ما العُمرُ إلَّا رَقْمٌ | بقلم الشاعرة المصرية ريهام كمال الدين سليم
![]() |
ما العُمرُ إلَّا رَقْمٌ | بقلم الشاعرة المصرية ريهام كمال الدين سليم |
2025
ما العُمرُ إلَّا رَقْمٌ يُحصي انسيابَ الأيَّام
ولكنَّهُ يَظلُّ عاجزًا عن النُّفاذِ إلى لجَّةِ الأرواح
فكم مِن صبيٍّ
شاخَت أحلامُهُ تحتَ وطأةِ الحياة
وكم مِن شيخٍ
تَأبَّى فيه بَهاءُ الطفولةِ
أن يُفارقَ ناظِرَيه
كأنَّ دَوائرَ الزَّمانِ
تَطوَّفت حولَه دون أن تَمسَّهُ..
،،،،،،
ثَمَّة أرواحٌ
تَشيب قبلَ أن تَبلُغَ سنَّ النَّضوج
تَحملُ وسط جنَباتِها أحمالَ الهمومِ
كأنَّها أثقالُ الجبال
تَنْوءُ تحتَ وطأةِ الأماني المُعطَّلة
فتَتحوَّلُ حيواتُها
إلى رقاعٍ يابسةٍ
لم تكتمل سطورُها..
،،،،،،،،،
وثَمَّةَ أرواحٌ
تَتحدَّى صلابة الزَّمان
تأبى الانصياعِ لجبرِه
تَتراقصُ بخِفَّةِ الزهور
في مهبِّ الحياة
كفراشاتٍ شاردةٍ
تُلاحقُ بَصيصَ النُّور
تُقبِلُ على كلِّ شروقٍ
كَأنَّها هاربةٌ مِن رمادِ الأمسِ..
،،،،،،،،
العُمرُ ليسَ ما تَختزِنُهُ دفاترُ الأعوام
بل هوَ الجَذوةُ المُتَّقِدةُ في دَواخِلِنا
وذاكَ الحُلْمُ الذي يَأبى أن يَخبو
مهما جَثمتْ على قلوبِنا ليالي الشَّقاء..
،،،،،،،،،
فلا تَسألْ عن العُمرِ المرسومِ
على أديمِ الجباه
ولكن اسألْ عن الرُّوحِ الَّتي تَنبِضُ،
عن نورٍ يَشقُّ أستارَ اليأس،
وعن بَسمةٍ
تَخرُجُ من تحتِ الرمادِ..
،،،،،،،،،
ما العُمرُ إلَّا أسطورة
تخطها الأرواح بأقلام الخلود
إمَّا أن تكونَ زهرةً
تُزهرُ في جفاف الصحاري
أو غُصنًا ينكسر
قبلَ أن يَحمِلَ الثِّمار..
،،،،،،،،،،
كم مِن قلبٍ
يَخفقُ بألحانِ الحياةِ البهيجة
رغمَ أنَّ تجاعيدَ الزمانِ
نقشتْ على وجهِه ما نقشت
وكم مِن وجهٍ يَلمَعُ نَضارةً
تحتَ قسماته يَتوارى
ليلُ المِحنِ والآلام..
،،،،،،،،،،،،
العُمرُ ليس ساعات تجري
ولا أرقامًا تُحصى
إنَّما هو شُعلةٌ
تَتوهَّجُ أو تَخبو
بحسبِ ما يَحويهِ القلبُ
مِن مَعينِ الحُبِّ والإيمانِ والأمل..
،،،،،،،،،،،،،
فلا يغرّك من شاختْ ملامحُه
فلربَّما يَسكنُ في قلبِه
طفلٌ يَلهو في بساتينِ الأحلام
ولا تُخدَعْ بمَظهرِ الشباب
فكم مِن روحٍ
انطفأت قَبْلَ اكتمالِ الأوان..
،،،،،،،،،،،،
العُمرُ مِزهريةُ ألوانٍ
نَرسمُ بها ملامحَ الحياة
إمَّا أن نَنسجَ منها قوسَ قُزَحٍ
يُضفي على السَّماءِ بهاءً
أو نَترُكها كئيبةً
تَقبعُ تحتَ ظلالِ الرماد..
،،،،،،،،،،،،،
كُن طفلًا في رُوحِك
وإنْ تناهبتْكَ رياحُ الدَّهر
واجعلْ في قلبِكَ مِصباحًا
لا يُطفئُهُ ليلُ العناء
يُزهرُ رغمَ جَفافِ الفصول
ولا يَعرفُ الوَهَنَ
مهما طالت الآماد..
،،،،،،،،،،،،،،
فالحياةُ ليستْ ما تراهُ الأبصار
بل هيَ نُورٌ تُشعِلُهُ في أعماقِك
وليستْ ما يَمضي مِن الأعوام
بل ما تَحكِيه أيَّامُكَ
في مَخطوطاتِ الخلودِ..
#2025newyear
#بقلمي #ريهام_كمال_الدين_سليم
Post A Comment: