كن لى... | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة


كن لى... | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة
كن لى... | بقلم الأديب المصري د. طارق رضوان جمعة



أوَكلما أحببتكٍ فارقتنى... أوَكلما احتويتكِ تجاهلتنى...

أوَكلما أنتظرتكٍ خذلتنى... أوَكلما أمنت بكٍ كذبتنى...

كن لي ملجأ ومأوئ أهوى السكن فيه ... كن لي مرفأ ومرسى تاخذني الأمواج إليه... كن لي شمس حين ارتعش تدفأني وقمر ينير ليالي... كن لي عينٌ ونهر يروي ظمأي واحب الغوص فيه.


انى هجرت الناس لاتبعك،فلما غيابك عنى لا يوجعك!

هيا استجب لنبض قلبى لعل شوقى يبلغ مسمعك. زُرني إذا بلغَ اشتياقُكَ حدَّهُ... أو دع خيالُكَ كيْ يزورَ خيالي. ما كُنتَ مِثْلَ العابرينَ فإنهم... مرُّوا عليَّ و أنتَ سِرْتَ خِلالي


ف‏في عيونك ‏لحن حب يحتويني، ‏ينثر الاحلام عزفا

‏بين ايامي وسنيني ،‏فاعزف ماشئت من انغام الهوى

‏ان حبك قصة تعلو جبيني. ‏فالعشق طبعي والهوى يكويني. ‏لا تكن قيدا لعشقي بل من نبع الهوى أرويني


أفَكلَّما وجَّهتُ قلبي وجهةً، أتي غرامُك أوَّل الوُجهاتِ

أوَكلما نويت التجلُّدَ جئتَني في الصَّمتِ في الإلهام في الغفواتِ. وفى الخِصامَ رمَقتَني، فتراجعتْ وتَخاذلتْ نيَّاتي. أنتَ لعِبتَ بهيبَتِي حين خالفتُ فيكَ مجامِعَ العاداتِ. لا يغرن قلبك أن النّفس صابرة على الحنين أو ان أحلامي تواسيني. فالصبر لا ينقذ ولا الأماني من الآلام تشفيني.


‏ارسل حروفك فبعضا منك يكفين ... واكسر سكونك فهذا الصّمت يشقيني. والله لست أيوبَ في صبري على ألمي، ولست يعقوبَ كي تبيضَّ أحداقُ. يا يـوسـف، الـشـوق أضنتني لواعجه كالويل باتت وقلبي فيهِ إحراق.


ذا مرة مررتُ بحيِّها ، فتسابقت النبضاتُ في أعماقي

وإذا تصادفَ والتقت نظراتنا ياويل قلبي من لقا الأحداقِ. وما حديث العيون سوى سـيلٌ من الأشـواقِ

كم تَسمّرت قدماي لم تتحركا ترجو البقاء فقربها ترياقي. هذا الحنين بسكن أضلعى، فهل للهوى بداخلى من راقِ؟ تمضى الدقائق فى وجودك كحيل سباق، 

أواه كم وددت أن تبقى معى دون فراق.


احببت فيك اشياء لست تدركها ، ورسمت فيك بحبر الحب اكوانا . اشتاقت اليك روحا انت سارقها، فبت قريرا وبت في الليل سهرانا . أشتقت إليك عجاف انت يوسفها، فهل رميت على العميان قمصانا؟ اما دريت بأن هواك يحيينا ! كفاك بعدا وكفاه الموت اردانا 

ألست بشرع الحب محكمة ؟ فمال حكمك بشرع البعد قد بانا. ‏سأعود إليك دائما ففي كل زاوية للشوق مئذنة،

أصواتها تبعث المدفون في ذاتي... الله أكبر يا جرحاً أكابده ، قد يفصح الشعر ما تخفيه آهاتي.


شوقى إليك رواية حنين تعجز سطورى عن روايتها.

ويبقـى في القلب شعور فــوق تفــاصيل الكلام سيادتها. وَيبقى الإشتيآق سراً في القلب لآ يشعر به إلا المحبين.


فلا تخاطبنا سوى الأرواح التي تشبهُنا ، نتخاطر بلا كلمات. فللجمـال مراتب ، أقلها جمال الملامـح ، و أوسطها جمال الكـلام ،وأعلاها جمال الـرُوح ، واغلاها جمال النفـس ولكن أنقاها جمال القلب.


ياحبيبيِ كَمْ مَلَلْتُ الانتظارا، فلتكن للحبّ والاخلاص جارا، أشعل غيابك الوجدان نارا. ياخليلَ الروحِ يا نبضًا بقلبي، منكَ غارَ النجمُ والبدْرُ استثارا

لا تكن للعشق يا إلفي ظلوما. فطيورُ الودّ كانت في دياري وأمست اليوم ْ تتوارى.

ياحبيبي متُّ شوْقا واغترابًا ، من نبيذِ الحُبِّ أَثْمَلْتَ فُؤادي، فغدا شعري نديمًا للسكارى. كم كُنتُ للعُشّاقِ عشتارَ زماني، وَلهم مازالَ محرابي مزارا، لكننى صرت بمزارى أسيرا فكابدْت من زمانىُ حصارا. كم صارت بى الليالى كَأعاصيرُ جليدٍ تتبارى. 


رَحْمةُ الله على إحساسِ رجل عاشَ بالنبضاتِ قهرًا ودمارا. ويكأنَّ الروحَ تاهتْ في الصحاري وشغاف القلب قد عانى احتضارا.


فهلا صنعتَ العشق للنبض كساء ونسجتُ الحبّ للروح دثارا؟ فيك حرفي هائما شق الورى، ساجدًا للحبِّ صلّى في خشوعٍ . مثل نحلٍ فاضَ منّي كُلُّ شَهْدٍ، حينَ همسي صارَ لحنا لايُجارى. مثلَ روض فاحَ منّي خيرُ عطرٍ، يمنًحُ الأَعذار يرجو الاعتذارا. كُلُّ مافينا تلاقى في خضوعٍ، ماملكنا في تلاقينا القرار.


وختاما فسلام لكن من وجد الوتين فى صدر حنون وحب مجنون وعين تغار من همس العيون ...فالجنون هو قلب مفتون والروح فداه أينما يكون .. ربنا تظنوا أن هذا ليس بحب .بل هو عشق الروح ومسح للجروح ، وروح استوطنت روح. ونشكو بالعيون إذا ألتقينا . فأفهمهُ ويعلم ما أردت . أقول بمقلتي إني مت شوقآ ! فيوحي طرفهُ أني قد علمت.




Share To: