حكم استخدام لحم الأضحية في وليمة العُرس | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


حكم استخدام لحم الأضحية في وليمة العُرس | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة
حكم استخدام لحم الأضحية في وليمة العُرس | بقلم أ. د روحية مصطفى أحمد الجنش أستاذ ورئيس قسم الفقه الأسبق بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة 


صورة المسألة :  رجل أراد الزواج بعد عيد الأضحى بعدة أيام، ويتساءل: هل يجوز له أن يُضحي في يوم العيد، ثم يحتفظ بلحم أضحيته ويستخدمه في وليمة العُرس؟ وهل يُعد ذلك مخالفًا لمقصد الأضحية، أو فيه تقصير في التوزيع على الفقراء؟


الجواب: نعم، يجوز للمضحي أن يحتفظ بلحم أضحيته ويستخدمه في وليمة زواجه، بشرط أن تُذبح الأضحية في وقتها المشروع (يوم العيد أو أيام التشريق)، وأن ينوي بها الأضحية لا مجرد اللحم أو الوليمة، وهذا هو قول السادة  المالكية. 

وجه الجواز وأدلته: 

1-  الهدف الأصلي من الأضحية هو إراقة دمها تقربًا إلى الله تعالى في الوقت المخصص شرعًا، فمن ذبح أضحيته في أيام النحر بنية الأضحية، فقد أتى بالسنة على وجهها الصحيح، ولا يُشترط بعد ذلك كيفية محددة في استغلال اللحم؛ فلو أكلها كلها لجاز له ذلك، لأن العبرة بالأصل وهو الذبح لله .قال تعالى: " ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنْكُمْ ﴾ [الحج: 37]، أي أن الله ينظر إلى النية والتقوى والإخلاص في الأداء، لا إلى ذات اللحم أو توزيع أجزائه ، وإن كان الأولى الأكل والإطعام لقوله تعالى : ﴿ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ [الحج: 28].

2- لم يرد في الشرع تحديدٌ ملزمٌ لتقسيم لحم الأضحية، بل جُعل الأمر فيه واسعًا، وقد ثبت في الحديث أن النبي ﷺ أكل من أضحيته، وأمر بالإطعام والادخار.

3- نص المالكية على أن للمضحي أن يدخر لحم أضحيته ويستخدمه لاحقًا في طعام أو وليمة، ما دام الذبح وقع بنيّة الأضحية وفي وقتها المشروع. قال النفراوي في الفواكه الدواني "ولو فعل بأضحيته سُنة عرسه أجزأه".

4- لا حرج في أن يجمع المضحي بين التقرب إلى الله بذبح الأضحية، وبين تحقيق مصلحة اجتماعية كإكرام الضيوف في العُرس، بل ذلك من إحسان التصرف وتحقيق النفع ، ويُستحب أن يُعطي الفقراء منها ولو شيئًا يسيرًا، تحقيقًا لمقصد التكافل.

والله تعالى أعلى  أعلم.




Share To: