احك يا شكيب : " عاصفة تنسف الاستقرار " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب : " عاصفة تنسف الاستقرار " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب : " عاصفة تنسف الاستقرار " | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي ذ. شكيب مصبير 

 


المغاربة مثلهم كباقي الشعوب يتفاعلون مع الأحداث عامة و مع الاحداث ذات الطابع الاجتماعي بشكل فكاهي و بسخرية خاصة ، و من القضايا التي أثارت جدلا و جدلا كبيرا منذ بداية القرن الواحد و العشرون أي قبل خامس فبراير من عام ألفين و أربعة  ، حديث عن مدونة الأسرة ، حديث ظاهره انتصار للمرأة ضد الرجل ، حديث عن طلاق مكلف للرجل كان ظالما أو مظلوما ، الطلاق معناه نصف ممتلكات الزوج تنتقل للزوجة غصبا ، في ظل مجتمع  نسبة كبيرة من أفراده تعيش هشاشة جاءت عبر تقارير رسمية ، و عزوف عن الزواج بسبب أوضاع مزرية و أزمات منها ما هو عالمي أثر على ما هو وطني " جائحة كورونا " كمثال 

هذا الجدال و الصراع المفتعل جعل أهل النكتة يختلقون حكايا من نسج الخيال أسوق لكم اثنين منهما : 

" دخل  زوج لبيت الزوجية مساء  بعد ان صعد للطابق الرابع  حيث يقطن ، ففتحت له زوجته الباب مبتسمة على غير عادتها  ، مما أثار انتباه  و غرابة الزوج  فسألها مندهشا يا فاطمة ما سبب فرحتك اليوم فأنت على غير عادتك ؟  فأخبرته باستهزاء يا زوجي الغالي ألم تصلك أخبار المدونة الجديدة ؟ أجابها الزوج : أخبريني يا عزيزتي : قالت له باعتزاز و افتخار : إذا فكرت يوما في الطلاق فنصف  شقتنا و نصف راتبك سيصبح من نصيبي ، قال جميل جدا ، و لكنك تجهلين أن الثمن 1/8سيكون هو كل ما ستأخذين ؟ قالت كيف وضح كلامك حتى افهم جيدا ؟ قال إذا مت أنا و تركتك أنت و الأولاد ووالدي فما هو نصيبك في الإرث ؟ قالت هذا معلوم ، الثمن  ، فقال لها : هذا ما ستنالين و لن يكون  لك أكثر من ذلك ، فقالت : أي نعم ، و لم يمهلها طويلا  و للتو اتجه نحو  نافذة غرفة النوم و قال لها مستهزأ حقك هو الثمن و ليس النصف يا مغفلة و رمى بنفسه للشارع " 

"  اتصل صديق بصديقه و طلب مقابلته  في مقهى يلتقيان فيه نهاية كل أسبوع على وجه السرعة لأمر عظيم و مهم ،   فحضر الصديق في الموعد الذي حدداه سلفا ، و شرعا في تناول الموضوع موضوع الساعة و هو ان تعديل المدونة سيحدث  اضطراباً و   خاصة تلك المادة المشؤومة التي تعطي للمفارقة نصف الراتب و الممتلكات و أن زوجته لما علمت بهذا،  تغير حالها فأصبحت تهينه في كل لحظة  و حين مما سبب له أرقاً  ، فقال  لصديقه : يا صديقي علاقتي بزوجتي ازدادت سوءا عما كان من قبل و قرار الطلاق كنا اتفقنا عليه ، و لكن مع سماعها للمستجد تغير حالها و أصبحت تضغط علي بشكل مستفز و فكرت في أمر و حيلة بها سأجعلها لا تأخذ درهما واحدا ، فقال له صديقه كيف؟ وضح يا صديقي فإني لم أفهم ما ذا تقصد بكلامك ؟ فأجابه لقد فكرت في الأمر جيدا و قررت أن أضع حدا لحياتي ، هنا تدخل صديقه : يا صديقي إن ما تفكر فيه يعتبر فعلا حراما و ما دخل زوجتك في هذا ؟ قال له أعددت خطة محكمة ستجعلها تحرم من الميراث نهائيا و سيكون مصيرها الإعدام أو السجن مدى الحياة ، و سأحكي لك الخطة ، هنا ازداد فضول الصديق فقال لصديقه أخبرني عن تفاصيل ما فكرت فيه ؟ هنا بدأ الصديق في الحديث عن خطته قائلا : سأطلب من زوجتي شراء سم قاتل من عند العطار الذي  له محل بجوار بيتنا  بعلة وجود فأر كبير الجحم  ببيتنا وجب التخلص منه ، و بعد إحضاره سأضعه في  كوب عصير ليمون و قبل ذلك  سأترك ورقة مكتوب عليها  ، إنني أشعر بخطر داهم يهدد حياتي  فإن وقع لي أي مكروه فإن زوجتي هي السبب لكونها كانت تهددني في كل شجار أو خصام يحصل  بيننا ستقتلني و أنا عزمت على وضع حد لحياتي و بهذا الفعل ستحرم هي من الارث و القاتل لا يرث و القاتل يعدم و أكون بفعلي هذا أفشلت خطتها " ، لكن الصديق لم يرقه هذا الكلام و هذا المخطط الجهنمي و حاول الاتصال بزوجة صديقه ناصحا إياها  بأن تغير معاملتها مع زوجها  بأن لا تتحدث عن مدونة سربت مضامين بعض موادها   و ليست هي الحقيقة و أن الأسرة  و بيت الزوجية أسمى من أن يصبح حلبة صراع و استقواء وإنما العلاقة الزوجية أساس استقرارها هو الحب الصادق الذي يبنى على المودة و الرحمة و التعاون و التضامن و  الصبر و المصابرة . 

هنا تكون حكايتنا قد انتهت و هي رسالة موجهة لمن يهمهم الأمر قصد  إنصاف الرجل و المرأة و الأطفال و إشاعة روح المحبة و التسامح عبر قانون منصف و إعلام موجه و رفع الهشاشة بعدالة اجتماعية و حرية  و كرامة إنسانية 

ذ شكيب مصبير



 

هلْ يحرسُ اللصُّ الذهَبْ؟! | بقلم الشاعر الأديب الفلسطيني عبد المحسن محمد


هلْ يحرسُ اللصُّ الذهَبْ؟! | بقلم الشاعر الأديب الفلسطيني عبد المحسن محمد
هلْ يحرسُ اللصُّ الذهَبْ؟! | بقلم الشاعر الأديب الفلسطيني عبد المحسن محمد

 

قالَ المدرِّسُ للفتى:

أعربْ "ترَّجلَ فارسٌ في القدسِ آتٍ مِنْ حلبْ"


قالَ الفتى:

أمّا ترجَّلَ إنها

فعلٌ مَضَى عنْ أمَّةٍ

 قدْ هَدَّ كاهِلها اللعبْ


والفارسُ المقدادُ أصبحَ فاعلاً 

في أمَّةٍ أبطالُهَا صاروا خَشَبْ


في: حرفُ جَرٍّ جرَّكُمْ نحوُ المذلَّةِ لا عَجَبْ


والقدسُ قِبلَةُ فِعلِكُمْ

هيَ طفلةٌُ ولدت ولا أمٌّ لها وبغيرِ أَبْ


آهٍ لقبحِ وجوهِكُمْ.. 

أَيتيمَةٌتُرمى لأولادِ الزُّناةِ وتُغتَصَبْ؟!


آتٍ أحالُ المؤمنينَ ترجَّلوا..

 أمْ أنَّها حلمٌ بعينينا اقتربْ


مِنْ: حرفُ مجدٍ قدْ تكلَّلَ بالهزيمةِ والغضبْ..


أمَّا حلبْ.. 

آهٍ على حالِ الطفولةِ والأمومةِ في حلبْ

لوْ جاءَ ألفُ مدرِّسٍ 

لنْ يعربوا يومًا مريرًا 

منْ حكاياتِ التشُّردِ والتعبْ


قال المدرِّسُ يا فتى:

أنسِيتَ أحكامَ البلاغةِ

أمْ تناسَيْتَ الأدبْ؟!

هيا استقمْ واعربْ: "توحَّدتِ العربْ.."


قالَ الفتى:

يكفيكَ يا عمي كَذِبْ

هلْ يحرسُ اللصُّ الذهبْ

لوْ رافقَ الذئبُ الرعاةَ ليحرسوا 

غَنَمًا تشتَّتَ في الطبيعةِ واغتربْ

حتمًا سيتَّحِدُ العربْ..

حتمًا سيتَّحِدُ العربْ..


عبد المحسن محمد

تمخّضي عِشقًا

(من الارشيف)


هلْ يحرسُ اللصُّ الذهَبْ؟! | بقلم الشاعر الأديب الفلسطيني عبد المحسن محمد



 

البهائم | بقلم الشاعر الأديب الفلسطيني عبد المحسن محمد


البهائم | بقلم الشاعر الأديب الفلسطيني عبد المحسن محمد
البهائم | بقلم الشاعر الأديب الفلسطيني عبد المحسن محمد 

 


عشرونَ "خاروفًا وجحشٌ"

في الزريبةِ يسكرونْ


و"البغلُ" في الصَّحراءِ يشربُ كأسَ نفطٍ

مثلما هم يشربونْ


والعيرُ غلَّقتِ النوافذَ

ثمَّ قالتْ: "هيتَ للمحتلِّ كلّي

فافعلوا ما تؤمرونْ"


وصغارُهمْ في البردِ جوعى

كاليتامى متعبونَ

فكيفَ يغفو الجائعونْ؟


قدْ جاءَهمْ ذئبٌ قبيحٌ فاستغاثوا

لم يجبهم "أيُّ بغلٍ" أيُّ "جحشٍ"

أيُّ "خاروفٍ" .. وكلٌّ ينظرونْ!


ماتَ الصّغارُ

فصفّقتْ كلُّ "البهائمِ" للذئابِ

فإنَّهُ الذئبُ الحنونْ


مِنْ ثمَّ عادوا للزريبةِ

يشربونَ ويضحكونْ


الآنَ ناموا في أمانٍ حين ماتَ عدوُّهمْ

فعدوُّهمْ أطفالهمْ إذْ يكبرونَ..

يقاتلونَ.. يقاومونْ


فلتنهضوا .. ولتجمعوا أشلاءكمْ

باقونَ أنتمْ في المدى

لكنّهمْ همْ زائلونْ



البهائم | بقلم الشاعر الأديب الفلسطيني عبد المحسن محمد



 

أحب صوت فيروز | بقلم الأديبة المغربية فوزية مسجيد


أحب صوت فيروز | بقلم الأديبة المغربية فوزية مسجيد
أحب صوت فيروز | بقلم الأديبة المغربية فوزية مسجيد 

 


أحب صوت فيروز...لأنه يعيدني لفصول الدراسة.. للأمنيات الصغيرة ...للممشى صباحا جوار الوادي.... للنبع المنهمر....أحب صوت فيروز....لأنه غير مصنف.... يلعب غميضة مع كل الصغار....يهدهد ليلهم....يلقي التحية على الجيران....يهدي الأساور للجدات... يحيك من الليلك ألف وشاح.. يشي بحصاد الصيف.... يوقد مواقد الشتاء.. أحب صوت فيروز....لأنه أمين يوصل الورد لأصحابه....و يداهم الثلج....و لاعب الورق....و نثر الحبق....يغني للفقراء و لبالغ الثراء.... يمشط خصلات الغاب....و يصقل الأواني والأبواب والقرميد..أحب صوت فيروز....لأنه يورطني  بالأعياد....و تقطير الزهر على الحلوى....ونقع ليلة العيد بمبشور الليمون ... مواسم العليق....ونخل المحبة مع الدقيق... ونصيبنا من صحن الجارة.... أحب صوتها الناضج والبريء.... الخجول و الجريء... أحب صوت فيروز...لأنه يسافر بي لضيعة حملايا...و يدعوني لسماع رنات العود ...و بوح ناي الرعاة بوسط الغاب... لأنه يجعلني أسبق هدير البوسطة...و أجنحة طيارة الورق... أحب صوت فيروز لأنه  يجعلني أصدق الفن....



بقلم فوزية مسجيد





هوس الشهرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


هوس الشهرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
هوس الشهرة | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن



السلام عليكم ، 


هوس الشهرة : 


يتبارى الجميع من أجل الوصول للشهرة وتحصيل المزيد من الأموال التي لا أعلم ما الغرض من كثرتها ، فقد يطيح البعض بالآخرين من أجل الظهور بصورة برَّاقة أمام الجماهير الغفيرة التي تنتظر تواجدهم الدائم على الساحة بغض الطرف عمَّا يُقدِّمون ، فمن المؤسف حقاً تلك المحتويات الرديئة التي يطرحها الجميع بلا تفكير مُسبَق أو تخطيط لما يُفيد الغير ولو بقيد أنملة ، لذا صار المجتمع في تدنٍ مستمر وصارت مستويات الجميع في انحدار وانحطاط متزايد وأوشكنا أنْ نصل للحضيض بالفعل ، للقاع الذي يَصعُب الخروج منه بعدما سقطنا بكامل إرادتنا فيه ، لا أدري ما سر تلك اللهفة وراء تحقيق الشهرة وما الهدف من كل تلك المهاترات التي يسعى إليها البعض وقد يقدموا المزيد من التنازلات لأجلها ؟ ، أيضمن أحدهم البقاء في تلك الحياة لفترة أطول ؟ ، أيضمن دوام تلك الأموال معه للأبد ؟ ، أَيُخطط فيما سينفقها أم أنها مجرد منافسات غير شريفة من أجل الوصول للشهرة فحَسب دون النظر لعواقب تلك المحتويات التي نعرضها للجميع ونُصدِّرها لهم طوال الوقت وكأننا على غير علم بتأثيرها السلبي على المجتمع ؟ ، فيجب أنْ نكون على دراية بأننا سوف نُحاسَب على كل ما نفعله وننقله ونُورِّثه للآخرين سواء أكان خيراً أم شراً فيجب أنْ ندرس خطواتنا ونحسبها جيداً دون أنْ تأخذنا مغريات الحياة التي لا فائدة منها ولا طائل قبل أنْ نجد الفساد قد تفشى عبر الأجيال دون القدرة على إقصائه خارج المجتمع أو القضاء عليه تماماً ، فنحن بذلك نكون من المفسدين المخرِّبين في الأرض كما هو الحال الذي اعتدناه من البشر منذ قديم الأزل ، فبدلاً من استخدام العِلم والتكنولوجيا فيما يُفيد دمَّرنا كل شيء ولم يتبقَ لنا سوى الحَسرة والندم على ما فعلناه بمحض إرادتنا وحطمنا به مستقبل الأمة بلا تعقُّل أو اكتراث أو إفاقة من تلك الغفلة التي انغمسنا فيها جميعاً بلا استثناء ولو للحظة نمحو فيها كل ما أفسدناه بالفعل ، فلقد طمسنا عقولنا وألغينا تفكيرنا تماماً منذ أنْ سيطر عليه حب المادة والسعي لتحصيل المزيد منها وكأنها دائمة لنهاية العمر ، فكل شيء زائل لا مَحالة ولو طال أمده بعض الشيء فلا يغرنَّنا تلك التفاهات التي نركض وراءها طيلة الوقت  فلن تنفعنا أو تُقدِّم لنا شيئاً في الآخرة ، فعلنا نستفيق من تلك الغفلة التي طالت ولم نَعُد ندري لها موعد انتهاء قبل أنْ تقضي على آخر ذرة عقل فينا ونفقد حياتنا بلا رجعة ...




 

شروط الحج وعلى من يجب ؟ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف



شروط الحج وعلى من يجب ؟ | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف


الحج فريضة عظيمة من شرائع الإسلام، وشعيرة من شعائره الظاهرة، وفيها فضائل عظيمة، ومكارم جليلة، ومنافع دينية ودنيوية.

فهل يجب الحج على مسلم كما تجب عليهم الصلاة؟ 


قال الله تعالى:


 {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}


 [آل عمران: 97]


فلا يجب الحج إلا بشروط منها الاستطاعة، وهذه الشروط ستة كما يلي:


أولاً :


الْإِسْلَام : 


فلا يصح الحج من الكافر، ولا يجوز له دخول الحرم، مع الْقَوْلِ بِأَنَّ الْكُفَّارَ مُخَاطَبُونَ بِشَرَائِعِ الْإِسْلَامِ، ومؤاخذون بها يوم القيامة، فلو فعلوها لم تقبل منهم إلا أن يُسْلِمُوا .


قال تعالى: 


{وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} 


[المائدة: 5]


وقَالَ تَعَالَى: 


{وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ}


 [التوبة: 54]


وقال عز وجل:


 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا}


 [التوبة:28]


 وقال تعالى: 


{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ  فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} 


[المدثر: 38 - 47]


وقال عز وجل: 


{وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} 


[فصلت: 6، 7]


وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فِي رَهْطٍ، يُؤَذِّنُونَ فِي النَّاسِ يَوْمَ النَّحْرِ: 


لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ .


 متفق عليه


ثانيًا :


البلوغ :


فلا يجب الحج على الصغير، ويصح الحج منه، ولكن لا يسقط عنه حجة الإسلام .


فعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: 


رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ, وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ .


 أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه 


 وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لَقِيَ رَكْبًا بِالرَّوْحَاءِ، فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟

 قَالُوا: الْمُسْلِمُونَ، فَقَالُوا: مَنْ أَنْتَ؟

 قَالَ: رَسُولُ اللهِ ، فَرَفَعَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ صَبِيًّا، فَقَالَتْ: أَلِهَذَا حَجٌّ؟ 

قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ . 


أخرجه مسلم


وعنه رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 


إِذَا حَجَّ الصَّبِيُّ فَهِيَ لَهُ حَجَّةٌ حَتَّى يَعْقِلَ، فَإِذَا عَقَلَ فَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى، وَإِذَا حَجَّ الْأَعْرَابِيُّ فَهِيَ لَهُ حَجَّةٌ، فَإِذَا هَاجَرَ فَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى .


 أخرجه ابن خزيمة 


ثالثًا :


العقل : 


فلا يجب الحج على المجنون، كما مضى في حديث أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: 


وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ .


رابعًا :


الحرية : 


فلا يجب الحج على الرقيق حتى يُعْتَقُوا، ويصح الحج منهم قبل العتق لكن لا يجزئهم عن حجة الإسلام إذا أُعْتقوا. 


فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 


أَيُّمَا عَبْدٍ حَجِّ ثُمَّ أُعْتِقَ فَعَلَيْهِ حَجَّةٌ أُخْرَى .


 أخرجه البيهقي في السنن الصغير والضياء في المختارة 


خامسًا :


الاستطاعة بالبدن والمال مع أمن الطريق:


 قال الله تعالى:


 {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}


وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أنه قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ عَامَ حَجَّةِ الوَدَاعِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الحَجِّ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ . 


متفق عليه


ومعنى الاستطاعة يشمل القدرة البدنية والمالية وأمن الطريق.


أما القدرة البدنية المعتبرة فهي التي يتمكن معها من السفر وأداء المناسك. 


وأما القدرة المالية فتكون بملك الزاد الذي يكفيه ومن تلزمه نفقتهم أثناء سفره وحجه وحتى رجوعه، وأن يملك الراحلة التي تبلغه سفره، أو تكلفة السفر.


وأمن الطريق يحصل بالتمكن من الوصول بأمان إلى المناسك فلا يمنع بسبب عدو أو وحش أو وباء أو نحوه، وكذا يمنع من الوصول للحج بالإحصار.


قال الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله: 


وَجُمْلَةُ ذَلِكَ أَنَّ الْحَجَّ إنَّمَا يَجِبُ بِخَمْسِ شَرَائِطَ: 


الْإِسْلَامُ، وَالْعَقْلُ، وَالْبُلُوغُ، وَالْحُرِّيَّةُ، وَالِاسْتِطَاعَةُ. 


لَا نَعْلَمُ فِي هَذَا كُلِّهِ اخْتِلَافًا.


 انتهى من المغني


سادسًا :


المَحْرَم مع النساء:


 فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أنه قَالَ: 


قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 


لاَ تُسَافِرِ المَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، وَلاَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا، وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الحَجَّ، فَقَالَ:  اخْرُجْ مَعَهَا .


 أخرجه البخاري، وعنه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: 


لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ، وَلاَ تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ .


 فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، وَخَرَجَتِ امْرَأَتِي حَاجَّةً، قَالَ: 


اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ . 


أخرجه البخاري ومسلم


وعنه أيضًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: 


لَا تَحُجَّنَّ امْرَأَةٌ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مُحْرِمٍ . 


أخرجه الدارقطني




 

اجتماعي منعزل! | بقلم الأديبة المصرية نجلاء محجوب


اجتماعي منعزل! | بقلم الأديبة المصرية نجلاء محجوب
اجتماعي منعزل! | بقلم الأديبة المصرية نجلاء محجوب 

 

فوائد الانعزال وأضراره


أثّرَت ضغوطُ الحياة بالسلبِ، على ثباتِ سِمات الشخصيةِ بالتَصنيفِ المُعتادِ لكُلِّ شخصيةٍ، فأصبَح الشَخصُ، يجمَع بينَ شَخصيتين غيرَ مُتشابِهتَين، بعيدَتينَ حَدَّ التناقُضِ، وَ غالِبيتنا، 

أصبحَ هذا الشَخص، الإجتماعي المُنعَزِل، فهذه الشخصية

مَزيجٌ مِن الإجتماعية، و الانطوائية مَعًا، وَ الحياةُ هي التي دَفَعته ليكونَ مُتناقِضًا هكذا، فهو في الأصلِ شخصية إجتماعية، مُحِبة للآخرين، وَدُودٌ، لديه فيضًا من المشاعر، يشارِك الآخرين في أفراحِهم و في أحزانِهم، لكنه فجأةً، يجِد نفسَه يميلُ إلى الانطِواء، و يستمتِع بالهدوءِ، و هو وحيدٌ، فيبتَعِد عن المُجامَلاتِ، و يجدب فَيضَ وِدَّه..!  بهروبٍ مؤقتٍ نحو الانعِزال، و ذلك للتَحرُرِ من ضغوطِ الحياةِ التي أثقَلته.

وَ من قيودِ المسئوليةِ، المُلقاة على عاتِقه، وَ من تزاحُمِ الأفكار، وضجيجها، وَ من زَحفِ التفكير السَلبي حَدَّ الإقتراب، وَ قد يكونُ هُروبَ الانعِزال، رَدًا عن تصرفات ألَمَته، وَ لم يستَطِع الرد..!  فَآثر الصَمتَ. فكانَ لذلك تَأْثِيرٌ سيئٌ، علي حالَته النفسية، فَوُجِدَ ضرورةَ، أن يكونَ هناكَ إستِراحةٌ مؤقتةٌ،

يختَلي فيها بنفسِه، وَ يستمتِعُ بالهدوءِ في وِحدَتِه، بَعِيدًا عن الآخرينَ، يستمتِع بِذِهْنٍ خالٍ، مِن أى تفكيرٍ مُرهِقٍ، يسبِب له توترًا،

وينقطع إلى الانعزال لينعم بهدوء مؤقت، بَعِيدًا عن اللِّهاثِ وراءَ الحياةِ، وَ إحساسه بالهدوءِ؛ يجعل الجانِبَ الإيجابي يستَعيدُ نفسَه،ثمّ يعودُ اجتِماعيًا، بمعنَوياتٍ عاليةٍ، وَ بسلامٍ نفسي، لم يشعُر به من قبل، قادرٌ على مواجَهَة الحياةِ..


والعزلةُ الإجتماعيةُ قد تشيرُ إلىٰ الغيابِ التامِ، 

أو شِبه التامِ للتواصلِ مع المجتمعِ، ففي حالةِ الغيابِ التامِ، غالبًا لا يوجَدُ لدىٰ هؤلاءِ المُنعزلينَ اجتِماعيًا من يلجأونَ إليه، ولا يوجَدُ أحَدٌ يثقونَ فيه، فَهُم مُكتفونَ بذواتِهم، ويحتملُ أن ينشأ هذا الانعزالَ عن مشاعرِ الوحدةِ والخوفِ من الآخرينَ، أو انخفاضِ تقديرِ الذاتِ، أي التقديرِ السلبي للذاتِ، ويُسهِمُ الحزنُ أيضًا في الشعورِ بالعزلةِ الإجتماعيةِ، ويمكنُ أن تحدُثَ العزلةُ الإجتماعيةُ لأي شخصٍ مَهما كان سِنّه، فقَد تظهرَ علىٰ كلِّ فئةٍ عمريةٍ، وحدوثَها  غالبًا ما يكونُ علىٰ فتراتٍ، تتخللُها العودةُ للاندماجِ في المجتمعِ..


ومن فوائدِ العزلةِ أنّها قد تكونُ الطريقَ لاكتشافِ الذاتِ وإعادةِ تشكيلها، وهو ما يُسمىٰ بـ «اللحظات الوجودية» "existentializing moments"  الًتي تحدّثَ عنها "فونغ"، وهي وَمضاتٌ عقليةٌ من وضوحِ الرؤيةِ، مُستلهِمُها من نظريةِ «الاستِسلامِ والاغتنامِ» لعالِمِ الإجتماعِ الألماني/ الأمريكي "كورت وولف"، 

أو نظريةُ إدراكِ الذاتِ..


وعلىٰ الرغمِ مِن أنّ العديدَ من كِبارِ المُفكرينَ تحدّثوا عن الفوائدِ الفكريةِ والروحيةِ للعزلةِ وهُم: 

"لا تزو" و"نيتشه" و"ايمرسون" و"ولف"،

إلا أنّ الكثيرَ من المُعاصرينَ ينصحونَ بتجَنُبِها، وخصوصًا إذا كانت لفتراتٍ طويلةٍ..

يقولُ "كينيث روبين" وهو طبيبٌ نفسي في جامعةِ "ميريلاند":

«تكونُ العزلةُ مثمرةً إذا كانت طوعيةً، وإذا كان المرءُ يستطيعُ تنظيمَ مشاعِرِه بصورةٍ فعالةٍ، وأنّه يستطيعُ الانضمامَ إليٰ مجموعةٍ وقتَما يريدُ، وغيرَ ذلك تصبحُ العزلةُ ضارةً..»


لذلك، تكونُ العزلةُ مفيدةً وتساعدُ علىٰ اكتِشافِ الذاتِ وإعادةِ تشكيلها إذا كانت لفتراتٍ ليسَت طويلةً، أمّا إذا كانت لفتراتٍ طويلةٍ فقد تكونُ لها أخطارُ صحيةٌ..


فقد أثبتَت دراساتُ حديثةُ أنّ الوحدةَ أسوأ من التدخينِ، وهذا ما أكده الدكتور "ديفيد روبنسون" الاستشاري في مستشفى "سانت جميس" في مدينة "دبلن" بـ "أيرلندا"، وكذلك ربطَ الوحدةَ بالاكتئابِ، فقالَ إنّ الوحدةَ تعادلُ تدخينَ خمسةَ عشرَ سيجارةٍ يوميًا..


وكشَفَت دراسةٌ حديثةٌ نُشِرت في مجلةِ "إجنيغ"  (Aging) في سبتمبر 2022 أنّ الوحدةَ تعجِلُ بالشيخوخةِ..

 

كذلك قالَ "دوجلاس نيميسك" كبيرُ المسؤولينَ الطبيينَ للصحةِ السلوكيةِ في سيجنا:

«أنّ الوحدةَ تنافِسُ السمنةَ، وتأثيرُها علىٰ معدلِ الوفياتِ مثل التدخينِ».»


ومِن هُنا وَجَدَ ضرورةً للبحثِ عن طُرقٍ للتَغلبِ علىٰ العزلةِ لفتراتٍ طويلةٍ، والانطواءِ، ومن الطرقِ التي قَد تساعِدَ المنعزلونَ علىٰ التغلبِ علىٰ الميلِ للعزلةِ:

- التعرّفَ علىٰ أصدقاءٍ جُددٍ،

- ممارسةَ رياضةٍ جماعيةٍ،

- تقديمَ خدماتٍ مجتمعيةٍ، كزيارةِ بيوتِ المُسنينَ، ودورِ رعايةِ الأطفالِ، والملاجئ، 

-وضعَ أهدافٍ وخططٍ لتجاوزِ المُشكلاتِ ومواجَهتِها، 

-والإكثارَ مِن المُطالعةِ والمعرفةِ، فهذا يزيدُ مِن الثقةِ بالنفسِ، وبالتالي القدرةَ علىٰ التواصُلِ مع الآخرينَ..


نجلاء محجوب





فتيل الرغبات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن

فتيل الرغبات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
فتيل الرغبات | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن 


 

السلام عليكم ،
فتيل الرغبات : 
الإرادة هى الفتيل الذي يُشعِل الرغبات داخل المرء ويُحثه على العمل والإنتاج ويُبغِّضه في القعود والاسترخاء طيلة الوقت ، فهي ما تُثير الدوافع التي تجعله راغباً في غدٍ مشرق أفضل من أمسِه الذي مرَّ دون تحقيق المُراد بفعل خموله وتكاسله واتكائه على الضيق والتذمر وكأن تلك العوامل تحول بينه وبين واقعه الذي يريد محاكاته ومعايشته بالفعل ، فكان عليه أنْ يُنحِّيها جانباً ويتخلى عنها لبعض الوقت الذي يحقق فيه ذاته ويصل لأحلامه التي يسعى إليها منذ قديم الأزل ، فما الحياة الدنيا سوى محطات إما أنْ يتمكن المرء من استغلال طاقته فيها أو يُضيِّعها بمحض إرادته دون الشعور بأي ذرة تأنيب ضمير توبِّخه وتذمه طيلة الوقت كي يُعدِّل سلوكه ويُحسِّن من طريقة تفكيره كي يتغير واقعه للأفضل وبمزيد من المحاولات يكون الشخص الذي تمناه ذات يوم بمزيج من الجهد البسيط والصبر والمثابرة والإقدام على التجارب بشتى أنواعها وإنْ لم يحالفه الحظ في بعضها ، فتلك هي حال الدنيا يوماً ما تواتيك بالفرصة على طبق من فضة ويوماً ما تسلب منك بعض الأمور ولكنها تُعوِّضك بغيرها على الفور حتى لا تجزع أو يتسلل اليأس إلى قلبك تارة أخرى بعدما رحل عنه وغادره ، فلا تدعه يسيطر عليك في تلك اللحظات التي يباغتك فيها على غفلة حتى لا تسمح له بأنْ يقتص منك وكأنك مرتكبٌ لجُرم ما أو يسلب منك حياتك بلا جدوى تعود عليك في نهاية الأمر ، فبإرادتك وإصرارك تصل لما تريد راكلاً ما يحجبك عنه بأخمص قدميك وكأنك تزيحه بكل قوتك وعزمك دون أي خوف أو تراجع ولو للحظة تُضيِّع فيها أهم لحظات عمرك بلا قدرة على استرجاعها مرة أخرى ، فلا بد أنْ يدرك المرء قيمة الوقت الذي يمضي من حياته محاولاً استغلاله بكل ما أُوتي من مَلكات وهِبات حباه الله إياها من غير حول له ولا قوة ، فتلك الإمكانيات سوف يأتي الحين الذي تفنى فيه أو تتقلص قدرة الإنسان على توجيهها بالشكل السليم فيجب أنْ يحاول اللحاق بها قبل أنْ تذهب في أدراج الريح بلا عودة فلا متحكم فيها سواه ، فعليه الانتباه قبل فوات الأوان ...