مِرْآتِي | بقلم الكاتبة التونسية / نبيلة وسلاتي 


مِرْآتِي | بقلم الكاتبة التونسية / نبيلة وسلاتي
مِرْآتِي | بقلم الكاتبة التونسية / نبيلة وسلاتي


خَلَوْتُ بنفسي 

تَعَمَّقْتُ بتفاصيلي 

هذه المرآة لا تظهر حقيقتي 

أفكار غريبة راودتني 

سأعيد رَقْشِي 

بأبهى ألواني

و في غَرَّةً مني 

باللون الرمادي زَيَّنْتُ خِلْقَتِي 

 ما أَشْقَى حالي

و ما أَشْجَى طَلْعَتِي 

أَدَمْتُ النظر بي 

أمسكت الفرشاة بكل قوتي 

أردت مرة أخرى تغييري 

لم أستطع .. لم أستطع خارت قوتي 

كالجثة حديثة موتها كل ما في خارجي بارد ، لا أحرك ساكنا.. إلا عيناي تتفحصني لعلها تجدني و جوفي إهتزت أركانه 

و كأنه بوسطه سجين يسعى لتحرير ذاته بصرخاته و لكمه للقضبان ... 

ليس كأنه هههه إنها أنا .. أنا 

أسمع نواحها 

أريد ضمها 

أريد التهدئة من روعها 

عجزت فهي كالبركان الثائر .. أطلقت عنانها 

نعم حررتها مني 

أراها تجري حينا و تقفز حينا آخر .. هزت البهجة كيانها 

كالطفلة الصغيرة يوم عيد الفطر فرحة بلباسها و دميتها الجديدة .... 

أما نظراتها أخافتني ، نظرات ممزوجة بالحقد و العتاب 

و في لحظة لم أجد لها أثرا 

أنادي و أنادي لا من مجيب 

خائفة مني و من فقداني مرة أخرى

ماذا أهذي أنا بحق السماء .. 

هناك من يهمس و يقول :أمامك ألا ترين ؟ 

من شدة ذهولي لم أصدقني 

و أردف ذلك الصوت مجددا :"أردتي قتلي و لم تفلحي ، لكنك نجحت بدفني ..."

أنا آسفة لم أرد ذلك ..

 لحظة أنت من أجبرتني 

بخروجك عن سبيلي 

و نبشك لقبور أعدائي 

أنت لم تكوني أنا و لا أنا كنت أنت ...

متعجرفة ، متهورة ، لا تأهبين أحد .. مم بيننا تعجبني هذه الصفات بك خاصة نرجسيتك 

أنا هادئة و متزنة أسعى للتقدم لا لشيء آخر و برياحك إقتلعتني من جذوري و رميتني بالحضيض 

أدخلتني وسط دوامة وابل من الأسئلة و الصراعات اللانهائية .. لم أجد حلا غير أن أقوم بردمك لكنني أعدتك  

أعدتك بعد أن ولدتني من رحم القوة 

-تمهلي ، تمهلي عن أي قوة تتحدثين .. مم تقصدين أنجبتي نفسك من جديد بعد تحريري!! أنت مخطئة فقد أصبحتي غريبة عن ذاتك 

يا عزيزتي أنت الآن تعيشين غربة بدارك 

سمعتني أنت بغربة .. بغربة ..........




Share To: