الشُح الطبقي | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
![]() |
الشُح الطبقي | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ،
الشُح الطبقي :
يُظلَم أبناء الطبقة الكادحة إذْ لا ينالون ما يتمنون وتظل حياتهم مليئة بالعَسرات والصعوبات في سبيل إيجاد وسيلة للحياة الآدمية التي يحياها مَنْ هُم في مثل أعمارهم ، ويبقى أباؤهم في ضيق الحال هذا بالإضافة إلى خوفهم الدائم من الغد الذي لا يحمِل أي بشارات توحي بقدوم الأفضل أو تبدُّل الحال بالقَدْر البسيط الذي يسمح لهم بتلبية أقل متطلبات هؤلاء الأبناء الذين أتوا الحياة ليعانوا ويكابدوا كل أنواع الشقاء وألوان الذل بفعل بُخل البعض عن منحهم الصدقات التي أمرهم الله بإخراجها كزكاةٍ عن هذا المال الذي مدَّهم به وهي ما تُزيده بركةً ولكنهم استكبروا وطغوا ودَهسوا حقوق تلك الطبقة الفقيرة التي تزداد ضيقاً يوماً تلو الآخر بفِعل جحودهم واكتنازهم لهذا المال وكأنه منحةٌ أبدية لا تزول رُغم علمهم أن الله قادر على سلبهم إياه كما حباهم به ، ولكن ما ذنب هؤلاء الصغار أليس لهم أية حقوق في تلك الحياة أقلها حقهم في التعليم ونيل القدر الكافي منه الذي يُتيح لهم فرص عمل ضئيلة تُوفِّر لهم المال الزهيد في المستقبل ولكن الطغيان والبَغي قد تملَّكا قلوب الأغنياء رُغم رؤيتهم أن الحال قد يتبدَّل بين ليلة وضحاها ، قد يتغير لأي ظرف طارئ ، فلا بد من مراعاة حال الغير حتى إذا ما وُضِعنا في نفس الموقف نجد مَنْ يشعر بنا وينقذنا من هذا الفقر المدقع جزاءً على ما صنعنا مع غيرنا من قَبْل وتلك النظرية البديهية التي يجب أنْ تُطبَّق في المجتمع ليس انتظاراً لشيء ولكنه العدل الذي أَوْجَب الله علينا اتباعه دون أي حياد عنه ولكن البعض قد اتخذوا الطريق المخالف وضلَّ مَسعاهم فلم يجدوا سوى ما ضنوا به على غيرهم وهذا عقاب مَنْ يتَّبع أهواءه ويستمسك بأمواله ويخالف أوامر الله دون أي خوف أو تفكير في المستقبل القريب الذي يكون في انتظاره ...
Post A Comment: