من فقه الحائض في الطهارة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


من فقه الحائض في الطهارة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
من فقه الحائض في الطهارة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة


أقل الحيض دفعة واحدة ، وأكثره خمسة عشر يوما ، فمازاد عن ذلك فهو دم استحاضة ، وثوب الحائض طاهر مالم يصيبه دم الحيض ، فلا يشترط للمرأة أن تُغير ملابسها التي كانت تحيض فيها إلا على وجه النظافة والسعة وإظهار نعمة الله تعالى ، فقد كان من الصحابيات من تصلي وتحيض في ثوب واحد ليس عندها غيره ؛ طالما لم يصبه دم الحيض ، ولكن نحن في سعة من أمرنا فتغيير الثوب بعد الغسل نظافة مستحبه كما أن فيها تعظيما لشعائر الله تعالى ؛ لأنها ستصلي فيه ، ومن كان حيضها عدد معين من الأيام فمازاد عليها فدم استحاضه تغتسل وتصوم وتتوضأ لكل صلاة ولو كان الدم يقطر منها في حفاظها أثناء الصلاة ، والمستحاضة في أحكامها مثل الطاهرات تماما فهي مطالبة بجميع العبادات من صوم وصلاة ، ولاحرج في العلاقة الزوجية خاصة إذا كانت الاستحاضة عادة جارية للمرأة ، وإلا فبعد ارتفاع الدم أولى ، والنفساء في أحكامها مثل الحائض تماما ، وليس هناك وقت محدد لتنقطع المرأة النفساء فيه عن الصلاة والصيام ؛ وإنما كل ذلك متعلق بوجود الدم أو انقطاعه ، فمتى وجد الدم توقفت عن العبادات ، ومتى انقطع لزمتها العبادة ولو بعد أيام قليلة ، والكدرة والصفرة بعد الحيض لا تُعد من الحيض بل هي مجرد إفرازات ؛ لأن الحيض هو دم يرخيه الرحم في حال الصحة ، والقدرة والصفرة إفرازات عكرة تشبه الطين فليست بحيض لأنها ليست دم يُعرف كما ذهب إليه محققي الشافعية، فتغتسل المرأة بعد انقطاع الدم وتصلي وتصوم ، وماتراه من كدرة وصفرة لا تلتفت إليه بل أقصى مايوجبه هو الوضوء وتغيير الملابس الداخلية إن نزل فيها ، وبالجملة الحيض حدث كتبه الله تعالى على بنات حواء ، له وظيفته في طبيعة تكوين المرأة ومااُعدت له من الحمل والإنجاب ، وبه خفف الله تعالى عنها العبادات فلا تصوم ولا تصلي ولا يغشاها زوجها ، وزاد في الفضل والتيسير والرحمة أن جعلها تقضي الصيام ؛ لأنه لا يتكرر في العام إلا مرة واحدة ، ولا تقضي الصلاة التي تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات ، فرفع عنها المشقة والعنت ؛ ليُعينها على آداء العبادات . والله تعالى أعلى وأعلم .




Share To: