غرام الانترنت | بقلم الأديب المصري د. طـــارق رضـــوان جمعــة


غرام الانترنت | بقلم الأديب المصري د. طـــارق رضـــوان جمعــة
غرام الانترنت | بقلم الأديب المصري د. طـــارق رضـــوان جمعــة



 لا شـــك أن عدد كبير منا قد مر بتجربة الحب عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وهذه العلاقات منها ما هو صحي وواضح وصادق، وأغلبها ما هو مزيف وضار ومؤذى وأشد ضرراً من المرض. وحديثي اليوم عن هذا النوع الأخير، فما يجعل الحب عبر الانترنت  مستحيل وفاشل هو استحالة استكمال مسيرته، ربما لأننا أحببنا من ليس لنا وربما لبعد المسافات وربما لأننا اخترنا أشخاص مرتبطين بالفعل أو ربما لاختلاف العادات والتقاليد.

وورد لي تساؤل من إحداهن، تسأل عن النجاة والحل إذا ما هجر الحبيب  حبيبه عبر شبكات التواصل الاجتماعي؟ ماذا لو صار الأمر خيال وسراب وكأن شيئاً لم يكن، بعدما تعودنا عليه وأدمنا وجوده؟ وكانت إجابتي أن الأمر إذا تعلق بالرجل فعليه الاعتذار بشكل لائق لحبيبته عن عدم استكمال ما كان من بدايات جميلة بما لا يجرح شعور وكرامة حبيبته أو من كانت حبيبته يوماً ما. عليه أن  لا يخسر الطرف الأخر، حيث من المفترض أن هذه العلاقة في الأساس نشأت على الاحترام المتبادل. 

لكن ماذا تفعل الضحية في هذه العلاقة سواء شاب أو  فتاة؟ فالأمر في الخداع لا يقتصر على الرجال فقط ، وإنما هناك من النساء والفتيات من تتسلى بمشاعر الآخرين أو تستغلهم مادياً وعاطفياً. في تلك الفترة سيكون من الواضح أن  هناك جاني ومجني عليه بإرادته أو إرادتها. فالجاني  أصبح في غنى عن ضحيته، فلماذا تتمسك بمن غدر بك؟ فهو لن يستطيع أن يمد الطرف الأخر بأي سعادة أو مشاعر إيجابية. فما علي الضحية سوى أن تبتعد، وتعطى نفسها فرص للحزن بينها وبين نفسها، وألا تُظهر ضعفها إلا أمام أعز أصدقائها فلا غنى عنهم وقت الضيق. عليها أن تعتزل الناس لفترة قصيرة حتى تستعيد توازنها.ولا تقترب من رسائل من تركك أو صوره أو أي شيء يجدد حنينك إليه. ولا تتابع أخباره ، بل أعطى قلبك فرصة حتى تلتئم جروحك. عليها أن تقترب من ربها، فتطلب الثبات والتعافي والصبر.

مـــن الطبيعي في بداية الهجر أن تشعر بوحدة وغربة، لذلك أستغل وقتك في طلب العلم وحضور دورات وندوات أو ممارسة الرياضة أو القيام برحلات. حول هذه المحنة على نجاح، ربما هي نقطة انطلاق لك لتنجح وتنجز فيما لم يكن يخطر ببالك أنك قادر على إنجازه. يمكنك القيام بزيارة دار المسنين أو الجمعيات الخيرية أو المشاركة في مؤسسات محو الأمية.

علي هذا القلب المجروح أن يبدأ حياة جديدة، ولكن الحذر كل الحذر من إقامة أي علاقة عاطفية أخرى بشكل عاجل، لأن ذلك قد يكون محاولة منك لنسيان التجربة الأولى بحب جديد. في هذه الحالة ستظلم نفسك وتظلم حبك الجديد لأنك ستعجز عن منحه الاهتمام والحب  اللازم. حاول أن تبحث عن شريك حياتك، وتجنب أخطاء اختيارك السابق. تجنب الحبيب البخيل فهو ليس بحبيب؟ تجنب المخادع والكذاب.

الصديق في هذه المراحل له دور بارز، فحاول أن تتخير أفضل أصدقاء ليكن لك ناصحاً أميناً. أحكى له أو لها ليساعدك على الخروج بسرعة من حالة الاكتئاب ويشعرك بالأمن وأن الدنيا ما زالت بخير. صدقك فقط هو من يمكنه أن يقتحم عزلتك ليخبرك بأفعاله أنه معك قلباً وقالباً، شكلاً وموضوعاً. الصديق هو بصيص الأمل المتبقي فلا تفلته. وختاماً حظ سعيد مع حب صادق.



Share To: