مَنْ المُلام ؟ | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
مَنْ المُلام ؟ | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ،
مَنْ المُلام ؟ :
الشيطان هو المُلام الأول للإنسان حينما يقع في الخطأ أو يقترف أي ذنب فهو لا يضع المسئولية على شهواته وملذاته التي يركض وراءها طيلة الوقت ويحاول إشباعها بكل طاقته مهما كانت النتائج جسيمة مؤلمة ، ثم يستفيق بعد فوات الأوان وقتما تكون أرجله قد انغمست في مثل ذاك الطريق الوَعِر الأشبه بالوَحل الذي لا يؤدي سوى للضياع وزيادة الرغبة في الاستمرار فيه وكأن المرء قد استطابه أو استسهله فهو يقوده لما يرغب ويُشبِع أهواءه ويُرضِي غروره ولن يكتفي مهما تجرَّع منه إلى أنْ يجد ذاته في مواجهة تلك الكوارث الفادحة التي ارتكبها بلا قدرة على الفرار من عواقبها الوخيمة التي لَحِقت به بالفعل وملأت صحيفة أعماله بالشرور والمعاصي التي لن يتوب عنها بسهولة مهما حاول مراراً وتكراراً ، فمَنْ يعتاد أمراً لا يتمكن من التوقف أو التراجع عنه بسهولة فيكون كمَنْ اعتاد على جرعة معينة من المورفين تُسكِّن آلامه التي يشعر بها وقت الإقلاع ودونها يشعر أنه سيموت بالفعل ، فعلى المرء أنْ يردع ويتراجع عن هذا الطريق قبل أنْ يغوص فيه أكثر من اللازم ولا يتمكن من الرجوع عنه لأمد حياته وتضيع دنياه وآخرته على حد سواء بفعل تلك الوساوس التي يُوهِم نفسه أنها السبب الأساسي في هذا الحال الذي آل إليه فهو يضع المسئولية كاملة عليها دون أنْ يعتب على ذاته ولو لمرة واحدة ويُقِر بأن نفسه هي الأمارة بالسوء ويُدرِّب عقله على التفكير الدقيق قبل الإقدام على أي أمر كان ...
Post A Comment: