التسبيح أثناء مشاهدة التلفزيون | بقلم أ.د. روحية مصطفى الجنش

 

التسبيح أثناء مشاهدة التلفزيون | بقلم أ.د. روحية مصطفى الجنش 

التسبيح أثناء مشاهدة التلفزيون | بقلم أ.د. روحية مصطفى الجنش

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، دكتورتي الفاضلة، هل يجوز لي التسبيح على أصابعي أو باستخدام السبحة أثناء مشاهدة التلفزيون؟

الإجابة:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،شكرًا على سؤالك القيّم، فهو يعالج واقعًا مهمًا يمس حياة الناس وعباداتهم اليومية، وغالبًا ما يغفل عنه كثير من المسلمين. وبالله التوفيق، أجيب بما يلي:

أولًا:ذكر الله تعالى وتسبيحه من أفضل القربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، وقد أمرنا الله بالإكثار من ذكره، حتى أكثر من ذكرنا لأحب الناس إلينا كآبائنا وأبنائنا. وقد " كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ" مسلم ، وقد اقتدى به الصحابة والسلف الصالح. كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أذكارًا وجوامع للذكر، مثل قوله: " كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ علَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ في المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ ".متفق عليه ، وكذلك قوله: " سُبحانَ اللهِ وبحَمْدِه عَدَدَ خَلْقِه، ورِضا نَفْسِه، وزِنةَ عَرْشِه، ومِدادَ كَلِماتِه ."أبوداود بإسناد حسن .

ثانيًا:يستحب للمسلم أن يذكر الله في كل أوقاته، سواء بالتسبيح، أو الدعاء، أو الاستغفار، أو قراءة القرآن، لأن هذا الذكر يزيد من رصيده عند الله تعالى ؛ ولأن الوقت من النعم التي سنُسأل عنها، فمن الأفضل استثماره فيما يقربنا إلى الله.

إذا كنت تجلسين أمام التلفزيون لفترة طويلة، فيمكنك استغلال هذا الوقت بالتسبيح، شريطة أن يكون قلبك حاضرًا فيما تقولين، وألا يكون ما تشاهدينه مخالفًا للشريعة، وإذا اعترض أحدهم بأن الانشغال بالمشاهدة قد يمنع من التركيز الكامل في الذكر، فإن الرد هو أن التسبيح ولو جزئيًا أفضل من تركه تمامًا.

لقد رأيت في صغري كبار السن من أسرتي يذكرون الله باستمرار، سواء كانوا جالسين بمفردهم أو أثناء أداء أعمالهم اليومية. حتى إذا تحدث إليهم أحدهم، يبقى لسانهم منشغلًا بالذكر، ويدهم لا تفارق المسبحة. وهذا تطبيق عملي لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41-42]. 

لذلك، استمري في ذكر الله وتسبيحه ما دمت حريصة على أن يكون قلبك حاضرًا، ومشاهَدتُك للتلفاز ضمن حدود المباح. والله تعالى أعلى وأعلم