Articles by "مقالات"
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل


هوس الشهرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


هوس الشهرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
هوس الشهرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ، 


هوس الشهرة : 


يتبارى الجميع من أجل الوصول للشهرة وتحصيل المزيد من الأموال التي لا أعلم ما الغرض من كثرتها ، فقد يطيح البعض بالآخرين من أجل الظهور بصورة برَّاقة أمام الجماهير الغفيرة التي تنتظر تواجدهم الدائم على الساحة بغض الطرف عمَّا يُقدِّمون ، فمن المؤسف حقاً تلك المحتويات الرديئة التي يطرحها الجميع بلا تفكير مُسبَق أو تخطيط لما يُفيد الغير ولو بقيد أنملة ، لذا صار المجتمع في تدنٍ مستمر وصارت مستويات الجميع في انحدار وانحطاط متزايد وأوشكنا أنْ نصل للحضيض بالفعل ، للقاع الذي يَصعُب الخروج منه بعدما سقطنا بكامل إرادتنا فيه ، لا أدري ما سر تلك اللهفة وراء تحقيق الشهرة وما الهدف من كل تلك المهاترات التي يسعى إليها البعض وقد يقدموا المزيد من التنازلات لأجلها ؟ ، أيضمن أحدهم البقاء في تلك الحياة لفترة أطول ؟ ، أيضمن دوام تلك الأموال معه للأبد ؟ ، أَيُخطط فيما سينفقها أم أنها مجرد منافسات غير شريفة من أجل الوصول للشهرة فحَسب دون النظر لعواقب تلك المحتويات التي نعرضها للجميع ونُصدِّرها لهم طوال الوقت وكأننا على غير علم بتأثيرها السلبي على المجتمع ؟ ، فيجب أنْ نكون على دراية بأننا سوف نُحاسَب على كل ما نفعله وننقله ونُورِّثه للآخرين سواء أكان خيراً أم شراً فيجب أنْ ندرس خطواتنا ونحسبها جيداً دون أنْ تأخذنا مغريات الحياة التي لا فائدة منها ولا طائل قبل أنْ نجد الفساد قد تفشى عبر الأجيال دون القدرة على إقصائه خارج المجتمع أو القضاء عليه تماماً ، فنحن بذلك نكون من المفسدين المخرِّبين في الأرض كما هو الحال الذي اعتدناه من البشر منذ قديم الأزل ، فبدلاً من استخدام العِلم والتكنولوجيا فيما يُفيد دمَّرنا كل شيء ولم يتبقَ لنا سوى الحَسرة والندم على ما فعلناه بمحض إرادتنا وحطمنا به مستقبل الأمة بلا تعقُّل أو اكتراث أو إفاقة من تلك الغفلة التي انغمسنا فيها جميعاً بلا استثناء ولو للحظة نمحو فيها كل ما أفسدناه بالفعل ، فلقد طمسنا عقولنا وألغينا تفكيرنا تماماً منذ أنْ سيطر عليه حب المادة والسعي لتحصيل المزيد منها وكأنها دائمة لنهاية العمر ، فكل شيء زائل لا مَحالة ولو طال أمده بعض الشيء فلا يغرنَّنا تلك التفاهات التي نركض وراءها طيلة الوقت  فلن تنفعنا أو تُقدِّم لنا شيئاً في الآخرة ، فعلنا نستفيق من تلك الغفلة التي طالت ولم نَعُد ندري لها موعد انتهاء قبل أنْ تقضي على آخر ذرة عقل فينا ونفقد حياتنا بلا رجعة ...




 

اجتماعي منعزل! | بقلم الأديبة المصرية نجلاء محجوب


اجتماعي منعزل! | بقلم الأديبة المصرية نجلاء محجوب
اجتماعي منعزل! | بقلم الأديبة المصرية نجلاء محجوب 

 

فوائد الانعزال وأضراره


أثّرَت ضغوطُ الحياة بالسلبِ، على ثباتِ سِمات الشخصيةِ بالتَصنيفِ المُعتادِ لكُلِّ شخصيةٍ، فأصبَح الشَخصُ، يجمَع بينَ شَخصيتين غيرَ مُتشابِهتَين، بعيدَتينَ حَدَّ التناقُضِ، وَ غالِبيتنا، 

أصبحَ هذا الشَخص، الإجتماعي المُنعَزِل، فهذه الشخصية

مَزيجٌ مِن الإجتماعية، و الانطوائية مَعًا، وَ الحياةُ هي التي دَفَعته ليكونَ مُتناقِضًا هكذا، فهو في الأصلِ شخصية إجتماعية، مُحِبة للآخرين، وَدُودٌ، لديه فيضًا من المشاعر، يشارِك الآخرين في أفراحِهم و في أحزانِهم، لكنه فجأةً، يجِد نفسَه يميلُ إلى الانطِواء، و يستمتِع بالهدوءِ، و هو وحيدٌ، فيبتَعِد عن المُجامَلاتِ، و يجدب فَيضَ وِدَّه..!  بهروبٍ مؤقتٍ نحو الانعِزال، و ذلك للتَحرُرِ من ضغوطِ الحياةِ التي أثقَلته.

وَ من قيودِ المسئوليةِ، المُلقاة على عاتِقه، وَ من تزاحُمِ الأفكار، وضجيجها، وَ من زَحفِ التفكير السَلبي حَدَّ الإقتراب، وَ قد يكونُ هُروبَ الانعِزال، رَدًا عن تصرفات ألَمَته، وَ لم يستَطِع الرد..!  فَآثر الصَمتَ. فكانَ لذلك تَأْثِيرٌ سيئٌ، علي حالَته النفسية، فَوُجِدَ ضرورةَ، أن يكونَ هناكَ إستِراحةٌ مؤقتةٌ،

يختَلي فيها بنفسِه، وَ يستمتِعُ بالهدوءِ في وِحدَتِه، بَعِيدًا عن الآخرينَ، يستمتِع بِذِهْنٍ خالٍ، مِن أى تفكيرٍ مُرهِقٍ، يسبِب له توترًا،

وينقطع إلى الانعزال لينعم بهدوء مؤقت، بَعِيدًا عن اللِّهاثِ وراءَ الحياةِ، وَ إحساسه بالهدوءِ؛ يجعل الجانِبَ الإيجابي يستَعيدُ نفسَه،ثمّ يعودُ اجتِماعيًا، بمعنَوياتٍ عاليةٍ، وَ بسلامٍ نفسي، لم يشعُر به من قبل، قادرٌ على مواجَهَة الحياةِ..


والعزلةُ الإجتماعيةُ قد تشيرُ إلىٰ الغيابِ التامِ، 

أو شِبه التامِ للتواصلِ مع المجتمعِ، ففي حالةِ الغيابِ التامِ، غالبًا لا يوجَدُ لدىٰ هؤلاءِ المُنعزلينَ اجتِماعيًا من يلجأونَ إليه، ولا يوجَدُ أحَدٌ يثقونَ فيه، فَهُم مُكتفونَ بذواتِهم، ويحتملُ أن ينشأ هذا الانعزالَ عن مشاعرِ الوحدةِ والخوفِ من الآخرينَ، أو انخفاضِ تقديرِ الذاتِ، أي التقديرِ السلبي للذاتِ، ويُسهِمُ الحزنُ أيضًا في الشعورِ بالعزلةِ الإجتماعيةِ، ويمكنُ أن تحدُثَ العزلةُ الإجتماعيةُ لأي شخصٍ مَهما كان سِنّه، فقَد تظهرَ علىٰ كلِّ فئةٍ عمريةٍ، وحدوثَها  غالبًا ما يكونُ علىٰ فتراتٍ، تتخللُها العودةُ للاندماجِ في المجتمعِ..


ومن فوائدِ العزلةِ أنّها قد تكونُ الطريقَ لاكتشافِ الذاتِ وإعادةِ تشكيلها، وهو ما يُسمىٰ بـ «اللحظات الوجودية» "existentializing moments"  الًتي تحدّثَ عنها "فونغ"، وهي وَمضاتٌ عقليةٌ من وضوحِ الرؤيةِ، مُستلهِمُها من نظريةِ «الاستِسلامِ والاغتنامِ» لعالِمِ الإجتماعِ الألماني/ الأمريكي "كورت وولف"، 

أو نظريةُ إدراكِ الذاتِ..


وعلىٰ الرغمِ مِن أنّ العديدَ من كِبارِ المُفكرينَ تحدّثوا عن الفوائدِ الفكريةِ والروحيةِ للعزلةِ وهُم: 

"لا تزو" و"نيتشه" و"ايمرسون" و"ولف"،

إلا أنّ الكثيرَ من المُعاصرينَ ينصحونَ بتجَنُبِها، وخصوصًا إذا كانت لفتراتٍ طويلةٍ..

يقولُ "كينيث روبين" وهو طبيبٌ نفسي في جامعةِ "ميريلاند":

«تكونُ العزلةُ مثمرةً إذا كانت طوعيةً، وإذا كان المرءُ يستطيعُ تنظيمَ مشاعِرِه بصورةٍ فعالةٍ، وأنّه يستطيعُ الانضمامَ إليٰ مجموعةٍ وقتَما يريدُ، وغيرَ ذلك تصبحُ العزلةُ ضارةً..»


لذلك، تكونُ العزلةُ مفيدةً وتساعدُ علىٰ اكتِشافِ الذاتِ وإعادةِ تشكيلها إذا كانت لفتراتٍ ليسَت طويلةً، أمّا إذا كانت لفتراتٍ طويلةٍ فقد تكونُ لها أخطارُ صحيةٌ..


فقد أثبتَت دراساتُ حديثةُ أنّ الوحدةَ أسوأ من التدخينِ، وهذا ما أكده الدكتور "ديفيد روبنسون" الاستشاري في مستشفى "سانت جميس" في مدينة "دبلن" بـ "أيرلندا"، وكذلك ربطَ الوحدةَ بالاكتئابِ، فقالَ إنّ الوحدةَ تعادلُ تدخينَ خمسةَ عشرَ سيجارةٍ يوميًا..


وكشَفَت دراسةٌ حديثةٌ نُشِرت في مجلةِ "إجنيغ"  (Aging) في سبتمبر 2022 أنّ الوحدةَ تعجِلُ بالشيخوخةِ..

 

كذلك قالَ "دوجلاس نيميسك" كبيرُ المسؤولينَ الطبيينَ للصحةِ السلوكيةِ في سيجنا:

«أنّ الوحدةَ تنافِسُ السمنةَ، وتأثيرُها علىٰ معدلِ الوفياتِ مثل التدخينِ».»


ومِن هُنا وَجَدَ ضرورةً للبحثِ عن طُرقٍ للتَغلبِ علىٰ العزلةِ لفتراتٍ طويلةٍ، والانطواءِ، ومن الطرقِ التي قَد تساعِدَ المنعزلونَ علىٰ التغلبِ علىٰ الميلِ للعزلةِ:

- التعرّفَ علىٰ أصدقاءٍ جُددٍ،

- ممارسةَ رياضةٍ جماعيةٍ،

- تقديمَ خدماتٍ مجتمعيةٍ، كزيارةِ بيوتِ المُسنينَ، ودورِ رعايةِ الأطفالِ، والملاجئ، 

-وضعَ أهدافٍ وخططٍ لتجاوزِ المُشكلاتِ ومواجَهتِها، 

-والإكثارَ مِن المُطالعةِ والمعرفةِ، فهذا يزيدُ مِن الثقةِ بالنفسِ، وبالتالي القدرةَ علىٰ التواصُلِ مع الآخرينَ..


نجلاء محجوب





فتيل الرغبات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

فتيل الرغبات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
فتيل الرغبات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


 

السلام عليكم ،
فتيل الرغبات : 
الإرادة هى الفتيل الذي يُشعِل الرغبات داخل المرء ويُحثه على العمل والإنتاج ويُبغِّضه في القعود والاسترخاء طيلة الوقت ، فهي ما تُثير الدوافع التي تجعله راغباً في غدٍ مشرق أفضل من أمسِه الذي مرَّ دون تحقيق المُراد بفعل خموله وتكاسله واتكائه على الضيق والتذمر وكأن تلك العوامل تحول بينه وبين واقعه الذي يريد محاكاته ومعايشته بالفعل ، فكان عليه أنْ يُنحِّيها جانباً ويتخلى عنها لبعض الوقت الذي يحقق فيه ذاته ويصل لأحلامه التي يسعى إليها منذ قديم الأزل ، فما الحياة الدنيا سوى محطات إما أنْ يتمكن المرء من استغلال طاقته فيها أو يُضيِّعها بمحض إرادته دون الشعور بأي ذرة تأنيب ضمير توبِّخه وتذمه طيلة الوقت كي يُعدِّل سلوكه ويُحسِّن من طريقة تفكيره كي يتغير واقعه للأفضل وبمزيد من المحاولات يكون الشخص الذي تمناه ذات يوم بمزيج من الجهد البسيط والصبر والمثابرة والإقدام على التجارب بشتى أنواعها وإنْ لم يحالفه الحظ في بعضها ، فتلك هي حال الدنيا يوماً ما تواتيك بالفرصة على طبق من فضة ويوماً ما تسلب منك بعض الأمور ولكنها تُعوِّضك بغيرها على الفور حتى لا تجزع أو يتسلل اليأس إلى قلبك تارة أخرى بعدما رحل عنه وغادره ، فلا تدعه يسيطر عليك في تلك اللحظات التي يباغتك فيها على غفلة حتى لا تسمح له بأنْ يقتص منك وكأنك مرتكبٌ لجُرم ما أو يسلب منك حياتك بلا جدوى تعود عليك في نهاية الأمر ، فبإرادتك وإصرارك تصل لما تريد راكلاً ما يحجبك عنه بأخمص قدميك وكأنك تزيحه بكل قوتك وعزمك دون أي خوف أو تراجع ولو للحظة تُضيِّع فيها أهم لحظات عمرك بلا قدرة على استرجاعها مرة أخرى ، فلا بد أنْ يدرك المرء قيمة الوقت الذي يمضي من حياته محاولاً استغلاله بكل ما أُوتي من مَلكات وهِبات حباه الله إياها من غير حول له ولا قوة ، فتلك الإمكانيات سوف يأتي الحين الذي تفنى فيه أو تتقلص قدرة الإنسان على توجيهها بالشكل السليم فيجب أنْ يحاول اللحاق بها قبل أنْ تذهب في أدراج الريح بلا عودة فلا متحكم فيها سواه ، فعليه الانتباه قبل فوات الأوان ...




فضيلة الاحتشام | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


فضيلة الاحتشام | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

فضيلة الاحتشام | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 





السلام عليكم ، 

فضيلة الاحتشام : 

في زمان انقلبت فيه الموازين واختلت القيم وانحَلت الأخلاقيات وانحدرت الثقافات نجد أنَّ الأغلبية العُظمى من النساء تَجُر الأقلية نحو هذا المنعطف الخطير الذي يُفرِّطن عنده في مبادئهن ويناقضن دينهن حينما يدعونهن للتخلي عن الزي الشرعي المناسب لتلك العقيدة التي يعتنقنها فنجدهن يركضن وراء ارتداء تلك الملابس الفاضحة الشفافة التي تُبرِز مفاتن المرأة وتُوضِّح جمالها الفتان الذي قد تستخدمه لجذب الرجال ولفت انتباههم إليها كي يقعوا في تلك المصيدة الكاذبة ، ورغم علمنا أن الاحتشام في تلك الفترة الراهنة لا يُنفَّذ بحذافيره إلا أننا لا نترك مجالاً لتلك القِلة القليلة كي تحافظ على ثباتها وتنعم بجانب سليم من حياتها وتجاهد تلك الفِتن التي تحيط بها من كل صوب وحدب بل نحاول جذبها لهذا المستنقع الوضيع الذي يغوص به الأغلب حتى يصبح الجميع متشابهين دون أنْ يجد أحد منا القدوة التي يحتذي بها ويمتثل بها في حياته محاولاً أنْ ينفرد بشيء وسط هذا الفساد والانحلال الذي صار يسيطر على كل جوانب الحياة ، فلا بد أنْ ننشر الوعي بين الفتيات حتى لا تتأثر إحداهن بما هو رائج تلك الأيام محاولة اتباعه دون تفكير من أجل تقليد الغير ، متناسية تلك الذنوب التي تتراكم على عاتقها جرَّاء ارتكاب مثل هذا الإثم الذي تُلحِقه بالتابعات أيضاً ، فالضرر لا يقع على فتاة بعينها وإنما يتناقل عبر الأجيال على نطاق أوسع بتطور تلك الملابس الغريبة التي لا يُفهَم لها شكل محدد ، فيجب أن نُعلِّم الفتيات أن جسدهن أمانة وهبهن الله إياها ولا بد من الحفاظ عليها بدلاً من جعلها عُرضَة أمام كل عابر سبيل أو مَحط اهتمام الجميع ، يتنافس عليه المتنافسون من أجل نظرة تُشبِع غرورهم وتُطفئ لهيب تلك الغريزة الحمقاء التي تَغلُب عليهم والشهوة التي تُحرِّكهم تجاه أغلب الفتيات الغير محافظات على أنفسهن ، فيجب أنْ تضع الفتاة حداً لتوقيف تلك المهازل التي تَحِل بالمجتمع بين الحين والآخر ، محاولة وضع خط إنتاج لملابس تصون كرامة المرأة وتحفظ جسدها من انتهاك الغير ولو بنظرة تخدش حياءها وتجعلها مطمعاً لأي منهم ، فيجب أنْ تكون الفتاة تاجاً يُوضَع على الرؤوس  بحيث لا يَحِق لأي شخص الاقتراب منها أو مسّها ولو بكلمة ، فهي القادرة على تنفيذ تلك الأمور ووضع تلك الروادع والحدود بالتزامها بالزي المناسب لهذا الدين الذي تنتمي إليه ، فلا بد من المزيد من الإخلاص والوفاء له والعمل بما يتوافق مع مبادئه وسننه وتعاليمه ، فللعقيدة معنى أكبر وأشمل من مجرد كلمات نردِّدها في الذهاب والإياب وشعارات نرفعها دون أنْ نعي معناها من الأساس من أجل الظهور بصورة مميَّزة أمام الغير ، فيجب أنْ تتخذ كل فتاة عهداً وتبرُم اتفاقاً مع ذاتها بأنْ تكون على قَدْر تلك المسئولية الجبارة التي حمَّلها الدين إياها ووكَّلها بتنفيذها حتى تكون عِبرة لكل فتيات المسلمين فيما بَعْد دون أنْ ينتقص أحد من قَدْرِها بفعل تناقض أقوالها مع أفعالها وفي تلك الحالة لن يُلام أو يُعاب أو يُعتَب عليه ...

 

غرام الانترنت | بقلم الأديب المصري د. طـــارق رضـــوان جمعــة


غرام الانترنت | بقلم الأديب المصري د. طـــارق رضـــوان جمعــة
غرام الانترنت | بقلم الأديب المصري د. طـــارق رضـــوان جمعــة



 لا شـــك أن عدد كبير منا قد مر بتجربة الحب عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وهذه العلاقات منها ما هو صحي وواضح وصادق، وأغلبها ما هو مزيف وضار ومؤذى وأشد ضرراً من المرض. وحديثي اليوم عن هذا النوع الأخير، فما يجعل الحب عبر الانترنت  مستحيل وفاشل هو استحالة استكمال مسيرته، ربما لأننا أحببنا من ليس لنا وربما لبعد المسافات وربما لأننا اخترنا أشخاص مرتبطين بالفعل أو ربما لاختلاف العادات والتقاليد.

وورد لي تساؤل من إحداهن، تسأل عن النجاة والحل إذا ما هجر الحبيب  حبيبه عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟ ماذا لو صار الأمر خيال وسراب وكأن شيئاً لم يكن، بعدما تعودنا عليه وأدمنا وجوده؟ وكانت إجابتي أن الأمر إذا تعلق بالرجل فعليه الاعتذار بشكل لائق لحبيبته عن عدم استكمال ما كان من بدايات جميلة بما لا يجرح شعور وكرامة حبيبته أو من كانت حبيبته يوماً ما. عليه أن  لا يخسر الطرف الأخر، حيث من المفترض أن هذه العلاقة في الأساس نشأت على الاحترام المتبادل. 

لكن ماذا تفعل الضحية في هذه العلاقة سواء شاب أو  فتاة؟ فالأمر في الخداع لا يقتصر على الرجال فقط ، وإنما هناك من النساء والفتيات من تتسلى بمشاعر الآخرين أو تستغلهم مادياً وعاطفياً. في تلك الفترة سيكون من الواضح أن  هناك جاني ومجني عليه بإرادته أو إرادتها. فالجاني  أصبح في غنى عن ضحيته، فلماذا تتمسك بمن غدر بك؟ فهو لن يستطيع أن يمد الطرف الأخر بأي سعادة أو مشاعر إيجابية. فما علي الضحية سوى أن تبتعد، وتعطى نفسها فرص للحزن بينها وبين نفسها، وألا تُظهر ضعفها إلا أمام أعز أصدقائها فلا غنى عنهم وقت الضيق. عليها أن تعتزل الناس لفترة قصيرة حتى تستعيد توازنها.ولا تقترب من رسائل من تركك أو صوره أو أي شيء يجدد حنينك إليه. ولا تتابع أخباره ، بل أعطى قلبك فرصة حتى تلتئم جروحك. عليها أن تقترب من ربها، فتطلب الثبات والتعافي والصبر.

مـــن الطبيعي في بداية الهجر أن تشعر بوحدة وغربة، لذلك أستغل وقتك في طلب العلم وحضور دورات وندوات أو ممارسة الرياضة أو القيام برحلات. حول هذه المحنة على نجاح، ربما هي نقطة انطلاق لك لتنجح وتنجز فيما لم يكن يخطر ببالك أنك قادر على إنجازه. يمكنك القيام بزيارة دار المسنين أو الجمعيات الخيرية أو المشاركة في مؤسسات محو الأمية.

علي هذا القلب المجروح أن يبدأ حياة جديدة، ولكن الحذر كل الحذر من إقامة أي علاقة عاطفية أخرى بشكل عاجل، لأن ذلك قد يكون محاولة منك لنسيان التجربة الأولى بحب جديد. في هذه الحالة ستظلم نفسك وتظلم حبك الجديد لأنك ستعجز عن منحه الاهتمام والحب  اللازم. حاول أن تبحث عن شريك حياتك، وتجنب أخطاء اختيارك السابق. تجنب الحبيب البخيل فهو ليس بحبيب؟ تجنب المخادع والكذاب.

الصديق في هذه المراحل له دور بارز، فحاول أن تتخير أفضل أصدقاء ليكن لك ناصحاً أميناً. أحكى له أو لها ليساعدك على الخروج بسرعة من حالة الاكتئاب ويشعرك بالأمن وأن الدنيا ما زالت بخير. صدقك فقط هو من يمكنه أن يقتحم عزلتك ليخبرك بأفعاله أنه معك قلباً وقالباً، شكلاً وموضوعاً. الصديق هو بصيص الأمل المتبقي فلا تفلته. وختاماً حظ سعيد مع حب صادق.



 

جمال الصُحبة | بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية/ ريهام كمال الدين سليم


جمال الصُحبة | بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية/ ريهام كمال الدين سليم
جمال الصُحبة | بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية/ ريهام كمال الدين سليم 

 

عندما يُسأل الإنسان عن جمال الصُحبة في هذه الحياة، يجد نفسه يتأمل في عمق الأرواح التي تضفي السعادة والتوازن على عالمنا. 


فبالنسبة لي إذا كان للصُحبة أروع تجليات في أعماق الوجدان فإنها تتجلى بأبهى صورها في قلب صديق ينبض بالسلام والود والتواضع، ويتسم برقي ونقاء التفكير وجمال التأمل.


ففي هذه الصحبة الصافية نجد أنفسنا نعبر أبوابًا جديدة من الطمأنينة والسعادة، حيث يتفتح أمامنا عالم ساحر تتبلور في أروقته أعماق الروح وجمال الإنسانية. 

إنها ليست مجرد لحظات روحانية عابرة فحسب، بل هي تجارب تصقل أنفسنا وتثري حياتنا بالمعاني العميقة والمشاعر السامية.


في أعماق القلوب التي تتقارب معنا نجد أنها تتجاوز الحدود الظاهرية للزمان والمكان، فتتحول إلى ملاذ يمتد بلا نهاية حيث تلتقي أرواحنا وتنسجم أفكارنا في تناغم لا يُضاهى، فتنعكس فيها أعمق معاني الجمال وتتجلى أجمل رحلات الروح.


إلى من أضاءوا حياتنا بضياء صداقتهم، شكرًا لكم🤍


أيا من روحهُ تهمي

كغيثٍ يصطفي بورا


إذا انهملت سحائبهُ

يصيرُ الأمنُ موفورا


لقد طابت بك الدنيا

وبات الكونُ مسرورا


 موسيقى الشعر العربي المعاصر |بقلم  دكتور / جمال فودة - عضو الاتحاد الدولي للغة العربية كاتب وناقد وأكاديمي مصري


موسيقى الشعر العربي المعاصر |بقلم  دكتور / جمال فودة - عضو الاتحاد الدولي للغة العربية كاتب وناقد وأكاديمي مصري
موسيقى الشعر العربي المعاصر |بقلم  دكتور / جمال فودة - عضو الاتحاد الدولي للغة العربية كاتب وناقد وأكاديمي مصري



      ظهر أول تفسير نقدي لحركة الشعر الجديد ـ تقريباً ـ في مقدمة ديوان نازك الملائكة " شظايا ورماد " سنه 1949 م ، حيث أعلنت ثورتها على موسيقى الشعر القديم قائلة " ألم تصدأ لطول ما لامستها الأقلام والشفاه منذ سنين وسنين ؟ ألم تألفها أسماعنا وترددها شفاهنا ...، منذ قرون ونحن نصف انفعالاتنا بهذا الأسلوب حتى لم يعد له طعم ولا لون ، لقد سارت الحياة ، وتقلبت عليها الصور والألوان والأحاسيس ، ومع ذلك ما زال شعرنا صورة لقفا نبك ، وبانت سعاد ، والأوزان هي هي ، والقوافي هي هي ، وتكاد المعاني تكون هي هي " . (1)



      ودعت الشاعرة إلى التحرر من أسر الشطرين والالتزام بالقافية والتفاعيل الثابتة المحددة العدد، ودعت إلى الاهتمام بالإيقاع النفسي وربطه بالموسيقى حتى تصبح القصيدة الشعرية الجديدة صورة موسيقية متكاملة تتلاقى فيها الأنغام مع مشاعر الشاعر وأحاسيسه .

      

      وهكذا ومع أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات اتجهت القصيدة العربية إلى  شعر" التفعيلة " وإلى نوع من التحرر في القوافي ، إن ثمة حاجات اجتماعية  وفنية عامة دفعت الشعراء إلى التحرر من أسر التقليد ، والخروج  إلى رحابة الشعر الحر ، والخروج على تفعيلات العروض الخليلي إلى استخدام التفعيلات بعدد خاص  وكيفية معينة تقود إليها تلقائياً شعرية الشاعر ورؤيته ، وما يدفعه إليه الموقف والحالة ، وما تمليه عليه تجربته الشعرية .

      

      " فالشعر الحر اندفاعة اجتماعية فرضتها عدة عوامل تتلخص في : النزوع إلى الواقع والحنين إلى الاستقلال  ، والنفور من النموذج  ، والهروب من التناظر ، وفوق كل ذلك إيثار المضمون " . (2)

 

      هذا وإن كان الشاعر العربي الحديث في محاولته لتطوير الشكل الموسيقى للقصيدة العربية، واكتشاف إمكانيات تعبير وإيحاء موسيقية جديدة لم يتخل كلية عن الشكل الموسيقى القديم ، كل ما في الأمر أن القصيدة الحديثة تحررت موسيقياً من الجبرية وحتمية البحور الخليلية  ، ووثنية القافية الموحدة ، وأصبحت " موسيقى هذا الشعر تأتي من فعل الكتابة نفسه ومن المعاناة  المستمرة والمغامرة مع المجهول اللغوي والنفسي ". (3)


      " وقد شهدت قصيدة الشعر الجديد منذ بدايتها وحتى الآن ثلاثة أجيال متعاقبة من الشعراء : جيل الأربعينيات ، وجيل الخمسينيات ، وجيل الستينيات ، ومن الممكن أن نضع في الجيل الأول  الشعراء أمثال : عبد الرحمن الشرقاوي ، وصلاح عبد الصبور ، وأحمد عبد المعطى حجازي ...، ومن شعراء الجيل الثاني  : كمال عمار ، ومحمد إبراهيم أبو سنة ، وعبد المنعم عواد يوسف  ، وحسن فتح الباب ، ومجاهد عبد المنعم...،  ومن شعراء الجيل الثالث : أمل دنقل ومحمد عفيفي مطر ،                    وأحمد سويلم ..." . (4) 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ نازك الملائكة: ديوان" شظايا ورماد " – دار العودة - بيروت – 1971م – ص7

2ـ                 : قضايا الشعر العربي المعاصر  ــ الطبعة الثانية –  دار العلم للملايين  –  بيروت – 1992م –  ص 56 

3ـ نزار قبانى : قصتى مع الشعر "سيرة ذاتية "  ــ الطبعة الأولى –  منشورات نزار قبانى ــ  بيروت – 1973م – ص178

4ـ السعيد الورقى: لغة الشعر العربي الحديث ( مقوماتها الفنية  وطاقاتها الإبداعية ) –  دار المعرفة الجامعية  - إسكندرية  - ( د0ت ) –  ص190 ، 191