حكم خروج المني من فرج المرأة بعد غُسلها من الجنابة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
حكم خروج المني من فرج المرأة بعد غُسلها من الجنابة | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة |
تسأل إحدى الأخوات: بعد انتهائي من الاغتسال من الجنابة، ألاحظ نزول شيء من المني مرة أخرى، حتى بعد مرور عدة ساعات، فهل يجب عليّ إعادة الغسل في هذه الحالة، أم يكفي أن أقوم بإزالة المني من ملابسي وأتوضأ فقط؟
أقول وبالله التوفيق : اتفق جمهور الفقهاء على أن المني إن خرج عن شهوة جديدة بسبب ملامسة أو نحو ذلك من أسباب إثارة الشهوة ، فهذا مني جديد يوجب الغسل – وهذا مذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد وروى ذلك عن علي وابن عباس و عطاء و الزهري و الليث و الثوري و إسحاق .
واختلفوا فيما لو نزل بعد انتهاء الغسل من الجنابة بدون سبب ، هل يوجب الغسل أم لا على قولين :
الأول : ذهب الشافعية في المذهب إلى وجوب الغسل مرة أخرى، وقالوا : إذا أمنى واغتسل من ساعته، وصلى أو لم يصل، ثم خرجت منه بقية المني، يجب عليه الغسل ثانياً ؛ لأنه بقية ماء خرج بالدفق والشهوة فأوجب الغسل كالأول.
الثاني : وهو الراجح في هذه المسألة هو عدم وجوب الاغتسال ثانية؛ لأن هذا المني لا قيمة له؛ لأنه خرج بدون شهوة ، وحكمه حكم البول يوجب الاستنجاء والوضوء ؛ بشرط أن يكون نزوله بغير شهوة، أي أنه خرج بقايا للمني الذي كان داخل الجسد وليس بسبب إثارة جديدة. وعليه، يكفي للمرأة أن تقوم بإزالة أثره من بدنها وملابسها، ثم تتوضأ فقط للصلاة. وهذا هو قول أبو حنيفة ومالك والليث والثوري وإسحاق والأوزاعي والشافعي في رواية والحنابلة في المشهور عنهم ، ، لأن الحدث الأكبر قد رُفع بالغسل الأول، وما خرج بعد ذلك فهو مجرد أثر لا يوجب الغسل من جديد.والعلة كما قالها الإمام أحمد "لأن الشهوة ماضية، وإنما هو حدث أرجو أن يجزئه الوضوء". وروى سعيد عن ابن عباس أنه سئل عن الجنب يخرج منه الشيء بعد الغسل؟ قال: يتوضأ" وكذا ذكره أحمد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولأنه مني واحد فأوجب غسلاً واحداً كما لو خرج دفقة واحدة، ولأنه خارج بغير شهوة أشبه الخارج لبرد ، ولأن السبب واحد فلا يجب به غُسلين . والله تعالى أعلى وأعلم.
Post A Comment: