حكم ارتداء "الهوت شورت" أمام زوج الأم | بقلم دكتورة روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


حكم ارتداء "الهوت شورت" أمام زوج الأم | بقلم دكتورة روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
حكم ارتداء "الهوت شورت" أمام زوج الأم | بقلم دكتورة روحية مصطفى الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


لا شك أن العلاقة بين المرأة وزوج أمها تتحدد بضوابط شرعية صارمة تستند إلى القرآن والسنة. فعندما يتزوج رجلٌ من امرأة ويدخل بها، يحرم عليه الزواج بابنتها إلى الأبد بموجب حرمة المصاهرة. وتصبح هذه الابنة، التي تُعرف في الفقه الإسلامي باسم "الربيبة"، بمثابة ابنته، وهو ما ورد بشكل قطعي في كتاب الله تعالى: "وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ" (النساء: 23.

من هذا المنطلق، يكون زوج الأم محرمًا على الربيبة، ولكن مع ذلك، تُحدد العلاقة بينهما بضوابط معينة تتعلق بحدود العورة. ففي الوضع العادي، عندما تكون الفتاة في البيت، يجوز لها أن تظهر أمام زوج أمها ما يظهر منها عادة في البيئة المستقيمة شرعًا وعرفًا، وهي الوجه، الكفان، الشعر، والقدمان، وهذا في حالة أمن الفتنة. أما إذا كانت هناك خشية من الفتنة أو الشهوة، فلا يجوز له أن يرى منها سوى الوجه والكفين فقط، وذلك من باب الحيطة والحفاظ على حدود العورة بين المرأة ومحارمها.

إلا أن ما نسمعه من شُبهات حول جواز أن تظهر الفتاة أمام زوج أمها بملابس غير لائقة، مثل "الهوت شورت" أو الملابس الكاشفة، فهو من تلبيس إبليس وخروج عن القواعد الشرعية المتفق عليها. لم يقل بهذا الرأي أي من الفقهاء المعتبرين، بل لم يُجِز أحد من العلماء، حتى في علاقتها مع والدها أو أخيها، أن تظهر بمثل هذه الملابس. بل يجب أن يُراعى الاحتشام والاعتدال دائمًا، خاصة في بيئة الأسرة.

وعليه، فإن التجاوزات التي قد تحدث بين بعض الرجال وبنات زوجاتهم لا تأتي إلا نتيجة للتهاون في الالتزام بهذه الحدود الشرعية، وإهمال جانب الاحتياط الذي أمر به الشرع للحفاظ على الأسرة والبعد عن مواطن الفتنة.

فالقرآن الكريم يوجهنا إلى ضرورة اتباع التقوى في العلاقات الأسرية، كما قال تعالى: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" (الطلاق: 2-3. والله تعالى أعلى وأعلم .



Share To: