تأمَّلتُ! | بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية ريهام كمال الدين سليم


تأمَّلتُ! | بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية ريهام كمال الدين سليم
تأمَّلتُ! | بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية ريهام كمال الدين سليم 

 


تأمَّلتُ القمرَ يتهادى في دربِ الليلِ

وحيدًا كأنه حكيمٌ اعتزلَ ضجيجَ الأرضِ

فهمسَ لي: 

"السكينةُ كنزُ الأرواحِ والوحدةُ ليست إلا لقاءً خفيًّا مع النور"


تأمَّلتُ الشمسَ وهي تسكبُ نورَها على الأرضِ بسخاءٍ

تغيبُ عن الأفقِ في هدوءٍ وخجلٍ

فأسرَّت لي: 

"العطاءُ لا ينتظرُ شكورًا" 


تأمَّلتُ النجومَ وهي تتناثرُ في عمقِ الليل

كأنها أصداءُ أرواحٍ تبحثُ عن مستقر

فقالت لي: 

"البريقُ ليس لمن يملكُ القوة

بل لمن يصنعُ الأملَ في الظلام."


تأمَّلتُ البحرَ وهو يُحدِّثُ الرياحَ 

تارةً هادئًا كروحِ الزاهد

وتارةً هائجًا كقلبِ الثائر

فأخبرني: 

"التناقضُ هو سرُّ الوجود

وفي العمقِ تكمنُ الحقيقةُ لا السطح."


تأمَّلتُ الزهرةَ تُزهرُ وسطَ الصخور

تتحدَّى الجدبَ بعطرِها وألوانِها

فقالت لي:

"الجمالُ لا ينحني أمامَ القسوة

والإصرارُ يُحيي حتى اليابس."


تأمَّلتُ الطيرَ وهو يشقُّ السماءَ بجناحيهِ

يواجهُ العواصفَ بلا خوفٍ ولا ندم

فقال لي: 

"الحياةُ أفقٌ لمن يجسرُ

والحريةُ أن تُحلِّقَ ولو بأجنحةٍ من وجع."



Share To:
Next
This is the most recent post.
Previous
رسالة أقدم