بحث

Translate


قراءة نقدية في رواية "الكاتيوشا" | بقلم الناقد والأديب الفلسطيني طلعت قديح 


قراءة نقدية في رواية "الكاتيوشا" | بقلم الناقد والأديب الفلسطيني طلعت قديح
قراءة نقدية في رواية "الكاتيوشا" | بقلم الناقد والأديب الفلسطيني طلعت قديح 


ركوة حرف

ظلال الكاتيوشا 

كاتيوشا للأديب وحيد طويلة

ليست امرأة، هي لغة المرأة الاستثنائية في جوف حبر وحيد الطويلة، لغة أجاد فيها الصهيل بصوت مهرة جامحة بنكهة "لبوة شيك" في مكان واحد!

أجمل الافتتاحات التي فجّرها الطويلة ومرغت أنف امرأة بـ3كلمات (أحب امرأة غيرك)، جملة بصوت ارتطام الكاتيوشا!

هل اتخذ الكاتب أن يهز بنات حواء بالجملة الأكثر استفزازا لهن، فجعلها أسلوبا للصدمة والترويع في النسق الأول لروايته المعنونة "كاتيوشا".

لكن الأمر لم يكن ممهدا لاستمرار هذا الأسلوب، حيث أن حدثا أطاش به، وهي عملية إنزال جوي جعل مما سبق دخانا يقترب من أنف امرأة، مرغت الجملة في رمال متحركة من التفسير والتبرير.

ليس صعبا أن يكتب أحدنا بقلم امرأة مستعارة، فتاء التأنيث حاضرة في سن القلم، وكثير التبديلات النحوية واللغوية متاحة؛ لكن "وحيد الطويلة" استطاع المروق إلى الشيفرة الحارقة ليس للنفس الأنثوية بل إلى ما يقترب من الحرقة الأنثوية التي تحتاج لامرأة غارقة في ذاتها، وإلى ملكة خاصة في تقمص القهر والنزعة الإنسانية، والانحناءات في مكون التأثيث الداخلي للمرأة.

إذا كان نزع الصاعق هي (أحب واحدة غيرك) ، فإن إطفاء مفعوله كان في جملة: (الفاعل يتيم يارشيد بدون المفعول به).

لم يغب عن أحداث الرواية المتتابعة الالم الفلسفي، إما باستحضار مقولة فلسفية أو قول خاص للروائي، دون أن يداري شيئا يحفظ غيرة الرجال لكونه رجلا، لكنه قلم الكاتب المحترف، كشخصية البطل، حيث يخمش وجه حبيبته بقول آخر: صاحبتكِ!

يتحسس "وحيد الطويلة" كينونة المرأة بمجسّات خاصة به، يرخيها دون إفراط، ويقبضها حال تطلب الأمر ذلك. أحكم إدخال أنماط عديدة من التراجيديا والدراما التصويرية حتى وصل إلى تقمص تأثيرات الاستجابات بشكل أتقن فيه دور "الجوكر" الذي يتفنن في إتقان شخصية كل قناع يرتديه.

لسان الراوي العليم كاشف لحال بطل الورق، لنقل أن "رشيد"فعل كل شيء وتفنن في كل شيء، دون أن يفعل شيئا!

مابين أسماء ورشيد دارت رحى الكاتيوشا، طحنت فيها ما يصل من الذكريات لذاكرة تهتم بخريطة التفاصيل، وكأنها ترفض أن تكون ذاكرة على مقاس الذكاء الاصطناعي في إدراج رواية رتيبة تكون فيها الحركة الدائرية للأحداث ككتالوج معد مسبقا.

عمل الطويلة على إيجاد التجسيد الحميمي في صورة فلسفية بعيدة عن الإسفاف رغم جرأة الصورة التعبيرية رأيناها في مقطع: (سقط مريضا، دخل المستشفى، دخلت خلفه، نامت عنده، كانت تنظر إليه وهو نائم تائه، يرفع أصابعه واحدا تلو الآخر كأنه يعدد خياناته في أحلامه، كان منهكا وقضيبه متقد، تذكرت كيف كان يقول: "ما في قضيب إلا على مريض"، فكرت للحظة أن تقطعه ويرتاحا معا.

في الصباح التالي خرجت للشارع، انتقت أجمل شاب، شاب وفتي، أخذته لبيتها في غياب الأطفال في المدارس، كان يريد أن يأخذها عنده، رفضت، ساقته لسرير زوجها، سريره التي شاهدته فيه مع جارتها، ذهبت لآخر الشوط، فعلت ما تفعله حبيبة مشتاقة، تهتكت حتى خر صاحبها كل مخزونه.

حين انتهت، لبست على عجل، دون أن تدخل حماما أو تغير ملابسها، دون أن تمسح آثار انتقامها، طارت إلى المستشفى، دخلت عليه بسوائلها وسوائل صيدها، كانت تشعر بها تسيل على ساقيها الجميلتين، جلست في مواجهته، وضعت السيقان على وجهه.

أحست أنها انتقمت بما فيه الكفاية، لذا بكت كثيرا وحلست أمامه مبللة تحت دموعها.)

وأتى تجسيد آخر بغرض آخر بقوله: (لا يجب أن تنتقم من بنات جنسها، كانت عفيفة مثل ناقد كبير أنت تعرفه، مهووس بالنساء، يطير خلف أي فستان، لكن فضيلته الكبرى التي لا يمكن إسقاطها من تاريخه المجيد أنه لم يضاجع امرأة متزوجة على مدار رحلته النسائية. كأنها تعرف أن الهاوية أقدم كثيرا من الجسر، لا تحتاج سنارة ولا غمازة، غمزة واحدة تكفي لانهيار أي نطع.)

أجاد الطويلة تركيب الأحداث ضمن حدث واحد ومكان واحد، وجعلنا نتذوق أكلة واحدة بتوابل ومذاقات متعددة، كل بمقدار، فالنكهة الأولى فالثانية تختلف عن الأخيرة وهكذا.

رواية كاتيوشا ليست رواية تجميعية لقصاصات ما، تجعل منها وجبات نفسية نوعية، هي رواية الكشف والاكتشاف، يكشف فيها الكاتب عن حرائمه الجميلة، جرائم العاشق الحق حتى وإن كان رجلا بلا ذاكرة!

رجل كان اتكاء حكايته كلها على 3 قنابل: ( أحب واحدة غيركِ.)


4-5-2024

غزة المحتلة


طلعت قديح





دعنا نشرب ياصديقي | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك 


دعنا نشرب ياصديقي | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك
دعنا نشرب ياصديقي | بقلم الأديب المصري وحيد عبد الملاك 


دعنا نشرب ياصديقي

نشرب المر.. نشرب القهر

نشرب الذل 

أو نشرب الدم 

نشرب الظلم أو العدل

الكذب أو الصدق

لم يعد يهم ما نشرب 

جفت الروح 

وانسكبت النار في العروق 

نادونا بأسماءٍ

أو حروف، ارقام أو اصنام

لم يعد يهم الأمر 

نحن بلا موقع 

بلا دليل 

بشر أطلقوهم  للرعي

أو للذبح 

لم يعد يهم الأمر 

الآن صديقي 

دعنا نشرب 

حتى لو كانت كأس خمر 

فلم ولن يعد يهم  الأمر …..





فضيلة الاحتشام | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


فضيلة الاحتشام | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

فضيلة الاحتشام | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 





السلام عليكم ، 

فضيلة الاحتشام : 

في زمان انقلبت فيه الموازين واختلت القيم وانحَلت الأخلاقيات وانحدرت الثقافات نجد أنَّ الأغلبية العُظمى من النساء تَجُر الأقلية نحو هذا المنعطف الخطير الذي يُفرِّطن عنده في مبادئهن ويناقضن دينهن حينما يدعونهن للتخلي عن الزي الشرعي المناسب لتلك العقيدة التي يعتنقنها فنجدهن يركضن وراء ارتداء تلك الملابس الفاضحة الشفافة التي تُبرِز مفاتن المرأة وتُوضِّح جمالها الفتان الذي قد تستخدمه لجذب الرجال ولفت انتباههم إليها كي يقعوا في تلك المصيدة الكاذبة ، ورغم علمنا أن الاحتشام في تلك الفترة الراهنة لا يُنفَّذ بحذافيره إلا أننا لا نترك مجالاً لتلك القِلة القليلة كي تحافظ على ثباتها وتنعم بجانب سليم من حياتها وتجاهد تلك الفِتن التي تحيط بها من كل صوب وحدب بل نحاول جذبها لهذا المستنقع الوضيع الذي يغوص به الأغلب حتى يصبح الجميع متشابهين دون أنْ يجد أحد منا القدوة التي يحتذي بها ويمتثل بها في حياته محاولاً أنْ ينفرد بشيء وسط هذا الفساد والانحلال الذي صار يسيطر على كل جوانب الحياة ، فلا بد أنْ ننشر الوعي بين الفتيات حتى لا تتأثر إحداهن بما هو رائج تلك الأيام محاولة اتباعه دون تفكير من أجل تقليد الغير ، متناسية تلك الذنوب التي تتراكم على عاتقها جرَّاء ارتكاب مثل هذا الإثم الذي تُلحِقه بالتابعات أيضاً ، فالضرر لا يقع على فتاة بعينها وإنما يتناقل عبر الأجيال على نطاق أوسع بتطور تلك الملابس الغريبة التي لا يُفهَم لها شكل محدد ، فيجب أن نُعلِّم الفتيات أن جسدهن أمانة وهبهن الله إياها ولا بد من الحفاظ عليها بدلاً من جعلها عُرضَة أمام كل عابر سبيل أو مَحط اهتمام الجميع ، يتنافس عليه المتنافسون من أجل نظرة تُشبِع غرورهم وتُطفئ لهيب تلك الغريزة الحمقاء التي تَغلُب عليهم والشهوة التي تُحرِّكهم تجاه أغلب الفتيات الغير محافظات على أنفسهن ، فيجب أنْ تضع الفتاة حداً لتوقيف تلك المهازل التي تَحِل بالمجتمع بين الحين والآخر ، محاولة وضع خط إنتاج لملابس تصون كرامة المرأة وتحفظ جسدها من انتهاك الغير ولو بنظرة تخدش حياءها وتجعلها مطمعاً لأي منهم ، فيجب أنْ تكون الفتاة تاجاً يُوضَع على الرؤوس  بحيث لا يَحِق لأي شخص الاقتراب منها أو مسّها ولو بكلمة ، فهي القادرة على تنفيذ تلك الأمور ووضع تلك الروادع والحدود بالتزامها بالزي المناسب لهذا الدين الذي تنتمي إليه ، فلا بد من المزيد من الإخلاص والوفاء له والعمل بما يتوافق مع مبادئه وسننه وتعاليمه ، فللعقيدة معنى أكبر وأشمل من مجرد كلمات نردِّدها في الذهاب والإياب وشعارات نرفعها دون أنْ نعي معناها من الأساس من أجل الظهور بصورة مميَّزة أمام الغير ، فيجب أنْ تتخذ كل فتاة عهداً وتبرُم اتفاقاً مع ذاتها بأنْ تكون على قَدْر تلك المسئولية الجبارة التي حمَّلها الدين إياها ووكَّلها بتنفيذها حتى تكون عِبرة لكل فتيات المسلمين فيما بَعْد دون أنْ ينتقص أحد من قَدْرِها بفعل تناقض أقوالها مع أفعالها وفي تلك الحالة لن يُلام أو يُعاب أو يُعتَب عليه ...

 احك يا شكيب : " إني أرى بعينها و هي تراني بقلبها و عقلها" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : " إني أرى بعينها و هي تراني بقلبها و عقلها" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب : " إني أرى بعينها و هي تراني بقلبها و عقلها" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


شابتان التقيتا على غير ميعاد ، كل واحدة منهما تقطن بمدينة تبعد عن الأخرى بكيلومترات ، القاسم المشترك بينهما هو الدراسة في الجامعة ، و تشاء الأقدار أن تلتقيا في مدرج الجامعة ، و من حسن الحظ أنهما جلستا جنبا إلى جنب في  مقدمة الصفوف ، و دار بينهما سلام و حديث حول صعوبة الدخول الجامعي و صعوبة الحصول على السكن و مشقة التنقل في مدينة اقتصادية عدد سكانها كبير ، تبدأ حركة السير فيها مبكرا بل لا تكاد تنقطع ليل نهار ، تخف وطأتها ليلا و لا تنعدم ، مع كثرة المتنقلين الشيء الذي يتطلب صبرا ، و في لحظة من اللحظات ناولت شيماء صديقتها خديجة ورقة و قلما فاكتشفت على الفور أن صديقتها الجديدة من ذوي الاحتياجات الخاصة "كفيفة "، و تداركت الأمر بأن وضعت الورقة و القلم في يدها ، و استمرتا في تجاذب أطراف الحديث ، و تواعدتا على ان تبرما عقد صداقة بينهما يكون شعارها التعاون و التضامن والوفاء ، 

شيماء وجدت صعوبة في الحصول على سكن بالحي الجامعي ، مما جعلها تعاني مشقة التنقل يوميا لحضور الدروس ، بل كم من مرة كانت تأتي متأخرة بسبب تأخر الحافلة التي تقلها للجامعة، فاقترحت عليها صديقتها خديجة المكوث معها في بيت والديها و هي فرصة تستطيع معها ربح الوقت و مراجعة دروسها مساء و ترتاح من مشقة التنقل ، و كذلك مساعدة صديقتها خديجة في مهمتها التي تبدو صعبة لوجود عائق و هو فقدان البصر ، فمنذ أن قطنتا معا بدأت علاقتهما تتوطد بل أصبحتا شخصا واحدا بسبب وجودهما في كل مكان معا ، فرحتا معا أسرة شيماء و أسرة  خديجة بهذه الصداقة التي جمعت بين بنتيهما ، و بسبب هذه العلاقة ظهر تفوقهما من خلال مشاركتهما في النقاشات التي كانت تفتح في قاعات و مدرجات  الجامعة ، و كانتا معا ترتادان مكتبة الجامعة مما سهل عليهما التفوق و ربح الوقت ، و مضت السنوات اتباعاً  ، و هما على ذلك الحال ، و كم كان صعبا  فراقهما في فترة العطل ، فكانت سلوتهما هي مكالمات مطولة ليل نهار ، مما كان يخفف عنهما ألم البعاد ، علاقتهما كان ملؤها الحب الصادق و البذل في العطاء  بدون حساب ، فلم يكن يتخلل  هذه العلاقة لا  حساب و لا عتاب، و تشاء الأقدار أن تحصلا معا على شهادة الدكتوراه بامتياز في تخصصيهما ، و كانت هذه العلاقة الفريدة  حديث كل الطلبة بل مثالا قل نظيره ، فشيماء كانت  تخبر معارفها و صديقاتها و كل من تعرف  بأن خديجة هي  توأم روحها ، كما كانت تحب ان تناديها بهذا اللقب  بل كانت بمثابة أختها  التي لم تلدها أمها ، منحتها العطف و الحنان الأخوي و الأمن و الاستقرار  و فرصة التفوق عندما احتضنتها و فتحت لها بيتها و شاركتها غرفتها و منحتها مفاتيح البيت تأتي متى شاءت و تلج الدار دون إذن بل إذنها معها منذ ان وطأت قدميها ذلك البيت ، و كذلك  كانت خير موجه و مرشد لها عندما تضيق بها الارض … و نفس الخطاب كانت تقوله خديجة لمعارفها و صديقاتها و كل من تعرف بأن شيماء هي توأم روحها ، وجدت فيها خصالا يصعب تعدادها بحيث كانت عينيها  التي  طلت بهما على  العالم بكل تلاوينه ، عالم المعرفة بحيث كانت شيماء  لا يرتاح لها بال حتى تتم خديجة ما تشتغل عليه من بحوث ، و قراءة ما تطلبه  منها دون كلل و لا ملل ، و كانت تصحبها للمعارض و المنتزهات و حضور المناقشات التي يعلن عنها في الجامعة…  و هي تعدد خصال صديقتها شيماء  لم تتمالك نفسها حتى بكت و بحرقة  و بدموع مسترسلة لسبب ليس بالبسيط   و هو أن العمل  بعد التخرج باعد بينهما المسافات و كذلك الزواج حيث تزوجتا معا في وقت متقارب …" 

و كانتا ترددان نفس المقولات لشدة التصاقهما الواحدة بالأخرى لسنوات ليست باليسيرة "هو قدرنا الجميل  و الله قادر على جمعنا في قريب الآجال كما جمعنا في البداية من غير ميعاد ، قادر على أن يجمعنا ثانية " 

ذ شكيب مصبير



 

مراعاة الخصوصية | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن


مراعاة الخصوصية | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
مراعاة الخصوصية | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

 

السلام عليكم ، 

مراعاة الخصوصية : 

مثلما توجد أمور محجوبة عنا بشأن الدنيا لا يَحِق لنا معرفتها ولو من باب الفضول أو العلم بالشيء لحِكمة يعلمها الله ، فلا يَصح أنْ نتبع خطوات الآخرين راغبين في معرفة أدق تفاصيل حياتهم التي لم يسمحوا لنا بالاطلاع عليها فما هذا إلا محض تدخُّل لا جدوى منه ، فيجب على الجميع أنْ يراعوا خصوصية الغير ولا يخوضوا فيما لا يعنيهم حتى لا يجدوا رد فعل غير مستحب ، فكل منا يعلم ما يَوِد إخباره للغير وما يرغب في إخفائه وهذا حقه وإنْ لم يُبدِ سبباً له ، فلا بد من احترام رغبات الآخرين كما نحب أنْ يعاملونا فالمبادرة بالأمر تجعله يتم بكل سلاسة وبساطة دون أنْ يعاني أي طرف من مشكلة أو يخشى التعرُّض لأي مأزق أو موقف محرج مع الغير لم يكن يتوقعه أو يعمل له حساباً أو يخطر له ببال ...



 

كتابة القرآن الكريم على الماء | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


كتابة القرآن الكريم على الماء | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
كتابة القرآن الكريم على الماء | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

 


قراءة وكتابة القرآن علي الماء في المذاهب الأربعة


#مذهب_الأحناف


قال ابن عابدين في حاشيته ( 3 / 364 ) :


« اختلف في الاستشفاء بالقرآن بأن يقرأ على المريض أو الملدوغ الفاتحة ، أو يكتب في ورق ويعلق عليه أو في طست ويغسل ويسقى ، [و على الجواز عمل الناس اليوم] ، وبه وردت الآثار » .


#مذهب_المالكية


قال القاضي عياض في إكمال المعلم ( 7 / 101 ) في كلامه عن فضيلة النفث في الرقية :


«وفائدة ذلك - والله أعلم - التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء والنفس المباشر للرقية والذكر الحسن والدعاء والكلام الطيب، كما يتبرك [بغسالة] ما يكتب من الذكر والأسماء الحسنى فى النشر ».


وقال ابن الحاج في المدخل ( 4 / 121 ) :


«وما زال الأشياخ من الأكابر رحمة الله عليهم يكتبون الآيات من القرآن والأدعية فيسقونها لمرضاهم ويجدون العافية عليها ».


#مذهب_الشافعية


قال النووي في المجموع ( 2 / 171 ) :


«ولو كتب القرآن في إناء ثم غسله وسقاه المريض فقال الحسن البصري ومجاهد وأبو قلابة والأوزاعي : 


لا بأس به وكرهه النخعي ؛ ومقتضى مذهبنا : [ أنه لا بأس به ] فقد قدمنا في مسائل مس المصحف ، أنه لو كتب القرآن على حلوى أو غيرها من الطعام فلا بأس بأكله ».


وقال التاج السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ( 5 / 159 ) :


«وَرَأَيْت كثيرا من الْمَشَايِخ يَكْتُبُونَ هَذِه الْآيَات للْمَرِيض ويسقاها فِي الْإِنَاء طلبا للعافية ».


#مذهب_الحنابلة


قال أبو داود في مسائله ( 1668 ) :


«سمعت أحمد ، سئل عن الرجل يكتب القرآن في شيء ، ثم يغسله ويشربه ؟ 


قال : أرجو أن لا يكون به بأس ».


وقال عبد الله بن الامام أحمد ( 1621 ) :


«رَأَيْت ابي يكْتب التعاويذ للَّذي يقرع وللحمى لاهله وقراباته وَيكْتب للمراة اذا عسر عَلَيْهَا الْولادَة فِي جَام اَوْ شَيْء لطيف وَيكْتب حَدِيث ابْن عَبَّاس إِلَّا انه كَانَ يفعل ذَلِك عِنْد وُقُوع الْبلَاء وَلم اره يفعل هَذَا قبل وُقُوع الْبلَاء ورأيته يعوذ فِي المَاء ويشربه الْمَرِيض وَيصب على رَأسه ».


وقال علاء الدين المرداوي في تصحيح الفروع ( 3 / 249 ) :


«ويجوز أن يكتب القرآن أو ذكر غيره بالعربية في إناء ثم يسقيان منه ويرقى من ذلك وغيره بما ورد من قرآن وذكر ودعاء ».


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ( 12 / 599 ) :


«وإذا كتب شيء من القرآن او الذكر فى اناء او  لوح ومحي بالماء وغيره وشربه ذلك فلا بأس به(نص عليه احمد) وغيره ونقلوه عن ابن عباس انه كان يكتب الكلمات من القرآن والذكر ويأمر بأن تسقى لمن به داء وهذا يقتضي

ان لذلك بركة ».


وقال ايضا في مجموع الفتاوى(64/19)


ويجوز أن يكتب للمصاب وغيره من المرضى شيئا من كتاب الله وذكره بالمدد المباح ويغسل ويسقى كما نص على ذلك احمد وغيره .



 

حكم الجمع بين الصلاتين في الحضر | بقلم  أ. د روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة


حكم الجمع بين الصلاتين في الحضر | بقلم  أ. د روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
حكم الجمع بين الصلاتين في الحضر | بقلم  أ. د روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة

 


مسألة جمع الصلاة في الحضر لمن احتاج إليها إما لإنقاذ نفس ، مثل من يشتغل بإطفاء الحريق ولا يتمكن من أن يصلي كل صلاة في وقتها، أو مثلا ًالطبيب الذي يجري العملية وقد تستغرق العملية عدة ساعات فتضيع عليه بعض الصلوات ، أو الانشغال بالمحاضرات أو السكاشن التي تستغرق عدة ساعات متواصلة ، أو انشغال العروس يوم الزفاف أوغيرها من الأسباب المانعة من آداء الصلاة على وقتها  .

أقول :أولا : الجمع معناه أن يصلي المسلم كل فريضة كاملة ولكن واحدة منها في وقت الأخرى، فيصلي الظهر أربعا والعصر أربعا جمعا غير قصر، وكذلك المغرب والعشاء.

ثانيا :الأصل أن تؤدى الصلاة في وقتها ؛ لأن الله تعالى قال: ( إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً )   سورة النساء آية 103  ، وأيضاً لأحاديث مواقيت  الصلاة وهي كثيرة جداً بلغت حد التواتر :

ثالثا: ولكن قد يكون هناك مشقة لتأدية الصلاة في وقتها في الحضر فهل هو محل للجمع أو ليس محلاً للجمع ؟ 

اختلف الفقهاء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال : 

الأول : وهو مذهب السادة الحنفية ويعتبر أضيق المذاهب في الجمع في الحضر فهم لا يجوزون الجمع لا في سفر ولا في حضر ، وإنما يجوزونه فقط في عرفة ومزدلفة مع الإمام للحاج ، وأما ما عدا ذلك فهو عندهم جمع صوري بمعنى يؤخر وقت الأولى إلى آخر وقتها بقدر مايسع الفريضة، ويعجل الثانية في أول وقتها فتظهر في الصورة كأنها مجموعة والحقيقة كل صلاة في وقتها . 

الثاني: وهو للسادة المالكية و الشافعية فهم لا يجوزون الجمع في الحضر إلا للمريض كمن عنده غيبوبة ويفيق في وقت بعض الصلوات دون الأخري ، وفي المطر ليلاً أو نهاراً عند الشافعية لمن اعتاد على الصلاة في المسجد ، وعند مالك ليلاً فقط لمن يصلي في المسجد ، وأجازه مالك أيضاً في الطين دون المطر ليلاً ، ويمنعونه لغيرهما .

الثالث  : وهو مذهب السادة الحنابلة ويعتبر أوسع المذاهب في هذه المسألة حيث قالوا :الجمع يجوز بين الصلاتين في كل عذر يبيح ترك الجمعة. والجماعة ، وقالوا الحاجة والمشقة تبيح الجمع بين الصلاتين ، وهذا الرأي قال به بعض السلف مثل : ابن سيرين والخطابي وأشهب وابن المنذر وشيخ الإسلام ابن تيمية ، ومن المتأخرين الشيخ محمد رشيد رضا والشيخ أحمد شاكر رحمهم الله ، واشترط بعض هؤلاء العلماء أن لا يتخذ ذلك عادة  .

والراجح : هو ما ذهب إليه الحنابلة بأنه إذا كان يلزم من ترك الجمع حرج ومشقة في الحضر، فإن الجمع جائز ولا بأس به ، بشرط ألا يتخذ ذلك عادة مستمرة ؛ لأنه خلاف النص القرآني وخلاف أغلب المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم من فعله، وحثه على أداء الصلوات في أوقاتها. 

والدليل على جواز الجمع في الحضر : مارى عن ابن عبَّاسٍ قال : جمَعَ رسول اللّهِ صلى الله عليه وسلم بين الظّهْرِ والْعَصْرِ والْمَغْرِبِ والْعِشَاءِ بِالْمدِينَةِ في غَيرِ خَوفٍ ولا مطَرٍ . قيلَ لابن عبَّاسٍ ما أرَادَ إلى ذلك قال أرَادَ أنْ لا يحْرِجَ أمَّتَهُ   رواه مسلم .

ومعنى ذلك أن الرسول صل الله عليه وسلم جمع بين الصلاتين بدون سفر ولا مطر، أي جمع بينهما وهو مقيم،وعلق ابن عباس رضي الله عنهما على ذلك بأن النبي صل الله عليه وسلم أراد التيسير على أمته ورفع الحرج عنهم إذا ماتوافر السبب الذي يشق معه الإتيان بالصلاة على وقتها. 

وعليه فإذا كان وقت المحاضرة يتزامن مع وقت الصلاة بشكل دائم أثناء الفصل الدرسي و اضطر الطالب إلى البقاء في القاعة وقتا يستغرق وقت الصلاة كله ، مع عدم إمكان الخروج ، كأن كان في امتحان أو عمل متواصل لايمكن قطعه حتى خروج وقت الصلاة ، فإن له حينئذ لا غير أن يجمع مشتركتي الوقت الظهر مع العصر أوالمغرب مع العشاء تقديم أو تأخير حسب حاله ، ولا يجوز جمع العصر مع المغرب لعدم اشتراكهما في الوقت،

 و للعروس تقديم صلاة العصر مع الظهر في وقت الظهر، وتنوي تأخير المغرب مع العشاء جمع تأخير في بيت الزوجية. وكذلك الطبيب له أن يجمع الصلاة التي سيضيع وقتها مع أختها المشتركة معها في الوقت تقديما أو تأخيرها. فيصلي الظهر أربعا ثم بعده مباشرة العصر أربعا، وكذلك بالنسبة للمغرب والعشاء إذا كان الجمع بينهما . والله تعالى أعلى وأعلم .



 حُكم تعليق الطلاق على مشيئة الله تعالى | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة


حُكم تعليق الطلاق على مشيئة الله تعالى | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
حُكم تعليق الطلاق على مشيئة الله تعالى | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة

 

إذا علق الزوج طلاق زوجته على مشيئة الله تعالى بأن قال : : أنت طالق إن شاء الله ، أو قال : إلا أن يشاء الله ، أو قال : إلا أن لا يشاء الله - : فكل ذلك سواء ، ولا يقع بشيء من ذلك طلاق .

حتى وإن لم يسمع بها إلا نفسه ، أو حرك بها لسانه ، عند جمهور أهل العلم من الحنفية والشافعية ورواية لأحمد .

برهان ذلك : قول الله عز وجل : (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً (23) إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً)   [الكهف: 23-24]. 

وقال تعالى : {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير:29] } .

ونحن نعلم أن الله تعالى لو أراد إمضاء هذا الطلاق ليسره لإخراجه بغير استثناء . 

فصح أنه تعالى لم يرد وقوعه إذ يسره لتعليقه بمشيئته - عز وجل .

ولقوله صلى الله عليه وسلم : « من حلف على يمين فقال إن شاء الله فقد استثنى فلا حنث عليه»الترمذي .

ومن باب الاحتياط وجمعاً بين أقوال أهل العلم من لم يوقع الطلاق المعلق على مشيئة الله تعالى ، ومن أوقعه أقول : إذا كان قول الزوج أنت طالق إن شاء الله يقصد تعليق الطلاق بمشية الله تعالى فلا يقع الطلاق لأن مشيئة الله تعالى غير معلومة لأحد فكان هذا التعليق كالتعليق على شرط مستحيل فيكون نفيا للطلاق ، أما إن كان يجري على لسانه دوماً قوله إن شاء الله تعالى تبركاً وتأدباً وليس تعليقاً بقلبه فيقع الطلاق . وبهذا نجمع بين أقوال أهل العلم المختلفين في المسألة . والله تعالى أعلى وأعلم .