالمدينة، وهي نحو ثلاثين موضعاً، يعرفها أهل المدينة، فتقصد ما قدرت عليه منها. وكذلك تأتي الآبار التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ منها أو يغتسل، وهي سبعة آبار فتشرب منها وتتوضأ، وينبغي لها مدة إقامتها في المدينة أن تلاحظ بقلبه جلالتها، وأنها البلدة التي اختارها الله تعالى لتنزيل وحيه، ولهجرة نبيه صلى الله عليه وسلم ومدفنه، وتستحضر تردده فيها ومشيه في بقاعها، وتردد جبريل عليه السلام، عليه. 

82- ويستحب أن تصوم بالمدينة ماشاءت .

83- فإذا أرادت  السفر ودعت المسجد بركعتين، وأتت القبر الشريف، وألقت السلام عليه . اللهم  صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين في كل وقت وحين ، وفي العالمين إلى يوم الدين . والله تعالى أعلى وأعلم .