ما يفعله اليهود بالمسلمين في غزة | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
![]() |
ما يفعله اليهود بالمسلمين في غزة | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف |
ما يفعله اليهود بالمسلمين في فلسطين مِحَنٌ عصيبة يعاني منها الفلسطينيون فوق أرضهم على أيدي المجرمين اليهود .
قتلوا الأطفال، وروَّعوا النساء، وحرقوا المساجد، وهدموا البيوت، وحاصروا وجوّعوا، وما تركوا رذيلة ولا وسيلة إهانة إلا واستعملوها مع المسلمين في فلسطين، استعملوا كل ما يملكونه من الاسلحة المتنوعة من الطيران والدبابات والمدافع، فجَّروا رؤوس الأطفال بالقنابل، ومزَّقوا أجساد الشيوخ والنساء، قتلوا الأف المسلمين، حتى صارت حدائق المستشفيات لهم قبورًا من كثرتهم، منعوا سياراتِ الإسعاف، حتى ولدت النساء في الطرقات، لوّثوا خزاناتِ المياه، ما ترك اليهود وسيلة تعذيب إلا واستعملوها معم.
وما يفعلوه اليهود فليس بغريب، فهذا طبعهم، وهذا منهجهم في الحياة، فهم أهل حقد وحسد، ومكيدة وغدر وخيانة، هم كما وصفهم الله:
{وَيَسْعَوْنَ فِى الأرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}
وما يفعله أهل الغرب بالمسلمين في كل مكان نابع من حقد دفين وعداوة شديدة للإسلام والمسلمين،ولا نتوقع منهم إلا الشر.
يقول الله تعالى:
{مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مّنْ خَيْرٍ مّن رَّبّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء}
وهذا زمن غريب تُحمى فيه الكلاب وينادى فيه بحقوق الإنسان وتنشَأ جمعيات الرفق بالحيوان لكن إذا كان الأمر يتعلق بالمسلمين فلا حقوق ولا حرمة ، لكن مما لا شك فيه أن تسلط اليهود لم يأتِ من فراغ، إنما هو بسبب ذنوبنا ومعاصينا وتنازعنا واختلافنا، الذنوب والمعاصي دمّرت أممًا، وأبادت شعوبًا، وخربت ديارًا، وقضت على حضارات ، فالسبب هو الذنوب والمعاصي :
قال تعالى :
{وَمَا أَصَابَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ}
وقال تعالى :
{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَاذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ}
والمتأمّل في نصوص الكتاب والسنة يتبين له من أين أُصيبت هذه الأمة، ويعرف مصدر الداء ومنبع البلاء.
والقرآن يوضح أن اليهود جبناء أذلاء.
قال تعالى:
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذّلَّةُ
وقال تعالى :
وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ
وقال تعالى :
لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِى قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ
فهم جبناء، وسيطرتهم ليست بسبب شجاعتهم، إنما هي بسبب بُعدنا عن الله، بسبب أننا غثاء كغثاء السيل .
هذا ما أخبر به النبي ، ففي الحديث الذي رواه أبو داوود عن ثَوْبَانَ قال:
قال رَسُولُ الله :
يُوشِكُ الأُمَمُ أنْ تَدَاعى عَليْكُم كَمَا تَدَاعى الأكَلَةُ إلَى قَصْعَتِهَا.
فقالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟
قالَ : بَلْ أنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثيرٌ، وَلَكِنَّكُم غُثَاء كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ الله مِنْ صُدُورِ عَدُوكُمْ المَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ الله في قُلُوبِكُم الَوَهْنَ .
فقالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ الله وَمَا الْوَهْنُ؟
قالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ .
وفي مسند الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ .
وفي رواية :
لَيُلْزِمَنَّكُمْ الله مَذَلَّةً في رِقابِكُمْ، لا تَنْفَكّ عَنْكُمْ حَتّى تَتُوبوا إِلَى الله وَتَرْجِعُوا على ما كُنْتُمْ عَلَيْهِ.
ويقول ربنا سبحانه:
{إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ}
على المسلمين أن ينصروا الله لينصرهم، ويكونوا مع الله ليكون معهم، ويدافع عنهم .
أليس الله هو القائل:
{ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ}
والقائل:
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ ءامَنُواْ}
.
Post A Comment: