أنتَ الأمانُ | بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية ريهام كمال الدين سليم 


أنتَ الأمانُ | بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية ريهام كمال الدين سليم
أنتَ الأمانُ | بقلم الشاعرة والكاتبة المصرية ريهام كمال الدين سليم 


أنتَ الأمانُ إذا الأيَّامُ تعثَّرتْ

في خاصِرَةِ الليلِ الطويلِ الموجِعِ

وأنتَ اليقينُ إذا العيونُ أطبقتْ

على غشاوةِ الغيبِ المستبدِّ المُقلقِ

في كُلِّ نظرةٍ إلى السماءِ أناجيك

في كُلِّ شهقةٍ للقلبِ أرتجيكَ

يا مَنْ خُلِقَ الحبُّ من مناجاتهِ

كيفَ أختبئُ من يقينِكَ

وأنتَ تَسْبُرُ أعمقَ الأسرارِ

وتُنْبِتُ الرجاءَ في قلوبٍ جفَّتْ

وتكسو الصبرَ بأثوابِ الأمل

يا مُبدعَ السحابِ

أنتَ مُغيثنا

أُحدِّثُكَ في الخفاءِ

وأبثُّ دعائي لسماءٍ

لا تسمعُ غيرَ رجعِ دعائي

كيفَ لي أن أُحصي نعماءَكَ؟

وكيفَ يُدركُ القلبُ

كُنه لطفِكَ السرمديِّ؟

يا مَنْ تُجمِّلُ الحزنَ برحمةٍ

وتزرعُ الأمانَ في متاهةِ الخوفِ! 

أنتَ السَّكينةُ حينَ تعوي ذئابُ الظنونِ

وأنتَ اللطفُ حينَ تتهاوى جبال الثباتِ

أنتَ النورُ الذي يتسللُ إلى عتمةِ الروحِ

 فيُبددُ وحشتَها

وأنتَ الرحمةُ التي تُحيي القلوبَ

حينَ يعصفُ بها اليأسُ ويخبو الأمل

يا مَنْ وسِعَتْ حكمتُكَ كلَّ شيء

كيفَ أنجو من بحرِ ضعفِي؟ 

كيفَ أجدُ السبيلَ إلى نفسي؟

أنتَ السبيلُ والطريقُ والمَآب

في ليلِ الوحشةِ أذكُرُك

وفي صبحِ الفرجِ أشْكُرُك

فلا تتركني في ظلامِ نفسي

وأنتَ المولى الكريمُ

الذي لا يُخيِّبُ مَنْ دعاه


Share To: