مَهلاً | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن
![]() |
مَهلاً | بقلم الأديبة المصرية خلود أيمن |
السلام عليكم ، مَهلاً :
مهلاً يا قطار العمر السريع هلا منحتنا الفرصة للاستمتاع ولو بقدرٍ بسيط من الحياة ؟ ، هلا هدَّأت سرعتك قليلاً كي نتمكن من التقاط أنفاسنا ؟ ، هل وهبتنا الوقت الكافي لمَحو ذاك التقصير تجاه أي أمر يَخُص حياتنا ؟ ، هلا شعرت بأننا لم نكتفِ بَعْد من تلك الملذات البسيطة التي تُشعِرنا بأننا ما زِلنا على قيد الحياة ؟ ، هلا تمكَّنت من فهم أو إدراك ما نصبو إليه بالفِعل كي تدهسنا بسرعتك الفتاكة وتُنهِي حياتنا على حين غرة بلا سابق إنذار ؟ ، ألا تشعر بمقدار الحزن الذي سيُخيِّم على مَنْ يفتقدنا مِن بَعْد موتنا ؟ ، ألا تجد مَنْ تُنزِله من قبلنا ؟ ، فَلْتُجِبني وتُزيل عني تلك الحيرة التي صارت تفتك بعقلي وتَشِل قدرتي على التفكير لدرجة أنني لم أَعُد أفكر سوى بالموت وماذا عساي أفعل كي أُحسِّن خاتمتي بغض الطرف عن المتبقي من تلك الحياة وفيمَ سينقضي ، فما هي سوى بضع أيام فانية بلا جدوى ولن يتذكرنا أحد فيما بْعَد ، فهلا منحتني بعض الوقت القليل كي أُرتِّب أفكاري وأُعيد حساباتي وأُغيِّر من طريقة تفكيري بعض الشيء علِّي أتمكن من ممارسة حياتي على النحو الذي اعتدته وما بيدي حيلة ، فأشعر بأني ما عُدت أنا ، تلك الفتاة المبهجة التي لا تحمِل سوى الأفكار الإيجابية التي تساعد جميع البشر على التقدُّم في حياتهم والرنو نحو المستقبل الباهر الذي ينتظرهم ، فلم أَعُد راغبة في تلك الحياة أو قادرة على الاستمرار فيها ولم أَعُد أفهم الغرض منها ما دامت فانية في النهاية ...
Post A Comment: