ثواب الدنيا وثواب الآخرة | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 


ثواب الدنيا وثواب الآخرة | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف

ثواب الدنيا وثواب الآخرة | بقلم فضيلة الشيخ أحمد علي تركي مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف 



 

لا شيء يمنع العبد عن نيل ثواب الآخرة ؛ إذا تطلّب ثواب الدنيا ، ولن تتأثر حوائج دنيانا إن التزمنا بأسس ديننا .


وإن من أعظم صفات دين الإسلام :


الموازنة فيه بين طلب خير الدنيا والآخرة ؛ ولئن كان الحظ الأكبر ينبغي أن يكون لطلب ثواب الآخرة .


فإنّ إسلامنا ليس أخروياً فقط ولا رهبانية فيه ولا انقطاع عن حظوظ النفس الجائزة في الدنيا.


ليس في الإسلام تناقض بأن نطلب من الله ثواب الدنيا وثواب الآخرة ؛ فإن نية المرء العمل لآخرته ؛ لا ينبغي أن تقطعه عن طلب شيءٍ دنيوي والسعي إليه ؛ شرط ألا يكون العمل الدنيوي نهاية مطلبه .


لقد بيّن الله تعالى أن من ابتغى وجهه فسيوفقه لنيل غنائم الدنيا والآخرة .


أمّا من طلب الدنيا فحسب ؛ فقد خسر ؛ وليس معنى هذا أنّ من طلب الآخرة لن يوفقه الله في نيل ما تريده الأنفس من خيرٍ دنيوي .


فقد قال ﷻ :


{ مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}


وقال ﷻ عن صفة أتباع الأنبياء الصابرين الصادقين : 


{فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} .


ولا يفوتنا ما يأمرنا به ﷻ لندعوه أن يؤتينا من خير الدنيا وحسناتها وثوابها في أفضل البقاع عنده أثناء أداء عبادة هي ركن من أركان الإسلام؛ فيقول :


{فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ۗ فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا ۚ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ  


سورة البقرة 


وقد ثبت عند ابن حبان وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بين الركن اليماني والحجر الأسود : 


ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار .


فأكثروا من هذا الدعاء فإنّه أكثر دعاء سيدنا رسول الله محمد ﷺ .


وقد روى البخاري ومسلم من حديث أنس قال: 


" أكثر دعوةٍ يدعو بها النبي ﷺ :


 اللهم آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار" .


وزاد مسلم في روايته :


 "وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه".


وقيل لأنس بن مالك رضي الله عنه :


 إن إخوانك أتوك من البصرة وهو يومئذ بالزاوية لتدعو الله لهم .


فقال : "اللهم اغفر لنا وارحمنا وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" .


فاستزادوه فقال مثلها ثم قال :


 "إن أوتيتم هذا فقد أوتيتم خير الدنيا والآخرة" 


" أخرجه البخاري في الأدب المفرد".


{ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.




Share To: