أسرى بلا قيود | بقلم تسنيم عبد السيد / كاتبة سودانية 


أسرى بلا قيود | بقلم تسنيم عبد السيد / كاتبة سودانية
أسرى بلا قيود | بقلم تسنيم عبد السيد / كاتبة سودانية 


عندما سُئل كريستيانو رونالدو، عن سبب منعه لابنه من استخدام مواقع التواصل الإجتماعي، قال: إن جينيور أنشأ حساب على انستجرام في ٢٠٢٠ وحصل في يوم واحد على مليون متابع، وعندما علمت بذلك جعلته يحذف الحساب في الحال، وهو الآن بلغ ١٤ عام ولا يملك آيفون.

وأضاف رونالدو بأنه اتخذ هذا القرار حتى يفهم ابنه القيمة الحقيقية للعمل الجاد، وأنه يدفعه ليتدرب بجد، واعطاءه آيفون سيجعل الأمر صعب عليه للوصول إلى إمكانياته، وأيضاً لا أريد له إدمان منصات التواصل الإجتماعي... 


أعتقد أن هذه المنصات الإجتماعية أُنشأت أساساً بغرض التسلية والترفيه، عالم افتراضي موازي للحياة الحقيقية.. تطورت تلك التطبيقات حتى أصبحت اليوم مصدر دخل لكثير من الناس، لكن أولئك الناس إذا اختفت تلك المنصات ما أوزانهم الحقيقية على أرض الواقع؟!

برأيي أن الاختراعات والاكتشافات بلغت ذروتها في العصور الماضية، بسبب وجود أوقات فراغ يتأمل فيها الإنسان ويفكر ويتدبَّر.. وأخذت تلك الابتكارات تنحسر مع ازدياد الملهيات والشواغل، حتى وصلنا لمرحلة لا يكاد الإنسان يجد دقائق يقضيها مع نفسه دون شاغل.. والمتتبع لسيَّر الأنبياء والعلماء يجد أنهم يشتركوا جميعاً في الخلوة والعزلة.. 


المتأمل في حالنا اليوم يجد أننا أسرى بلا قيود، سُجناء أحرار، ندور جميعنا في حلقات رُسمت لنا بعناية، الشاذ عنها قليل.. حتى أطفالنا تبدَّلت طوحاتهم ليصبحوا أطباء وعلماء، حين يُسأل أحدهم عن ماذا يحب أن يصبح في المستقبل، يقول: يوتيوبر أو تيكتوكر.. وهذا تدهور خطير لا يُنبئ بخير. 


يجب علينا تعلم إدارة حياتنا، والتحكم فيها بما يفيد، مثلما فعل رونالدو مع ابنه، لم يمنعه إلا لحكمة سيعرفها جينيور في وقتها.. لا تتركوا الحبال على القوارب لأبنائكم، نحن في عصر تكنلوجيا عظيمة يتوجب علينا استغلالها فيما ينفع ويفيد، ونتخذها عوناً لنصنع عالم أفضل، وأبناء قادرين على صنع انجازات حقيقية لا افتراضية، تغييرات على أرض الوقع، تنفع أصحابها وترفع الأمة وتنقل العالم والبشرية لمكان أفضل مما كان...


#تسنيم_عبد_السيد




Share To: