كمنجة | قصيدة بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو


كمنجة | قصيدة بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو
كمنجة | قصيدة بقلم الأديب السوري عبد الكريم سيفو

 


فمُكِ  الكمنجةُ ,  إذْ  يُجنّ رقيقا

ويبوح   بالآهات ,    والموسيقا


والقوس عندي  لا  يملّ   بعزفه

ويظلّ  يسرق  من  لماكِ  عقيقا


لا  تقطعي  لحناً  ,  فإني  عازفٌ

متمرّسٌ ,  يهوى  بكِ    التحليقا


في  جوقة  الأنغام  يأتلق  الصّبا

ويفيق   نهدٌ  ملّ   منكِ    عقوقا


ونصير مجنونين , ما  نفع النُّهى

لو عاد  حقلكِ  مزهراً ؟   ووريقا


وتعانقت    أشواقنا    ,   وكأنما

عصفورنا  المأسور  عاد   طليقا


خلّي  عنانكِ  في   يديَّ  ,  لعلّنا

لولا  نغيب  ,  فقد  نزيد  حريقا


عبثٌ  هو  الصحو  الذي  ينتابنا

ولتسكري , فعسى نُضيع  طريقا


ونتوه  في غاب  الهوى ,  وكأننا

طفلان  ,  عاشقةٌ  تحبّ  عشيقا


لا  تكبري  ,  فأنا   أظلّ   مراهقاً

وبرغم عومي في البحار, غريقا


ودعي الهوى  يجتاحنا  ,  فلربما

شمسي  بليلكِ  قد تعود  شروقا


فالحبّ   يرجعنا   لعهد    صبابةٍ

ويعيد    للقلب    الشّقيّ    بريقا


ما  العمر  إلّا  كذبةً   يا   حلوتي

والخمر   أطيبها   يكون    عتيقا


من بعدِ حبّكِ ما استباح ممالكي

لا  تحسبي  أني   أعود   صديقا


 




Share To: