أبصرتُكَ | بقلم الشاعرة المصرية ريهام كمال الدين سليم


أبصرتُكَ | بقلم الشاعرة المصرية ريهام كمال الدين سليم
أبصرتُكَ | بقلم الشاعرة المصرية ريهام كمال الدين سليم 

 

أبصرتُكَ

لا بعينٍ تُبصرُ

 بل ببصيرةٍ تخترقُ غياهبَ العقول

في ارتعاشةِ جناحِ الطيرِ حين يلامسُ زرقةَ الأثير

وفي انسيابِ اللُّجِ حين يعانقُ ضفافَ السرمدية

رأيتُكَ 

في انثناءِ الأفنانِ المنصاعةِ لسطوةِ الريح

في شموخِ الجبالِ الراسياتِ التي تقفُ شاهدًا على الأزل

في جريانِ الأنهارِ بلا انقطاعٍ كأنها شرايينُ الكونِ التي تنبضُ بالحياةِ

في تعاقبِ الليلِ والنهارِ كصفحاتِ كتابٍ أبديٍّ تُسطّرُ حكمةَ الوجودِ

في امتدادِ السماءِ بلا عمدٍ كوشاحٍ يلفُّ الكون

في انبثاقِ الحياةِ من رحمِ التراب

وحين صاغتِ الشمسُ ميثاقَ النور مع فصولِ الزمان 

يا من صيَّرتَ الجُزَيءَ كونًا

ونقشتَ الإعجازَ في مساماتِ الزهرِ الندي! 

كيفَ لا أراكَ؟! 

وأنتَ الأبجديةُ الأولى التي نسجتْ سُدى الوجود

أبصرتُكَ

حين ارتسمتْ ملامحُكَ في عظمة الكون

وأدركتُ أنَّكَ لبُّ السرِّ

في كلِّ رونقٍ يفوقُ الوصف

كيفَ يُخفى مَن تجلَّى في كلِّ موجود 

مَن أودعَ في الصمتِ لغةَ الإفصاح

وفي اللاشيءِ أنفاسَ الحياةِ؟! 

أنتَ الأولُ الآخرُ

الظاهرُ الباطنُ

وأنا الغارقةُ في بحرِ عظمتُكَ

أستلهمُ رؤياكَ

في كلِّ خفقةِ قلبٍ

وفي كلِّ نبضِ حياة..



#بقلمي #ريهام_كمال_الدين_سليم

#رمضان٢٠٢٥

Share To: