ده مش صوتك | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد
![]() |
ده مش صوتك | بقلم الكاتبة المصرية أميرة محمد |
أنا مش إنسان طيب.
أنا ليس بكافي.
أنا مؤذي.
عمرك حسّيت إنك بتشك في نفسك؟
شايف فيها كل الصفات السلبية دي؟
لو مريت بالإحساس ده، فاعرف إنك في علاقة مع شخص مؤذي.
وخلينا نتفق إن العلاقات مش بس علاقة رجل وامرأة…
العلاقات تشمل كل شيء: من دايرتك الصغيرة، لحد علاقاتك الخارجية.
لكن أكتر العلاقات وجعًا، هي اللي جاية من الدائرة القريبة…
لأن الكسر اللي بييجي من القريب، بيكون أوجع وأعمق،
وبيخلي شكك في نفسك، وضعفك، أقوى بكتير من أي وجع خارجي.
لكن خليني أقولك الحقيقة…
المشكلة مش فيك.
المشكلة في الآخر،
في الشخص المؤذي اللي أذاه مستتر…
بيتخفّى تحت كلمات زي:
"أنا بحبك"، "أنا خايف عليك"، "أنا عايز مصلحتك".
وهو في الحقيقة، لا بيتهاون في أذيتك،
ولا بيتراجع عن السيطرة عليك…
حتى لو كان ده معناه إنه يدمّرك.
المؤذي مش دايمًا بيزعق…
أوقات بيحضنك وهو بيكسرك،
يبصلك بعين حب، بس يخليك تشك في نفسك،
يتكلم عن مصلحتك، بس يمحيك من جواك،
يقولك "أنا خايف عليك"،
بس الحقيقة إنه بيعيشك في شك دائم،
علشان يكمّل سيطرته على أفكارك.
وإنت للأسف… تصدّق.
تصحى كل يوم تراقب نفسك،
كل كلمة، كل فعل،
وتعيش في حرب يومية بين "أنا مش كده" و"يمكن أنا فعلًا كده".
بس خليني أقولك الحقيقة اللي عمرك ما سمعتها بصوت عالي:
الشك اللي جواك… مش صوتك.
ده صوت حد زرعه جواك، علشان يفضل مسيطر عليك.
كل مرة رجعت فيها،
مش ضعف منك،
أنت رجعت علشان توفر كل الفرص،
وتسلك كل الطرق علشان تكمل العلاقة…
وما أفلتش إيدك إلا لما لقيت إن محدش بيتمسك بيك.
لكن دلوقتي… حان الوقت.
وقت إنك توقف الحرب اللي بتخوضها يوميًا
علشان علاقات كانت سبب كل خسائرك.
اختار نفسك…
من غير خوف، من غير ذنب، من غير تبرير.
لما تختار نفسك،
أنت مش بتخون حد…
أنت أخيرًا بتوفي بالعهد اللي بينك وبين روحك،
عهد إنك مش هتسيبها تنكسر تاني علشان حد ما يستاهلش حتى يكون فيها.
وعلى فكرة…
المؤذي مش لازم يكون حبيب.
المؤذي ممكن يكون صديق يضحك في وشك ويطعنك في ضهرك،
أو أهل يستخدموا كلمة "الخوف عليك" كسلاح يكسرك،
أو زميل يقلل منك، أو أخ بيقارن، أو أب يسلبك شخصيتك.
المؤذي ملوش شكل واحد…
بس له إحساس واحد:
إحساس إنك مش كفاية،
وإنك غريب جوا نفسك.
والكسر مش دايمًا بييجي من بعيد،
أوقات الوجع الأكبر بييجي من أقرب ناس…
من الدائرة اللي كنت فاكر إنها أمان.
والخذلان ده مؤلم أكتر،
لأنه بيخليك تشك في إنك تستحق الأفضل.
بس السؤال: ليه نكمّل؟
ليه نعدّل في نفسنا علشان نرضيهم؟
ليه نسكت على الأذى علشان دول أهلنا؟
ليه نتحمّل الصمت علشان ده صاحبي من سنين؟
القرابة مش حصانة، والعِشرة مش مبرر للأذى.
وكل علاقة بتكسر فيك… مش علاقة تستحق تبقى في حياتك.
ومن هنا، خد القرار:
مش بس تخرج من علاقة سامة،
لكن كمان تطهّر قلبك من كل علاقة بتستنزفك،
من كل صوت بيشوّه صورتك عن نفسك،
من كل حد بيشيلك ذنب حاجات هو سببها.
الحب، الصداقة، الأهل…
كلهم لازم يكونوا مكان راحة.
فاختار نفسك دايمًا.
إنت حياة كاملة…
وليس لأحد الحق أن يطفئ روحك.
Post A Comment: