حق المدح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
حق المدح | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ،
حق المدح :
يحاول كلٌ منا أنْ يبذل قصارَى جهوده لممارسة مهامه على أكمل وجه ممكن ورُغم ذلك قد يبدو مُقصِّراً سواء فيما يخُصَّه من أعمال أو مع الآخرين ولا أدري كيف يمكن للمرء إرضاء ذاته كي يتمكن من إرضاء الغير والظهور أمامهم بالشكل المُبهِر الذي يجعلهم يَروْنه في أفضل صورة ؟ ، فكيف يمكن لشخص أنْ يتفانى في كل شيء بينما يبدو مقصراً في أعين الجميع بلا سبب وكأن ليس له حق المدح أو الثناء على أي صَنيع يقوم به سواء على المستوى الشخصي أو المستوى العام ولا أدري ما البُعد الذي يقيس به البشر مدى قدرة الشخص على أنْ يكون نافعاً بالقدر الكافي بحيث ينال استحسانهم ؟ ، في حين أنه يمارس كل مهامه بأفضل شكل ممكن ، يؤدي ما عليه دون تقصير أو تراخٍ ، يبدو في مظهر برَّاق ؟ ، فليس كل ما يُريده الآخرون يدركونه ، فبداخل كل شخص المزيد من النواقص لو سَعى عمره بأكمله لسدِّها لفشل فشلاً زريعاً إذْ خُلِق بها ولو حاول القضاء عليها ما استطاع ، فلا تحاول إحباط أحد فكل شخص يُكرِّس كل جهوده ويُفني كل طاقته من أجل أداء واجباته بكل ما بوسعه من قوة فلا تجعل النتيجة دائماً لا تُرضيه مهما قدَّم ومهما فعل ، فكل منا يستحق الإشادة ولو كان العمل الذي يؤديه ضئيلاً فمِن المؤكد أن له دوراً فعالاً في حياة الجميع وعلينا أنْ نمدحه ولو بالقدر البسيط حتى نملأه بالحماس لاستكمال تلك المهام بنفس النشاط والحيوية والهِمة دون أنْ يتراجع عن مزاولتها أو يمتنع عنها تماماً بفعل جُرعات الخذلان المتكررة التي نُسقِيه إياها وكأننا نقصد توريطه في نوبات إحباط لا خلاص منها فيبغُض عمله في المُطلَق ويرغب في اعتزاله تماماً ...
Post A Comment: