احك يا شكيب  : "حظ تعيس" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي / ذ. شكيب مصبير


احك يا شكيب  : "حظ تعيس" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي / ذ. شكيب مصبير
احك يا شكيب  : "حظ تعيس" | بقلم الكاتب والفنان التشكيلي / ذ. شكيب مصبير



عبده صديقي ، أستاذا للغة العربية بما للكلمة من معنى  ، مفوه إذا تكلم و صاحب قلم رصين ، دروسه كانت تجعل التلاميذ يحضرون بل ينتظرون حصته  بفارغ الصبر لحصول المتعة و الإفادة ، عندما تكون حصة الشعر تكون المتعة أكثر ؛ خاصة عندما يتلو القصيدة أو عندما يبحر في الشرح ، وهو ايضا قاص يكتب القصة …

حدث ذات يوم أنه لم يحضر لحصص الصباح و هذا ليس من طبعه  و لا عادته ، مم طرح تساؤلات لدى  التلاميذ ؟ 

في صباح ذلك اليوم الذي تغيب فيه و كعادته نهض  صديقي الاستاذ   و توجه نحو  المطبخ و وضع في إناء ماء و في إناء آخر حليبا  فوق جهاز الكهرباء   لإعداد القهوة ، و في انتظار ذلك دخل للحمام ليغسل وجهه و يديه فارتد الباب من ورائه  فاغلق بسبب عطل وقع له من قبل و لم يصلحه ، هنا عمل صديقي جاهدا لكي يخرج من الورطة التي وقع فيها فلم يستطع  إلى ذلك سبيلا ، فبقي داخل الحمام  متحسرا فحاول ان يدق بيديه على الحائط الملتصق بجاره و الذي كان  ضعيف  السمع ،  و تذكر انه في تلك الايام التي سبقت  تهاون و ترك المواضبة على صلواته ، فكيف له الان أن يصلي و هو موجود في غرفة بداخلها مرحاض ، فندب حظه السيء ، بالإضافة إلى أن زوجته ذهبت في نهاية الأسبوع لزيارة والدته و اخوته ، فقال يا لها من نهاية بئيسة ، و في هذه الأثناء توجه التلاميذ نحو شقته لمعرفة سبب غياب أستاذهم  ، فعندما وصلوا قرعوا الباب و لا مجيب ، فكان من بينهم شابة تتوفر على رقم هاتف زوجته ، فربطت الاتصال بها و ظل هاتفها يرن  دون جواب  ،  و كانت  تظن وتعتقد  و تقول ربما  ان المتصل أخطأ الرقم ، و في الاخير و بعد عدة محاولات قررت أن تجيب ، فصدمت لما علمت أن زوجها لم يذهب للعمل ، و في تلك اللحظات خرجت مسرعة نحو محطة القطار  للحصول على تذكرة تمكنها من الوصول و معرفة  ماذا جرى ووقع ؟ و لكن من سوء حظ زوجها و حظها ان القطار المتوجه للمدينة التي يقطنان بها سيتأخر لمدة ساعة مما أثار غضبها ، و بالفعل انتظرت و لما وصلت للحي وجدت طابورا من التلاميذ و بعضا من السكان ينتظرونها في ذهول ، فلما فتحت الباب وجدت الحليب  منسكبا و باب الحمام مقفلا ، فلما فتحته التقت عيناها بعيني زوجها و في تلك اللحظة سقط مغشيا عليه ، و لما استفاق حكى حكايته و ما دار في خلده  و هو في محبسه و الجميع مندهش أيضحكون مما يحكي أم يبكون على حاله  الذي  وجد عليه  ، فكان مما حكى لهم قائلا: " لما اغلق الباب من ورائي تذكرت الموت و تذكرت التوبة  و تذكرت انني منذ أيام تركت أداء صلواتي ، فكيف لي أن أصلي و أنا بداخل غرفة النظافة و التي بها مرحاض  ، كيف ألقى ربي  و أنا على هذه الحال ، و قلت إنها النهاية  جاري سمعه ضعيف و زوجتي بعيدة عني ، إنه حتفي و ما هي إلا ساعات و ألقى ربي و هو عني غاضب ، فاستسلمت للأمر الواقع و دخلت في غيبوبة بعد طول انتظار إلى ان سمعت باب الغرفة يفتح فوقع بصري  على زوجتي و دخلت في غيبوبة ثانية إلى أن فتحتها و أنتم من حولي … 

هنا تكون حكايتنا قد انتهت و في انتظار حكاية اخرى أترككم في أمان الله و حفظه. 

ذ شكيب مصبير



Share To: