الماضي وعطري الجديد | بقلم الكاتبة اللبنانية / أ. دعاء قاسم منصور 


الماضي وعطري الجديد | بقلم الكاتبة اللبنانية / أ. دعاء قاسم منصور
الماضي وعطري الجديد | بقلم الكاتبة اللبنانية / أ. دعاء قاسم منصور 


منذ فراقنا وأنا لا زلتُ أستخدم عطري الذي أحببتَ، لم أستطع التخلي عنه بسهولة، كنتُ في كل مرة أضع منه أتذكر سؤالك عنه، ما الذي تضعيه، أجبتك حينها بأنني اعتدتُ على وضع هذا العطر لأنكَ أحببته ومن يومها أصبح المفضل لدي، بل وجعلتُ منه رائحتي الخاصة...

لكن لا تَسعد كثيرًا، ما قرَأتَه قد مضى، بدلت عطري، وأصبحت أستخدم عطرًا ثقيلًا على عكس عاداتي، أحد المارة سألني عن رائحتي، تذكرتك لبرهةً، نظرتُ إليه بنظرةٍ حادّة، بانت على ملامحه آثار التوتر، ردني أعتذر فقط لفتت حاسة الشم لدي، فهي قاسية تشبه ملامحكِ، كيف تجرأ هذا؟؟ بدأتُ أتساءل!! كيف يسأل سؤالك، وكيف يُبدّل أقوالك، ملامحي رقيقة كعطري الناعم الذي استغنيتُ عنه! أم أنني حقًا تبدّلت، لم أعد من كانت برفقتك، لم أعد تلكَ الرقيقة التي تُحبّك، أتساءل هل عطري الجديد من بدّلني أم أنّ أنا من تبدّلت أولًا حتى تمكّنت من تغييره!!

ليس من السهل على قلبي التخلي، ولستُ ممن تتنازل عن أشيائها وتفرّط بها، ولستُ ممن تخرج عن عاداتها وعمّا اعتبرته جزءًا منها، لكنني عندما أريد أقتلع قلبي وإن بقي بلا حياة عندما يستوجب الأمر...

سعيدةٌ بأننا عندما نعود ونلتقي، لن تجد الفتاة ذاتها، التي تلمع عيناها برؤيتك، ولن ترى ملامح رقيقة ونظراتٍ بريئة، وما عشقته لن تتحسّسه مرّةً أخرى، لن تعرفني من بعيد أنني قد أتيت، رائحتي قد تغيّرت وملامحي أصبحت حادّة وأكرّر بأنها لن تلمع عيناي برؤيتك، أصبحتَ باهت للغاية، وأنا من ازدادت لمعان وقوة وإن لم تعترف بذلك، فأنا لا زلتُ أتقن لغة العيون وقرائتي ممتازة، أرى ذلك جيّدًا تحديدًا في حدقاتِ عيناك! 

آملةً اللقاء القريب مجددًا فأنا متلهفةٌ لمعرفة رأيك حول عطري الجديد..




Share To: