Articles by "قصص"
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص. إظهار كافة الرسائل

 

احك يا شكيب : " عاصفة تنسف الاستقرار " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : " عاصفة تنسف الاستقرار " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب : " عاصفة تنسف الاستقرار " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير 

 


المغاربة مثلهم كباقي الشعوب يتفاعلون مع الأحداث عامة و مع الاحداث ذات الطابع الاجتماعي بشكل فكاهي و بسخرية خاصة ، و من القضايا التي أثارت جدلا و جدلا كبيرا منذ بداية القرن الواحد و العشرون أي قبل خامس فبراير من عام ألفين و أربعة  ، حديث عن مدونة الأسرة ، حديث ظاهره انتصار للمرأة ضد الرجل ، حديث عن طلاق مكلف للرجل كان ظالما أو مظلوما ، الطلاق معناه نصف ممتلكات الزوج تنتقل للزوجة غصبا ، في ظل مجتمع  نسبة كبيرة من أفراده تعيش هشاشة جاءت عبر تقارير رسمية ، و عزوف عن الزواج بسبب أوضاع مزرية و أزمات منها ما هو عالمي أثر على ما هو وطني " جائحة كورونا " كمثال 

هذا الجدال و الصراع المفتعل جعل أهل النكتة يختلقون حكايا من نسج الخيال أسوق لكم اثنين منهما : 

" دخل  زوج لبيت الزوجية مساء  بعد ان صعد للطابق الرابع  حيث يقطن ، ففتحت له زوجته الباب مبتسمة على غير عادتها  ، مما أثار انتباه  و غرابة الزوج  فسألها مندهشا يا فاطمة ما سبب فرحتك اليوم فأنت على غير عادتك ؟  فأخبرته باستهزاء يا زوجي الغالي ألم تصلك أخبار المدونة الجديدة ؟ أجابها الزوج : أخبريني يا عزيزتي : قالت له باعتزاز و افتخار : إذا فكرت يوما في الطلاق فنصف  شقتنا و نصف راتبك سيصبح من نصيبي ، قال جميل جدا ، و لكنك تجهلين أن الثمن 1/8سيكون هو كل ما ستأخذين ؟ قالت كيف وضح كلامك حتى افهم جيدا ؟ قال إذا مت أنا و تركتك أنت و الأولاد ووالدي فما هو نصيبك في الإرث ؟ قالت هذا معلوم ، الثمن  ، فقال لها : هذا ما ستنالين و لن يكون  لك أكثر من ذلك ، فقالت : أي نعم ، و لم يمهلها طويلا  و للتو اتجه نحو  نافذة غرفة النوم و قال لها مستهزأ حقك هو الثمن و ليس النصف يا مغفلة و رمى بنفسه للشارع " 

"  اتصل صديق بصديقه و طلب مقابلته  في مقهى يلتقيان فيه نهاية كل أسبوع على وجه السرعة لأمر عظيم و مهم ،   فحضر الصديق في الموعد الذي حدداه سلفا ، و شرعا في تناول الموضوع موضوع الساعة و هو ان تعديل المدونة سيحدث  اضطراباً و   خاصة تلك المادة المشؤومة التي تعطي للمفارقة نصف الراتب و الممتلكات و أن زوجته لما علمت بهذا،  تغير حالها فأصبحت تهينه في كل لحظة  و حين مما سبب له أرقاً  ، فقال  لصديقه : يا صديقي علاقتي بزوجتي ازدادت سوءا عما كان من قبل و قرار الطلاق كنا اتفقنا عليه ، و لكن مع سماعها للمستجد تغير حالها و أصبحت تضغط علي بشكل مستفز و فكرت في أمر و حيلة بها سأجعلها لا تأخذ درهما واحدا ، فقال له صديقه كيف؟ وضح يا صديقي فإني لم أفهم ما ذا تقصد بكلامك ؟ فأجابه لقد فكرت في الأمر جيدا و قررت أن أضع حدا لحياتي ، هنا تدخل صديقه : يا صديقي إن ما تفكر فيه يعتبر فعلا حراما و ما دخل زوجتك في هذا ؟ قال له أعددت خطة محكمة ستجعلها تحرم من الميراث نهائيا و سيكون مصيرها الإعدام أو السجن مدى الحياة ، و سأحكي لك الخطة ، هنا ازداد فضول الصديق فقال لصديقه أخبرني عن تفاصيل ما فكرت فيه ؟ هنا بدأ الصديق في الحديث عن خطته قائلا : سأطلب من زوجتي شراء سم قاتل من عند العطار الذي  له محل بجوار بيتنا  بعلة وجود فأر كبير الجحم  ببيتنا وجب التخلص منه ، و بعد إحضاره سأضعه في  كوب عصير ليمون و قبل ذلك  سأترك ورقة مكتوب عليها  ، إنني أشعر بخطر داهم يهدد حياتي  فإن وقع لي أي مكروه فإن زوجتي هي السبب لكونها كانت تهددني في كل شجار أو خصام يحصل  بيننا ستقتلني و أنا عزمت على وضع حد لحياتي و بهذا الفعل ستحرم هي من الارث و القاتل لا يرث و القاتل يعدم و أكون بفعلي هذا أفشلت خطتها " ، لكن الصديق لم يرقه هذا الكلام و هذا المخطط الجهنمي و حاول الاتصال بزوجة صديقه ناصحا إياها  بأن تغير معاملتها مع زوجها  بأن لا تتحدث عن مدونة سربت مضامين بعض موادها   و ليست هي الحقيقة و أن الأسرة  و بيت الزوجية أسمى من أن يصبح حلبة صراع و استقواء وإنما العلاقة الزوجية أساس استقرارها هو الحب الصادق الذي يبنى على المودة و الرحمة و التعاون و التضامن و  الصبر و المصابرة . 

هنا تكون حكايتنا قد انتهت و هي رسالة موجهة لمن يهمهم الأمر قصد  إنصاف الرجل و المرأة و الأطفال و إشاعة روح المحبة و التسامح عبر قانون منصف و إعلام موجه و رفع الهشاشة بعدالة اجتماعية و حرية  و كرامة إنسانية 

ذ شكيب مصبير



 

قهوة بالمطر  | بقلم الكاتب الجزائري عبدالعزيز  عميمر


قهوة بالمطر  | بقلم الكاتب الجزائري عبدالعزيز  عميمر
قهوة بالمطر  | بقلم الكاتب الجزائري عبدالعزيز  عميمر



_يختفي ولا يُشعِر أحد بخروجه للشرفة،يريد أن يتنفّس بعمق ويملأ رئتيه،لا شكّ أن تسربات التشاؤم

تهرب وتنبهر بالهواء الجديد مشبّع أكثر بالأكسجين .

المطر خيط من السماء ،مطر غاضب يرمي حباته

على الأسطح بعنف ،لا أدري أهو للتخلص منها،أم يريد 

اعتراف البشر بقوّة الطبيعة وتنبيههم لغفلتهم وتماديهم في ظلمها.


برق يخطف الأبصار ،يفضح كلّ سارق أو خجول،مخيف،ترتعد له الأفئدة بعد الإعجاب والأنبهار

بقوّة الإضاءة ،يتابع كل ذلك بشغف يحبّ المطر خلق معه منذ صغره وهو يراقب ويسامر الوديان،والسواقي

ويغطس في الماء ينط مع الضفادع،وفرحته تنطٌ وقهقهته تعلو فتمزّق الصمت ويلتفت الكبار،ويبتسمون

له،ويتابعون عبثه ،عبث صبيان،جميل وصادق ونيّته

صافية، صفاء قلبه الصغير والمغامر .


_مازالت الأمطار والرعود قابضة ومهيمنة على الفضاء،الرعود تخيف الظالمين وتنزل أبصارهم للأرض،وتمرّغ أنوفهم ويبقى كبرياؤهم مذلولا حقيرا،قوّة الخالق تذكّرهم وتتوعد كبار الأنوف 

يرتعدون ،ربما تأخذهم فجأة ولم يرتبوا حقائبهم ،ولم يزوروا بنوكهم لمعرفة الرصيد الجديد الذي يتضخم ويمتصّ عرق المقهورين .


_مازال يمتّع نفسه ،وقد جاء بفنجان قهوة،قطرات الأمطار تسقط،وقطرات القهوة تسقط وتنعش الفكر،آه صفاء كليّ ،القهوة والمطر متعاونان،الأولى تكنس ادران الفكر وترمي تشاؤمه،والثانية تكنس فضلات البشر المتحضّرين،الذين الذين يرمون كلّ شيء ثمّ

يشكون تقلّب الطقس وحرارته .


القهوة تسري في خلايا المخ فتنعشها وتبلغ ذروة الفطنة ،وتتغلغل بين أنسجة المخّ ،فتتولّد شرارة العبقرية ،ويظهر القلم يحرث ارض البور فتعطي الخير.

وكذلك الأمطار تبتلعها الأرض العطشانة،المتشقّقة شوقا للماء،فتنتفخ البذور وتحمل بالأجنة وتخرج البراعم،وتتزيّن الطبيعة بحلّتها وتصبح عروسة مزيّنة

تنتظر ليلة زفافها،لتسافر لقضاء شهر العسل.

القهوة والمطر متشابهان متكاملان ،إنّه ذكي وجد هذه

المعادلة( قهوة ومطر) ومنفعتهما مشتركة وهو يحبّهما معا،والجميل،والأجمل،عندما زاد ،وأردف سيحارة،إنّه سيّد في الكون،ضمّ كلّ السعادة ،احتوته ،وسيطر كذلك هو عليها،نشوة لا تعادلها نشوة،قلبه يرقص بين

ضلوعه تيها وابتهاجا، ينزل الإلهام ويمسك القلم وتفرح

الورقة البيضاء عندما يدغدغها القلم ،فتترك. القلم يرقص وتتمايل معه والحبر يقذف ويقذف والقلم يخربش،والفكر يعتصر،إنّها فكرة القهوة  بالمطر.


الكاتب الجزائري عبدالعزيز  عميمر




 احك يا شكيب : " إني أرى بعينها و هي تراني بقلبها و عقلها" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : " إني أرى بعينها و هي تراني بقلبها و عقلها" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب : " إني أرى بعينها و هي تراني بقلبها و عقلها" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


شابتان التقيتا على غير ميعاد ، كل واحدة منهما تقطن بمدينة تبعد عن الأخرى بكيلومترات ، القاسم المشترك بينهما هو الدراسة في الجامعة ، و تشاء الأقدار أن تلتقيا في مدرج الجامعة ، و من حسن الحظ أنهما جلستا جنبا إلى جنب في  مقدمة الصفوف ، و دار بينهما سلام و حديث حول صعوبة الدخول الجامعي و صعوبة الحصول على السكن و مشقة التنقل في مدينة اقتصادية عدد سكانها كبير ، تبدأ حركة السير فيها مبكرا بل لا تكاد تنقطع ليل نهار ، تخف وطأتها ليلا و لا تنعدم ، مع كثرة المتنقلين الشيء الذي يتطلب صبرا ، و في لحظة من اللحظات ناولت شيماء صديقتها خديجة ورقة و قلما فاكتشفت على الفور أن صديقتها الجديدة من ذوي الاحتياجات الخاصة "كفيفة "، و تداركت الأمر بأن وضعت الورقة و القلم في يدها ، و استمرتا في تجاذب أطراف الحديث ، و تواعدتا على ان تبرما عقد صداقة بينهما يكون شعارها التعاون و التضامن والوفاء ، 

شيماء وجدت صعوبة في الحصول على سكن بالحي الجامعي ، مما جعلها تعاني مشقة التنقل يوميا لحضور الدروس ، بل كم من مرة كانت تأتي متأخرة بسبب تأخر الحافلة التي تقلها للجامعة، فاقترحت عليها صديقتها خديجة المكوث معها في بيت والديها و هي فرصة تستطيع معها ربح الوقت و مراجعة دروسها مساء و ترتاح من مشقة التنقل ، و كذلك مساعدة صديقتها خديجة في مهمتها التي تبدو صعبة لوجود عائق و هو فقدان البصر ، فمنذ أن قطنتا معا بدأت علاقتهما تتوطد بل أصبحتا شخصا واحدا بسبب وجودهما في كل مكان معا ، فرحتا معا أسرة شيماء و أسرة  خديجة بهذه الصداقة التي جمعت بين بنتيهما ، و بسبب هذه العلاقة ظهر تفوقهما من خلال مشاركتهما في النقاشات التي كانت تفتح في قاعات و مدرجات  الجامعة ، و كانتا معا ترتادان مكتبة الجامعة مما سهل عليهما التفوق و ربح الوقت ، و مضت السنوات اتباعاً  ، و هما على ذلك الحال ، و كم كان صعبا  فراقهما في فترة العطل ، فكانت سلوتهما هي مكالمات مطولة ليل نهار ، مما كان يخفف عنهما ألم البعاد ، علاقتهما كان ملؤها الحب الصادق و البذل في العطاء  بدون حساب ، فلم يكن يتخلل  هذه العلاقة لا  حساب و لا عتاب، و تشاء الأقدار أن تحصلا معا على شهادة الدكتوراه بامتياز في تخصصيهما ، و كانت هذه العلاقة الفريدة  حديث كل الطلبة بل مثالا قل نظيره ، فشيماء كانت  تخبر معارفها و صديقاتها و كل من تعرف  بأن خديجة هي  توأم روحها ، كما كانت تحب ان تناديها بهذا اللقب  بل كانت بمثابة أختها  التي لم تلدها أمها ، منحتها العطف و الحنان الأخوي و الأمن و الاستقرار  و فرصة التفوق عندما احتضنتها و فتحت لها بيتها و شاركتها غرفتها و منحتها مفاتيح البيت تأتي متى شاءت و تلج الدار دون إذن بل إذنها معها منذ ان وطأت قدميها ذلك البيت ، و كذلك  كانت خير موجه و مرشد لها عندما تضيق بها الارض … و نفس الخطاب كانت تقوله خديجة لمعارفها و صديقاتها و كل من تعرف بأن شيماء هي توأم روحها ، وجدت فيها خصالا يصعب تعدادها بحيث كانت عينيها  التي  طلت بهما على  العالم بكل تلاوينه ، عالم المعرفة بحيث كانت شيماء  لا يرتاح لها بال حتى تتم خديجة ما تشتغل عليه من بحوث ، و قراءة ما تطلبه  منها دون كلل و لا ملل ، و كانت تصحبها للمعارض و المنتزهات و حضور المناقشات التي يعلن عنها في الجامعة…  و هي تعدد خصال صديقتها شيماء  لم تتمالك نفسها حتى بكت و بحرقة  و بدموع مسترسلة لسبب ليس بالبسيط   و هو أن العمل  بعد التخرج باعد بينهما المسافات و كذلك الزواج حيث تزوجتا معا في وقت متقارب …" 

و كانتا ترددان نفس المقولات لشدة التصاقهما الواحدة بالأخرى لسنوات ليست باليسيرة "هو قدرنا الجميل  و الله قادر على جمعنا في قريب الآجال كما جمعنا في البداية من غير ميعاد ، قادر على أن يجمعنا ثانية " 

ذ شكيب مصبير



 

احك  يا شكيب " السجن الكبير " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك  يا شكيب " السجن الكبير " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير

 


السجن الكبير هو سجن نسجن فيه أنفسنا حسب ظرف كل واحد منا ، في حين ان السجن هو مكان محاط بسور كبير فوقه أشواك تمنع عملية التسلل أو الفرار ، سجن محاط بحراس غلاظ شداد يحملون أسلحة  و عددهم كبير ، بداخله غرف مظلمة و أبواب متعددة و  ساحة للتنزه و قاعات للترفيه و ورشات لتعلم الحرف و مدير و موظفون و أعوان و كلاب  حراسة ، كل من هذا تعرفونه أو سمعتم به ، و لكن السجن الحقيقي الكبير الذي أقصده هو سجن من نوع خاص له حراس خاصون غير مرئيين و الخروج منه يتطلب مهارات ممكن أن تكون ذاتية و ممكن أن تكون بمساعدة الغير ، كيف أفسر لكم هذا ؟ الإجابة عن هذا السؤال أو الإشكال يتطلب مني أن أحكي لكم بعض الحكايات و بعدها لكم الحكم أو لكم ان تضعوا أنفسكم في أي سجن أنتم قابعون ؟ 

وكيف يمكنكم الخروج منه؟

" شاب أحب شابة و  تقدم لخطبتها و بعد ذلك حدد موعدا للزواج و تزوجا بعد أن أقاما حفل زفاف كلف الزوج طلب قرض مالي يؤديه على أقساط  شهرية ، إلى حد الان الأمور تبدو طبيعية ، و لكن الذي ليس طبيعي أن الزوجة منذ بداية العلاقة  بينهما  و هي تشترط شروطا  منها السكن المستقل ، و زيارة أهله تكون وفق برنامج محدد و ليس وقتما شاءوا ، و قطع العلاقة مع أصدقائه ، و المقهى ممنوع  الجلوس فيه ، و السفر مع الأصدقاء ممنوع ، و السفر المشترك مع الأهل ممنوع ، و الراتب هي من  تتكلف بتدبيره ، و لا حق له فيه  إلا ما ستجود به عليه ، مضت شهور على كل ما وافق عليه في الأخير قرر الطلاق و كانت   كلفته غالية  "

"شابة نشأت في بيت   الكلمة الاولى و الأخيرة فيه للأب ، يبدو الأمر طبيعيا و مقبولا ، و لكن الغير الطبيعي و هو أن اختياراتها منذ و أن كانت طفلة لا قيمة لها معه ، سواء تعلق الأمر بالدراسة  في اختيار الشعبة التي ترغب فيها  ، أو في  الزوجة الذي وجب أن تقبله و الذي لن يكون من تحبه و له باءة ، بل من سيختاره الوالد ، إلى ان انتفضت يوما و بكل أدب و  رفضت  الزواج من ابن صديق لوالدها و كانوا في جمع من الأسرتين و اخبرت والدها بكل الألم الذي حملته سنين ذوات العدد و أنها الان ترفض هذا الزواج و أن شابا يشتغل معها و له أخلاق عالية هو من سيكون زوجها ، فأراد الأب  أن يتدخل كعادته لفرض إرادته و لكن الشاب الذي جاء خاطبا تدخل هو الاخر و بأدب جم و عاتب الوالد و كان للبنت ما طلبت " 

" زوجة عاشت مع زوجها و أنجبا أبناء و حفدة ، و لم تكن في يوم من الايام سعيدة بزواجها ، زوج لا يهتم بسوى بنفسه و طلباته ، حياتها معه لا مودة و لا رحمة و لا كلمة طيبة ، كلما فاتحت والديها كان جوابهما : اصبري و هذا قدرك و  ماذا سيقول الناس عنا و ماذا سيقول  الناس عنك ، أتدرين  ما معنى ان تكوني مطلقة ؟ معناه لا يمكنك الخروج من البيت بل ستبقين حبيسه إلى حين وفاتك أو ان يتقدم لك زوج ، و كيف سيتقدم لك زوج و لك اولاد ، و بقيت على ذلك الحال و بعد ان تجاوزت من العمر الستين طلبت الطلاق  و حصلت عليه "

" شاب حالم كان ، حصل على الاجازة و  تقدم لمباريات عديدة  قصد الحصول على وظيفة    و لم يفلح في ذلك ، و أشار عليه صديق  بالالتحاق بجمعية المعطلين لحاملي ال شهادات و بقي على حاله منتظرا لسنوات حتى التقى بزميل له في الدراسة هو و زوجته وولدين ، فسأله صديقه عن أحواله و ماذا فعل فكان جوابه صادما بأنه لازال ينتظر ما ستسفر  عنه حوارات الجمعية ؟ لكن صديقه وبخه بعد ان اشفق من حاله و عرض عليه حلولا ناجعة فطبق واحدا منها و بعدها كون أسرة و مضى بعيدا في عمله الحر "

" شاب عاطل قدر عليه ان يلح السجن عن طريق الخطأ و كان يعيش قبل سجنه حالة من اليأس و الإحباط ، و بعد سجنه اختار حرفة هناك و أتقنها و بعد خروجه من السجن مارسها بحب و نجح فيها  " 

ذ شكيب مصبير




 احك يا شكيب :"الكاتب الروائي المزيف" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب :"الكاتب الروائي المزيف" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


شاب اوروبي في مقتبل العمر لم يتجاوز عمره الثلاثين متزوج من شابة في مثل سنه يقطنان في حي  شعبي  به فقراء ،  يمتهن الكتابة له روايتان  فاقترحت عليه زوجته عرضهما على ناشر معروف ، فبعد اطلاعه عليهما لم يقتنع بمحتواهما فاعتذر له بأدب ، و لما عاد للبيت سألته زوجته ماذا كان جواب  الناشر ؟ فأجابها بأنه رفض الطلب  لأن الروايتان ينقصهما الكثير و ليست من المحتويات التي يطلبها القارئ ، فبقي مكتئباً لا يبرح بيته و يفكر فيما يمكنه فعله لأداء واجب الكراء و الإنفاق على زوجته ، و لكن زوجته لم تيأس و كانت تطلب منه إعادة المحاولة مع ناشرين اخرين و البحث عن عمل مؤقت فتفرج مع الايام ، و لكن خيبته  استمرّت لشهور ، و ذات يوم خرجت زوجته لسوق أسبوعي لشراء بعض ما يلزمها للبيت فسقطت عيناها على محفظة  جلدية لونها أسود و لكن يبدو أنها كانت في غرفة مهملة فتغير لونها و أصابتها ندوب و خربشات أفقدتها لمعانها ، و رغم ذلك اشترتها  لأن زوجها كان يحمل روايتيه في ملف عادي   ، و لما عاد زوجها للبيت في المساء استقبلته  بابتسامتها المعهودة و احتضنته كما تفعل كلما عاد للبيت و تحدثا طويلا عن مشواره طيلة اليوم فكان جوابه كالمعتاد لازال الحال كما كان من قبل ، و لإدخال الفرحة عليه و تخفيفا من آلامه و خيبته التي لم تزل ، أخبرته بهدية عبارة عن محفظة جلدية جلبتها له ففرح بها رغم أنها ليست جديدة   ، فقبل أن يخلد للنوم عاد ليتصفح روايتيه يقلب أوراقهما لعله يعدل ما ينبغي تعديله ، و لما شعر بالعياء أخذ المحفظة ليضعهما  بداخلها فلفت  انتباهه وجود ملف فيه أوراقا  ففتحه فإذا به يجد رواية عبارة عن سيرة ذاتية ،  فعوض أن يلتحق بغرفة نومه بقي ساهرا إلى غاية  أن أتم قراءتها مع بداية النهار الموالي، و في الصباح خرج   كعادته حاملا معه محفظته و ذهب إلى حديقة و جلس فوق كرسي و أعاد إخراج الرواية و بدأ يتصفحها من جديد  و يفكر ما عساه أن يفعل ؟ و  اهتدى لفكرة و هي أن ينسبها لنفسه ، و لكن هذا يتطلب منه أن يأخذ وقتا ليوهم زوجته بأنه هو من كتبها ، و بالفعل بدأ في تنفيذ خطته ، فأول ما فعل هو أنه أخبر زوجته بمشروعه الجديد ، ففرحت و رحبت بالفكرة و عملت كل ما في وسعها لتهيئ له ظروف الاشتغال،  فكانت تعد له الطعام و القهوة و تتركه في غرفته أمام آلته للكتابة فكانت تسمع طقطقاتها و هي فرحة ومبتهجة بالإلهام الذي حل علىه ، و بعد أيام أخبرها بأنه أنهى كتابة روايته ، فعرضها عليها و لما أتمت قراءتها شجعته للذهاب في اليوم الموالي باكرا ليعرضها على الناشر ، و في الصباح و بعد تناول وجبة فطوره الذي اعدته له ودعته داعية له بالتوفيق ،  و ظنها هذه المرة فيه لن يخيب ، و لما التقى بالناشر سلم له الرواية فطلب منه الناشر الحضور بعد أسبوع ، و لكن الناشر لم ينتظر كل ذلك الوقت بل اتصل به بعد يوم و أخبره بأن يحضر لمكتبه على وجه السرعة ، فاستقبله استقبالا غير معهود مرحبا به و أثنى عليه و على المجهود الجبار الذي بذله و على الاسلوب الرائع و الحبكة العالية التي كتب بها روايته و وقعا معا عقدة بموجبها حددا المبلغ الذي سيحصل عليه و طريقة التوزيع ، و  عقد ندوة بخصوص الرواية في أفخم قاعة للعروض بحضور شخصيات نافذة و أدباء و مفكرين و طلبة ، ففرحت زوجته بهذا النجاح و حضرت معه لحفل التوقيع على الرواية و التي واكبها الإعلام المرئي و المسموع و المكتوب ، فأصبح حديث الناس هو روايته المؤثرة ، بل ان الناشر طلب منه روايتيه  قصد نشرهما و لم يعترض على مضمونهما كما فعل من قبل ، فاستغرب الكاتب و كتم كل ذلك في نفسه ، و لكن حصل ما لم يكن في الحسبان  ، و هو ان الكاتب الحقيقي وقعت بين يديه مجلة تحكي عن الرواية التي كتبها من قبل و التي ضاعت منه في ظروف غامضة و عليها صورة للكاتب المزيف ، فقرر الذهاب لملاقاته  عندما علم أنه سيكون ضيفا على برنامج  ليحكي عن مضمون الرواية ، فلما انتهى من البرنامج و هو يمشي أثار انتباهه رجل مسن يتبعه اينما حل  ، فخاطبه يا سيدي هل من خدمة أقدمها لك ؟ فقال له  الرجل العجوز فلنجلس معا   في مقهى قريب لدي مجموعة من الاسئلة أود طرحها عليك فوافق الكاتب المزيف ، فبدأ الرجل العجوز في طرح أسئلة بليدة على الكاتب و لكنه وقف عند أسئلة دقيقة عندما سأله عن سنه فأخبره بأن سنه ثلاثون عاما ، هنا بادره بما لم يكن يتوقع كيف تحدثت في سيرتك عن حدث و أخبره به و سنك لم يتجاوز العامين ، هنا صدم الكاتب المزيف و أصابه خرس ، و لم يمهله العجوز ليحدثه عن تفاصيل الحكاية و عن ضياعها لما حملتها زوجته معها في القطار و تركتها فوق رف من رفوف مقصورة ،   فسأله الكاتب المزيف ، فما العمل  الآن يا سيدي؟ فأجابه الرجل العجوز : ما وقع وقع و كنت نذلا بفعلتك و الآن أتركك لأنك إنسان سارق عديم الأخلاق فاقد  للمروءة و كاتب مزيف و منتحل لصفة ، فأعاد الطلب يا سيدي:  إن طلبت أن أصحح الخطأ فعلت،  و اعتذر أمام الملأ بأنني أخطأت في حقك ، و إن طلبت عائدات الرواية من مال أعطيتك ؟ و لكن الرجل العجوز لم يمهله فانصرف إلى حال سبيله تاركا إياه في حيرته و تعذيب ضمير  ، هنا صاحبنا بقي صامتا واضعا رأسه بين يديه متسائلا مع نفسه ما العمل ؟ فلم يعد مباشرة إلى بيته بل التحق بحانة و شرب حتى التمالة  ، و عاد إلى بيته يتمايل ذات اليمين و ذات الشمال ، فاستقبلته زوجته و هي مندهشة من الحالة التي هو عليها  ، فسألته عن السبب  ؟ فأجابها بلسان متلعثم بأنه كان كاذبا،  و أنه كان سارقا لعمل أدبي ليس له ، فصدمت هي الأخرى من فعلته ، و تركته لينام  ، مخبرة  إياه بما يجب أن يفعله صباحا ، و لكنه رغم انه كان في حالة سكر،   و هو نائم كان عقله منشغل و ضميره يؤنبه ، و في الصباح ذهب عند الناشر ليخبره بالخبر الصاعقة كما اشارت عليه زوجته ، فصدم الناشر بما سمع فاحتار  هو الاخر في الأمر ، و طلب من الكاتب المزيف  أن يختفي  هو و زوجته  و أن يذهبا إلى بلد لا يعرفهما فيه أحد ، و قبل بالفكرة ، و لما عاد لبيته لم يجد زوجته بل وجد ورقة عبارة عن رسالة مفادها أنها هاجرت إلى بلد يستحيل ان يعثر عليها بسبب فعلته الشنعاء و خيانته النكراء ، في تلك اللحظات دخل في بكاء  وضحك هستيري فقد معهما عقله فأصبح مدمن خمر ، و كلما التقى بشخص  من المارة يحكي له الحكاية  إلى وجد يوما أشلاء على سكة قطار 

ذ شكيب مصبير



 

احك يا شكيب : "أريد أن أتزوج و لكن … ؟ | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : "أريد أن أتزوج و لكن … ؟ | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب : "أريد أن أتزوج و لكن … ؟ | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير 

 


إنه الخوف ! الخوف من ماذا ؟ سؤال يطرحه كل واحد أو واحدة ممن سنحكي حكايتهم ، أهو خوف من مستقبل محفوف بالمخاطر ؟ أو خوف من مستقبل غامض ؟ أو خوف من مفاجآت غير منتظرة و غير متوقعة ؟ أم هو مرض أصاب فئة عريضة من المجتمع ؟ أم خوف من قوانين يعتبرها البعض مجحفة ظالمة غير منصفة ؟  و لكن الحقيقة و هي أن القاسم المشترك بينهم جميعا هو الخوف ،   خوف قد يكون مشروعا ، "لكل مبتدئ دهشته" و خوف مبالغ فيه بسبب التأثيرات المحيطة ،  دعوني احكي لكم حكايات بعض من هؤلاء و أنتم من ستكونون حكما فيما سيعرض عليكم . 

" أنا شابة متوسطة الجمال أتممت دراستي العليا  في معهد من المعاهد المعروفة و تخرجت مهندسة دولة، لم يحاول  أي شاب من  أن يتقدم لخطبتي أو مفاتحتي في الموضوع و خاصة أبناء حيي ، و مباشرة بعد حصولي على وظيفة  بدأت الطلبات و الذي صدمني هو أبناء حيي معظمهم أبدوا الرغبة في الزواج مني و منهم من التحق بالوظيفة سنوات خلت ، فقلت مع نفسي هل أنا مرغوبة في شخصي أم في وظيفتي ، الشيء الذي جعلني أؤجل هذا الأمر حتى أعرف حقيقة هذه الطلبات التي انهالت علي بعد حصولي على الوظيفة !!!"

" أنا امرأة أرملة و لا زلت شابة توفي زوجي رحمة الله عليه  بمرض مزمن و حصلت على تقاعد و بعد سنوات قليلة جاءني شاب و فاتحني في أمر الزواج ووجدته شابا مهذبا خلوقا و لا مانع من قبول طلبه و لكن المشكلة  و هي أنه بمجرد زواجي سأحرم من معاش زوجي و هي نفس القصة التي وقعت مع صديقة لي تزوجت بعد وفاة زوجها و انقطع معاشه و بعد  ذلك وقع طلاقها فأصبحت مفلسة ، الشيء الذي جعلني أتردد في قبول الطلب ، علما أن المعاش هو حق لكل أرملة سواء تزوجت أم لم تتزوج لانها اموال اقتطعت وجب ردها "

" حكايتي أنني شاب انشغلت بإتمام دراستي و اشتغلت في وظيفة في القطاع العمومي و بعد سنوات  اشتريت شقة و فكرت في الزواج و لكن مشكلتي أن  واحدا من إخواني تزوج من أجنبية و بعد سنوات من زواجهما و إنجابهما لطفلين استيقظ يوما فلم يجدها و علم من بعد أنها ارتبطت بآخر دون سبب يذكر ، أما أخي الصغير فقد تزوج وأنجب ابناً و هو الاخر طلق زوجته التي كانت تكثر من المشاجرات معه و تلتحق به أمام مكان عمله فتسبه و تشتمه و تخلق له المتاعب ، الشيء الذي جعلني ألغي فكرة الزواج نهائيا " 

" أنا سيدة مطلقة و لي ولدين أبن و بنت  صغيرين في السن  الاول سنه خمسة أعوام و الثانية عمرها تمانية أعوام ، جاءني خطيب يريد الزواج مني فترددت كثيرا لاني علمت بأن  طليقي هدد  بإسقاط حضانة ولدي علما بأنه تزوج بعد الطلاق مباشرة ، ووجدت هذا ليس عدلا علما ان جارا لنا طلق زوجته و تركت له الاولاد و تزوج و لما طلبت اسقاط الحضانة له على الاولاد رفض طلبها  فعدلت عن فكرة الزواج نهائيا " 

" أنا سيدة  مطلقة لي بنت ذات أربع عشر عاما تقدم لي عريس قصد الزواج و وافق على أن تعيش معنا بنتنا و لكن رفضت لسبب ليس بالبسيط كون صديقة لي لها نفس الظروف التي أنا أوجد عليها تزوجت و انتهى  زواجها بطلاق كارثي ، و هو أن زوجها كان يتحرش ببنتها "

" حكايتي أنني تزوجت من زوجي و أنا جد سعيدة بزواجنا أنا موظفة سامية و هو كذلك موظف سامي  كل واحد منا  خرج  من تجربة زواج فاشلة ، و كان في اعتقادي أن زواجنا سيكون ناجحا لما عشناه من تجربة تعلمنا منها الكثير ، و لكن فوجئت به كلما خرجنا لمطعم أو سفر يطلب مني نصف واجبات  تكاليف المطعم و البنزين  فأصبحت أشعر بالقلق من هذه التصرفات علما بأنني قمت بتغيير الفرش و اشتريت مستلزمات بيت  الزوجية و لم أطالبه بدرهم و اشتري كل ما أراه ضروريا و لم أطالبه بأي درهم حتى ملابسي اشتريها أنا من مالي الخاص و لم يحدث ان أهداني و لو هدية بسيطة بالإضافة ان له عادات خاصة به ينعزل في كثير من الأوقات في غرفة و ينشغل بملفات يحضرها معه من عمله و ينشغل بالتلفاز فأجد نفسي وحيدة في النهاية قررت الطلاق فكان لي ذلك " 

" أنا شاب كان حلمي هو الحصول على عمل يجعلني أفتح بيتا و اكون أسرة و لكن مع ما أسمعه من خلال نسب الطلاق و ما أشاهده من مشاكل جعلني أحجم عن الزواج ، كيف أتزوج و صديقي وجد زوجته تطالبه بالتطليق للشقاق لا لسبب سوى أنها  تطلب منه تكاليف فوق طاقته و ان يقطع صلته بوالديه ٠

هي حكايات  القاسم المشترك بين من يحكونها أنهم وضعوا فكرة الزواج في ثلاجة و في رف من رفوف الزمن ربما يتذكرونها بتغير الاحوال و الظروف و القوانين 

ذ شكيب  مصبير




 

احك يا شكيب : " أنا التائه الضائع المشرد " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : " أنا التائه الضائع المشرد " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير

احك يا شكيب : " أنا التائه الضائع المشرد " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير




أنا ظاهرة إنسانية قد أكون ذكرا أو أنثى ، ليس مهما ، المهم هو أنني إنسان مختلف ، أعيش ظروفا خاصة في مجتمع المفروض فيه أن يكون متضامنا متعاونا محتويا للجميع ، لكن العكس هو الذي وجدت فيه ، سواء كنت ذكرا أم أنثى ، قيم نبيلة اختفت  وحلت محلها الأنانية و الحقد و البغض و التحرش و التنمر و الغيبة و النميمة و الحگرة ، حكاياتي كثيرة و متنوعة و حقيقية سنحكيها لكم لتروا حجم الظلم الذي نعيشه بين ظهرانيكم و لكنكم غير مبالين ، اهتماماتكم لا ترقى لما يجب من قضايا كبيرة مثل قضيتنا على سبيل المثال نحن المهمشون المقصيون  ، تهتمون  بمباريات كرة القدم و بما سمّيتموه "روتيني اليومي " و بمسلسلات مستنسخة من بيئات غير بيئاتنا و نقاشات مفتعلة و اصطففتم في معسكرين متضادين و خضتم حروبا لا منتهية  ، و الأصل أننا ندخل في معادلة ثلاثية كل الشعوب التي تحافظ على إنسانيتها تدافع  عنها : " العدل و الكرامة و الحرية " ، و لكن هيهات ، دعونا من كل ما قلناه و عبرنا عنه بكل تلقائية و صدق و لكم حكايات من واقعنا المعيش  المر الأليم جاءت على لسان بعضنا لعلكم تنتبهوا و تولوا للأمر أهمية قصد ايجاد حلول عاجلة قبل فوات الأوان كم من دولة كثر مشردوها فأصبحت قنابل موقوتة تهدد أمن و استقرار المواطنين . 

" قصتي أنني ولدت من والدين شاء القدر ان ينفصلا فعشت بداية مع أمي و لكن زوجها لم يكن يتحمل رؤيتي فكان يعنفني و طلبت من والدي أن أعيش معه فوافق على الفور فوجدت نفس المعاملة مع زوجة والدي عنف مضاعف فقررت الهروب و الفرار بجلدي فوجدت نفسي مرمية في الشارع احتضنني من هم مثلي و يعيشون ظروفا تشبه ظروفي  …"

"حكايتي أنني ولدت   مجهول الأب أمي كما حكت لي كانت طفلة أحبت ابن الجيران الذي كان يكبرها سنا و هو كما ادعى كان يحبها فتواعدا على الزواج و انه سيصحبها معه خارج الوطن فوقع بينهما ما جعلني أرى النور في غيبة والد مدع ، فبمجرد أن علم أن أمي حامل اختفى و لم يعد يظهر له أثر ، فما كان من والدتي سوى الهروب نحو وجهة تبعد عن منزل والديها و إخوتها  خوفا من قتل محقق ، و عشت معها حتى بلغت من العمر عشرة أعوام كانت كلها معاناة و نوم في الشوارع العامة و الحدائق و تحت القناطر و في مداخل العمارات و لكم ان تتصوروا انواع التحرش و الاعتداء و الضرب و الاعتقال أثناء الحملات التمشيطية و لما تعبت أمي من كل هذا فرت هي كذلك و تركتني وحيدا في عالم كنت أستعين بها فيه فأصبحت وحيدا علي أن أواجه مصيري لوحدي …"

"أما أنا فحكايتي أنني وجدت نفسي في دار للأطفال المهملين كانت حياتنا غير مستقرة حسب مزاج كل مدير فإذا كان المدير طيبا فتكون المعاملة على العموم حسنة و إن كان غير ذلك فتكون سوء المعاملة و التعذيب النفسي و الجسدي و حتى التحرش الجنسي و يكثر السحاق و اللواط حتى بين النزلاء ، و كم كانت فرحتنا كبيرة عندما يزورنا محسنون و محسنات و خاصة من يجلسون إلينا و يستمعون  لآلامنا و يشاركوننا أحزاننا و يجلبون معهم منشطون  يدخلون الفرحة إلى قلوبنا فنشعر بالأمن و الامان ، لان ما يحملونه الينا من هدايا و أكل لا يخفف من آلامنا و لكن الذي يشعرنا بالأمان هو كل رجل أو امرأة يخاطبك بكلمة يا ابني و يا بنيتي …"

" عشت حالة التشرد لما  توفي والدي  أبي و أمي معا في حادثة سير مميتة و وضعت في دار للأطفال و لم  تعجبني ظروف العيش فيها و خرجت بمحض إرادتي للشارع و التقيت من هم في سني ذكورا و إناتا  يتعاطون لكل أنواع المخدرات التي ثمنها زهيد فأصبحت أنام أمام المحطات الطرقية و داخل محطات القطار مختفيا و تحت الحافلات ليلا و كم كنا نعاني في فصل الشتاء من برد قارص و أمطار غزيرة و جوع يقطع الأمعاء ، كم تمنيت ان تجد لنا الحكومة حلولا نندمج عوض ان نرى الكل منزعج من وجودنا في حين لم يكلف أي أحد نفسه للدخول معنا في حوارات و سيجد أن منا من له قلب كله رحمة يحتاج فقط لتوجيه و مساعدة و لمسة يد حانية فلولا إيماننا بالله كم  واحد منا لوضع حدا لحياته انتحارا أو خرج للشارع منتقما من مجتمع لم يرحمه و لم ينصفه و لم يهتم بأحواله و لم يراع ظروفه ، نعم وجودنا أمام المساجد كانت فرصا نسترق بها السمع فينشرح قلب كل واحد منا  ، و كم كان يؤلمني سماع قولة سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : " لوعثرت بغلة  في العراق  لسئلت  عنها يا عمر " فأبكي لحالي و حال غيري و حال من تركونا نعيش ظلما مركبا  و "الظلم ظلمات يوم القيامة  فلا تظالموا" و دعوة المظلوم ليس بينها و بين الله حجاب  فنحن مظلومون جئنا في ظروف لم نخترها و لكن منا من وجد منقذا فخطى خطوات صحيحة بمساعدة اناس يملكون قلوبا و منا  من وجد عوائق وحواجز و موانع و إبعادا فكان عالة على نفسه و على مجتمعه بحيث أصبح من مرتادي  السجون …" 

هي حكايات ليست من نسج الخيال و إنما أكثرها من واقع نعيشه بكل تناقضاته

ذ شكيب مصبير